واشنطن: ردّ إيران النووي خطوة "إلى الوراء"

02 : 00

بلينكن خلال توجهه أمس إلى بروكسيل لإجراء محادثات أطلسية (أ ف ب)

لا تزال غيمة التشاؤم تخيّم فوق الملف النووي الإيراني المتعثّر، والمهدّد بالسقوط من على طاولة المحادثات، إذ أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس أن "رد إيران الأخير في شأن احياء الاتفاق حول برنامجها النووي يمثّل خطوة "إلى الوراء"، مشدداً على أن واشنطن "لن تسارع للانضمام إليه مجدداً بأي ثمن".

وبدا أن المفاوضين الأوروبيين يحققون تقدّماً باتّجاه إحياء اتفاق العام 2015 بعدما طرح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل نص المقترح النهائي. لكنّ درجة التفاؤل تراجعت وطلبت إيران تعديلات على مسودة الاتفاق، ورفضت الولايات المتحدة طلبات طهران.

وقال بلينكن للصحافيين في بروكسل: "في الأسابيع الأخيرة، ردمنا بعض الهوّات. ابتعدت إيران عن بعض المطالب الخارجة عن الموضوع وهي مطالب غير مرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)"، وأضاف: "لكن الرد الأخير عاد بنا إلى الوراء. ولسنا على وشك الموافقة على اتفاق لا يفي بمتطلباتنا الأساسية". وتابع: "إذا توصلنا إلى اتفاق، فسيكون ذلك فقط لأنه سيدعم أمننا القومي".

وعقد بلينكن في بروكسل اجتماعات عبر الإنترنت مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي جميعها دول ما زالت طرفاً في الاتفاق.

بموازاة ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي أنه "على واشنطن أن تتوقف عن استخدام الأدبيات الغامضة في نص الاتفاق النووي لكي يتم التوصل إلى الاتفاق في أقصر وقت ممكن".

ونقلت وسائل إعلام صينية عن عبداللهيان قوله إن "إيران ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لكنها لن تقبل محاولة الولايات المتحدة أن تحقق أهدافها". وبدوره، قال وانغ يي إن "الصين ستواصل دعم إيران في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة"، لافتاً إلى أنه "مهما تغير الوضع الدولي، ستعمل بكين بثبات على تطوير العلاقات مع طهران وستواصل توسيع التعاون العملي في مختلف المجالات".

في سياق آخر، لا تزال تداعيات الاعتداء الإيراني الالكتروني على ألبانيا تتفاعل، إذ أعلنت الولايات المتحدة أمس، فرض عقوبات على وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية والوزير المسؤول عنها إسماعيل خطيب، بعدما كشفت أن طهران تقف وراء هجوم إلكتروني غير مسبوق استهدف ألبانيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي.

وقال نائب وزيرة الخزانة الأميركية براين نلسون إن "هجوم إيران الإلكتروني على البانيا يتجاهل قواعد سلوك الدولة المسؤول في أوقات السلم في الفضاء الإلكتروني، والتي تشمل الامتناع عن الإضرار بالبنى التحتية الحيوية التي توفر خدمات للعامة".

وذكرت الخزانة أن مجموعة إيرانية واحدة تعرف باسم "مادي ووتر" تشن حملات الكترونية منذ 2018 مستغلة ثغرات في شبكات أجنبية لاختلاس معلومات حساسة واستخدام برمجيات فدية خبيثة، كما شنت هجوماً الكترونياً على هيئات حكومية تركية في نهاية العام الماضي.

وأضاف نلسون: "لن ندع هجمات الكترونية إيرانية تزداد عدائية تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءنا وشركاءنا".

وتجمد العقوبات أي أصول قد يملكها المستهدفون بها في الولايات المتحدة وتمنع الأفراد والشركات بما فيها المصارف الدولية التي لديها نشاط في الولايات المتحدة، من التعامل معهم، للحؤول دون وصولهم إلى الشبكات المالية العالمية.