النشاط الجسدي يحميك من سرطان البروستات؟

08 : 43

استعمل الباحثون طريقة جديدة لتقييم عوامل الخطر المُسببة لسرطان البروستات واكتشفوا رابطاً مثيراً للاهتمام بين قلة الحركة الجسدية وزيادة مخاطر هذا المرض.

رغم ارتفاع أعداد المصابين بهذا السرطان سنوياً، لا يعرف الخبراء حتى الآن معلومات كافية عن عوامل الخطر التي تؤثر على نشوئه.

يذكر "معهد السرطان الوطني" خليطاً من العوامل غير القابلة للتغيير، منها العمر، ووجود تاريخ عائلي بسرطان البروستات، ومستويات الفيتامين E وحمض الفوليك والكالسيوم في الجسم. لكن قد تبرز عوامل مؤثرة أخرى ترتبط بأسلوب الحياة، ويبذل الباحثون قصارى جهدهم للكشف عنها.استعمل فريق من الباحثين في جامعتَي "بريستول" و"إمبريال كوليدج لندن" في بريطانيا مقاربة مختلفة لمحاولة اكتشاف معلومات إضافية عن عوامل الخطر المرتبطة بسرطان البروستات، بالتعاون مع زملاء من معاهد أكاديمية أخرى حول العالم.نُشِرت نتائج الدراسة الجديدة في "المجلة الدولية لعلم الأوبئة"، واستخدم فيها العلماء طريقة "العشوائية المندلية" التي تسمح بتحليل التغيرات الجينية لتقييم العلاقات السببية بين مختلف عوامل الخطر ونشوء نتائج محددة (سرطان البروستات في هذه الحالة).

رصد الباحثون في دراستهم عوامل خطر محتملة لسرطان البروستات عبر مراجعة أدلة مستخلصة من "الصندوق العالمي لأبحاث السرطان" في العام 2018. كذلك، حصلوا على معلومات طبية عن 79148 مصاباً بسرطان البروستات، فضلاً عن 61106 مشاركين غير مصابين بالمرض (مجموعة مرجعية).

يكشف التحليل أن حاملي المتغيرة الجينية التي تزيد ميلهم إلى النشاطات الجسدية كانوا أقل عرضة لسرطان البروستات بنسبة 51%، مقارنةً بمن لا يحملونها. كذلك، يوضح الباحثون أن "النشاط الجسدي" في هذه الحالة يشير إلى جميع أشكال النشاطات ولا يقتصر على التمارين الرياضية.

بعد فترة من المراقبة، استنتج الباحثون أن العوامل التي تُشجّع الرجال على تكثيف نشاطاتهم الجسدية قد تعطي أثراً واقياً ضد هذا الشكل الشائع من السرطان. توضح الدكتورة سارة لويس التي شاركت في الإشراف على البحث: "هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها على الإطلاق، وتستعمل طريقة جديدة نسبياً لاستكمال الأبحاث الراهنة المبنية على المراقبة واكتشاف أسباب سرطان البروستات. تبيّن أن النشاط الجسدي قد يعطي أثراً أكبر مما كنا نظن على هذا السرطان، لذا نأمل في أن يتشجع الرجال على زيادة حركتهم".

تُشدد آنا دياز فونت، رئيسة قسم تمويل الأبحاث في "الصندوق العالمي لأبحاث السرطان" الذي موّل هذه الدراسة إلى جانب منظمة "أبحاث السرطان" البريطانية، على أهمية النتائج الأخيرة: "حتى الآن، كانت الأدلة حول تأثير النشاط الجسدي على سرطان البروستات محدودة. حللت هذه الدراسة الجديدة أثر 22 عامل خطر، لكن كانت نتائج النشاط الجسدي الأكثر وضوحاً. أتوقع أن تُمهّد هذه النتائج لأبحاث إضافية، حيث تُستعمَل الوسائل نفسها مع عوامل أخرى مرتبطة بأسلوب الحياة لرصد الطرق التي تسمح للرجال بتخفيض خطر إصابتهم بسرطان البروستات".