في الحلقة الثانية من سلسلة "موندياليات" التي ستستمرّ الى حين إنطلاق مونديال قطر 2022، سوف نلقي الضوء على المنتخب الأرجنتيني المنتشي بإحرازه لقب "كوبا أميركا" 2021 و بفيناليسيما 2022. وفي ما يلي لمحة عامة عن:
1 - إنجازاته السابقة في كأس العالم،
2 - أبرز اللاعبين الذين مثّلوه منذ انطلاق المونديال،
3 - نجومه الحاليون ووضعهم خلال هذا العام،
4 - مشواره في التصفيات،
5 - نقاط قوته،
6 - نقاط ضعفه،
7 - حظوظه.
إنجازاته السابقة في كأس العالم: تربّع المنتخب الأرجنتيني على عرش العالم مرّتين عامَي 1978 و1986 وحلّ وصيفاً في ثلاث مناسبات في أعوام 1930 و1990 و2014.
أبرز اللاعبين الذين مثّلوه منذ انطلاق المونديال
* ماريو كيمبس: رأس الحربة صاحب الشعر الطويل، قاد "الألبيسلستي" الى الفوز بكأس العالم عام 1978 التي استضافتها الأرجنتين، مقتنصاً ستة أهداف منهــا هدفـان في النهائــي أمام هولنـدا، ما مكّنه من الظفــر بلقب "البيتشيتشي".
* دييغو مارادونا: أفضل لاعب إرتدى قميص الأرجنتين. ما فعله في العام 1986 لم يسبقه اليه أحد، فقد فاز لوحده بكأس العالم مسجلاً خمسة أهداف وموزّعاً "الكافيارات" على زملائه، ليحرز جائزة أفضل لاعب في المسابقة. شارك أربع مرّات في البطولة الأغلى في العالم. أسوأ ذكرياته المونديالية كانت خسارته نهائي 1990 أمام ألمانيا الغربية بركلة جزاء مشكوك بصحتها وطرده من مونديال 1994 لأنّ نتيجة فحص المنشطات الذي خضع له أتت ايجابية.
* غابرييل باتيستوتا: المهاجم القناص الذي تألق خلال مسيرته مع ناديي فيورنتينا وروما الايطاليين، يتزعّم ترتيب هدّافي الأرجنتين في تاريخ كأس العالم برصيد عشرة أهداف (أربعة أهداف في مونديال 1994، خمسة أهداف في مونديال 1998، وهدف واحد في مونديال 2002). فاز مع منتخب بلاده ببطولة "كوبا أميركا" مرّتين عامَي 1991 و1993، وبكأس القارات 1992 وبكأس الأبطال كونميبول- يويفا 1993. سجّل مع منتخب الأرجنتين 56 هدفاً في 78 مباراة دولية.
* خافيير زانيتي: أسطورة الانتر والأرجنتين. مثّل بلاده في 145 مناسبة محرزاً خمسة أهداف أبرزها هدفه في شباك إنكلترا في ثمن نهائي مونديال 1998. شارك في نهائيات كأس العالم مرتين عامَي 1998 و 2002 وشكّل عدم إستدعائه الى مونديالي 2006 و2010 صدمة كبيرة لعشاق "الألبيسلستي".
نجومه الحاليون ووضعهم خلال هذا العام
* ليونيل ميسي: فاز برفقة بلاده بلقبي كوبا أميركا 2021 وكأس الأبطال كونميبول- يويفا "فيناليسيما" عام 2022. يشارك في كأس العالم للمرة الخامسة بعد أعوام 2006 و2010 و2014 و2018. أفضل مشاركاته المونديالية كانت في العام 2014 في البرازيل حين قاد بلاده لاحتلال المركز الثاني وظفر بجائزة أفضل لاعب في البطولة. في رصيده ستة أهداف وخمس تمريرات حاسمة في مشاركاته السابقة بكأس العالم. فاز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم سبع مرّات (رقم قياسي).
موسمه الأول في باريس كان مخيباً جداً في حين أنّ بداية موسمه الثاني داخل "حديقة الأمراء" ارتقت الى مستوى تطلعات الجماهير. أداؤه مع المنتخب الأرجنتيتي كان مميزاً في السنوات الأخيرة، حيث فاز بجائزة أفضل لاعب وأفضل هداف في كوبا أميركا 2021 مسجلاً أربعة أهداف ومقدّماً خمس تمريرات، ونال أيضاً جائزة أفضل لاعب في فيناليسيما 2022. هو أكثر من مثّل المنتخب الأرجنتيني برصيد 162 مباراة دولية، وأفضل هداف في تاريخ الارجنتين وأميركا الجنوبية برضيد 86 هدفاً.
* لاوتارو مارتينيز: فرض نفسه بسرعة فائقة أساسياً مع منتحب بلاده بفضل غزارة أهدافه وتفاهمه الكبير مع ليو ميسي. فاز مع منتخبه بلقبي كوبا أميركا 2021 وفيناليسيما 2022 حيث سجل الهدف الأول أمام ايطاليا. قدّم عروضاً مميزة مع فريقه الإنتر هذا العام. يُعتبر ثاني أخطر لاعب في صفــوف الأرجنتين بعد القائد ميسي.
* أنخل دي ماريا: هو ثاني أبرز لاعب أرجنتيني في "جيل ميسي". ساهم كثيراً في انجازات بلاده في العقد الأخير، كما أنّه سجل أهمّ هدف لبلده في الألفية الثالثة عندما اقتنص "غول" الفوز في نهائي كوبا أميركا 2021 أمام البرازيل وفي عقر دار الأخيرة. في رصيده 25 هدفاً في 122 مباراة دولية. انتقل هذا الموسم الى يوفنتوس الايطالي بعدما أمضى سبع سنوات ناجحة مع باريس سان جيرمان.
* ايميليانو مارتينيز: لم يخسر أيّ مباراة مع منتخب بلاده حتى اللحظة وشكّل العلامة الفارقة في كوبا أميركا 2021، حيث قاد بلاده لتخطي عقبة كولومبيا بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي، وفاز بجائزة أفضل حارس في تلك البطولة، كما فاز بفيناليسيما 2022. فرض نفسه الحارس الأساسي وأحد أبرز ركائز هذا المنتخب نظراً لشخصيته القيادية وتصدياته الحاسمة.
مشواره في التصفيات
تأهل المنتخب الأرجنتيني كثاني مجموعة "الكونميبول" خلف المتصدر المنتخب البرازيلي، حيث تمكّن من تحقيق 39 نقطة من خلال فوزه بـ11 مباراة وتعادله في ستّ ولم يتجرّع طعم الهزيمة.
تجدر الاشارة الى أنّ المنتخب الأرجنتيني لم يتذوّق مرارة الخسارة في آخر 32 مباراة، وهو على بُعد خمس مباريات فقط من معادلة الرقم القياسي المسجّل باسم المنتخب الايطالي (37 مباراة دون هزيمة). تعود آخر خسارة للمنتخب الأرجنتيني الى الثالث من تموز 2019 وكانت أمام البرازيل في نصف نهائي كوبا أميركا 2019.
نقاط قوته
أولاً، الروح الجماعية التي تميّز هذه المجموعة من اللاعبين المتفانية من أجل بلاد الفضة ومن أجل ليونيل ميسي، وهذا ما بدا جلياً خلال الفوز بكوبا أميركا 2021 وفيناليسيما 2022. ثانياً، التوازن بين الخطوط، فجميع الخطوط متجانسة وقويّة. ثالثاً، وجود فريق يمزج بين الخبرة والشباب، فالعديد من اللاعبين المخضرمين كأوتاميندي وميسي ودي ماريا نقلوا خبراتهم المتراكمة الى الشباب الموهوبين كدي بول ولاوتارو وغيرهما...
نقاط ضعفه
من الصعب العثور على نقاط ضعف في صفوف هذا المنتخب، على عكس منتخب الأرجنتين في مونديال روسيا 2018 الذي عانى كثيراً في الدفاع وحراسة المرمى. ولعلّ أبرز نقاط الضعف تكمن في الاتكال الزائد في بعض الأحيان على ميسي، فليو لم يعد في قمّة مسيرته الكروية، حيث يبلغ من العمر 35 سنة، ولم يعد مستواه ثابتاً.
يعتبره كثيرون أفضل منتخب في العالم حالياً وهو بدون شكّ من المنتخبات صاحبة العدد الأقلّ من نقاط الضعف.
حــــظــــوظــــه
وقع في مونديال قطر في مجموعة سهلة نسبياً الى جانب كلّ من بولندا والمملكة العربية السعودية والمكسيك، حيث من المتوقع أن يتصدّر المجموعة. سيكون مفاجئاً خروجه قبل نصف النهائي، فالقرعة أسعفته ونتائجه في السنوات الثلاث الاخيرة تظهر مدى قوته وصلابته.