"سنشهد الإثنين إستشارات نيابية لا مثيل لها منذ الطائف حتى اليوم... كل الثقة بفخامة الرئيس"، تغريدة لوزير المهجّرين غسان عطالله المُحال إلى الإستيداع، نشرها قبل ثلاثة أيام في حسابه على "تويتر، وعادة لا يُتوقّع من عهد لا مثيل له، منذ فجر التاريخ الفينيقي، سوى إنجازات لا مثيل لها، وقرارات لا مثيل لها، ومراسيم لا مثيل لها، وحكومات لا مثيل لها، واختيار وزراء لا مثيل لهم، ولنا في "مدّاح" صاحب الفخامة نموذج لا مثيل له في استخلاص الأمثولات الناجحة من تاريخ الفشل. رهيب هذا الفتى والله رهيب.
ستكون استشارات لا مثيل لها، لكونها هدفت أساساً لتكليف شخصية تفوح رائحة الصفقات من سيرتها الذاتية بتأليف حكومة شبه منجزة، قبل أن ينقلب السحر على الأرنب.
إنها استشارات لا مثيل لها، إذا كان من الملحّ أن تُجرى بعد 3 أيام لا بعد 39 يوماً على استقالة الحكومة، هذا إذا جرت كما تشتهي السفن.
وبسبب الظروف الإستثنائية، واحتمال تنفيس دواليب السادة النواب أو تعرضهم لهجوم بكافة أسلحة الطماطم والبيض، قد تلجأ الدوائر المعنية بالإستشارات إلى تشكيل "Groupe" على الواتساب، ليوم واحد فقط، يضم النواب الـ 128 ورئيس البلاد. ومن المرجّح تكليف ولي العهد بمرسوم لا مثيل له، إدارة الإستشارات على الـ"Groupe" وإبلاغ رئيس الجمهورية بنتيجتها، ويحظّر على السادة النواب تبادل الأفلام والتعليقات والكلمات البذيئة إبان المشاورات.
ويبقى احتمال إجراء الإستشارات أيضاً عبر الـ face time أو الـ video call أو سكايب، وكل نائب بيطلع إسمو بيقول présent بصوت عالٍ ويعلن إسم أفضل نجم أو نجمة لخريف وشتاء 2019/ 2020.
كما أن الاستشارات عبر إنستاغرام أو فايسبوك ستكون "استشارات لا مثيل لها" مبنية على تعداد الـ"لايكات".
ولعلّ أفضل طريقة لاستشارات سالكة وآمنة ونظيفة وشفافة وديموقراطية ولا مثيل لها، أن تُجرى من خلال المراسيم الجوالة، فيتوجّه درّاج مثلاً إلى ميرنا شالوحي ومعه 19 مغلفاً تتضمن 19 ورقة بيضاء وقلم بيك أسود لكتابة إسم المرشح لمنصب رئيس الحكومة، ويتوجّه درّاج آخر إلى بيت الوسط، وثالث إلى معراب ورابع يأخذونه مغمض العينين إلى بئر العبد وخامس إلى البيت المركزي لـ"حزب الكتائب"... إلخ. ومساءً يعود الدرّاجون المتنكرون بزي "دليفري ملك الطاووق" إلى بعبدا، فتفتح المغلفات تحت إشراف المستشار الأول س. ج. ومنها يخرج اسم رئيس الحكومة العتيدة مشبع برائحة الثوم .
ما هي تلك الإستشارات سيد غسّان التي "لا مثيل لها منذ الطائف" ؟أنا حاولت أن أحزر فـ"كعيت". بالله عليك، برحمة طانيوس شاهين أخبرني.
