مساعٍ لضمّ غور الأردن وكسب أصوات اليهود في فلوريدا

نتنياهو وترامب يستثمران "الصداقة" لأهداف انتخابيّة

12 : 40

أطفال يسحبون زجاج نافذة منزلهم المحطم والقريب من موقع الغارات الإسرائيليّة على غزة

تُنذر المستجدّات على خطّ إسرائيل والفلسطينيين بتفجّر الوضع الميداني، بدءاً بعودة التوتر مع حركة "حماس" في قطاع غزة، وصولاً إلى سعي الدولة العبريّة إلى ضمّ أراضٍ فلسطينيّة ومستوطنات ذات أهمّية استراتيجيّة وحسّاسة، محاوِلةً الاستفادة من اعتراف الولايات المتّحدة الأحادي بشرعيّة المستوطنات، فيما يستثمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه "الصداقة" مع الحليفة العبريّة لكسب الأصوات اليهوديّة في الانتخابات الرئاسيّة المقبلة.وفي محاولة أخيرة لمنع إجراء انتخابات عامة ثالثة في إسرائيل، كشف رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أمس، مساعيه المتسارعة إلى "تطبيق السيادة الإسرائيليّة على غور الأردن، وإضفاء الشرعيّة على كافة مستوطنات يهودا والسامرة (مصطلحات "العهد القديم" للضفة الغربيّة) الموجودة داخل الكتل الاستيطانيّة وخارجها"، مضيفاً أنها "ستكون جزءاً من دولة إسرائيل". ويُنظر إلى تصريحات نتنياهو على أنّها نداء إلى منافسه الرئيسي بيني غانتس لينضمّ إليه في تشكيل حكومة وحدة، يُمكن أن تستفيد من تأييد الإدارة الأميركيّة للاستيطان. كما يُحاول استباق يوم الأربعاء، تاريخ انتهاء المهلة الدستوريّة المعطاة للبرلمان لتسمية رئيس وزراء جديد، في تكليف يقي البلاد من انتخابات تكون الثالثة خلال سنة.

وقال نتنياهو للمشاركين في مؤتمر نظّمته صحيفة "مكور ريشون" اليمينيّة: "أُريد الاعتراف الأميركي بسيادتنا على غور الأردن، إنّه أمر مهمّ". وأشار إلى أنّه ناقش القضيّة أخيراً مع وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو من دون تقديم خطّة رسميّة. وكان بومبيو قد أعلن الشهر الماضي أنّ الولايات المتّحدة لم تعُد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربيّة غير قانونيّة، في قرار يُخالف "الشرعيّة الدوليّة".ويبدو أنّ المصالح الانتخابيّة تستثمر النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني حتّى أشدّه، إذ حاول ترامب أيضاً كسب أصوات الناخبين اليهود الأميركيين عبر خطاب وصف نفسه خلاله بـ"أفضل صديق" لإسرائيل في تاريخها. واعتبر خلال مؤتمر في هوليوود بفلوريدا أنّ اليهود الأميركيين أخطأوا بالتصويت للديموقراطيين في عهد سلفه باراك أوباما، وقال: "صوّت العديد منكم لأشخاص في الإدارة السابقة، سيكون عليكم يوماً ما تفسير ذلك لي، إذ لا أعتقد أنّهم أحبّوا إسرائيل كثيراً". وأضاف أنّه في المقابل "لم يكن يوماً لدى الدولة اليهوديّة صديق أفضل في البيت الأبيض من رئيسكم دونالد ترامب".

وأتت تصريحات ترامب خلال اجتماع المجلس الإسرائيلي - الأميركي، وهو منظّمة غير ربحيّة من بين مموّليها قطب الكازينوات الملياردير اليهودي الأميركي شيلدون أديلسون وزوجته ميريام، وكلاهما من أبرز أنصار ترامب. ويُشكّل اليهود قسماً صغيراً فقط من شريحة الناخبين في فلوريدا، لكن تأثيرهم يُعدّ قوياً وحاسماً في الولاية "المتأرجحة"، أي التي يُمكن أن تُغيّر معسكرها بين الجمهوريين والديموقراطيين من انتخابات لأخرى. وتاريخيّاً، لطالما صوّتت غالبيّة اليهود لمصلحة الديموقراطيين.وفي غزة، عاد التوتر بين حركة "حماس" وإسرائيل مع تصعيد متبادل بدأ في وقت باكر أمس إثر إطلاق ثلاثة صواريخ من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل، اعترضها نظام القبّة الحديديّة، وردّت عليها المقاتلات الإسرائيليّة بغارات استهدفت موقعَيْن شمال القطاع لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري للحركة الإسلاميّة، إضافةً إلى غارات عدّة على موقع لـ"القسام" غرباً، وفق مسؤولين أمنيين فلسطينيين. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن "طائرات حربيّة ومروحيّات هجوميّة ضربت أهدافاً عدّة لـ"حماس" الإرهابيّة، وموقعاً عسكريّاً تابعاً لقوّتها البحريّة"، كما حمّلها "مسؤوليّة الأحداث الجارية في القطاع وما ينجم عنها"، مهدّداً بأنّها "ستدفع ثمن الأفعال التي تقوم بها ضدّ المدنيين الإسرائيليين".


MISS 3