طوني أبي نجم

جبران قائد الثورة...

12 كانون الأول 2019

02 : 00

لو كان الشهيد جبران تويني حياً لكان اليوم قائد ثورة 17 تشرين من دون منازع.

لطالما جسّد جبران تويني الثورة الدائمة في شخصيته وعنفوانه وحبّه للبنان ودفاعه عن الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته، وفي مقالاته وكتاباته وإطلالاته الإعلامية.

قاد ثورة في العام 1993 عندما أسّس "نهار الشباب" وجمع شباب لبنان بعد الحرب من مختلف المناطق والمشارب والانتماءات الطائفية، وكسّر معهم جدار الاحتلال والطائفية والتبعية والفساد والصفقات والمحاصصة... هل تذكرون؟ هل تذكرون أيضاً كيف أقام لقاءات "الهايد بارك" ليواجه منظومة القمع والنظام الأمني السوري- اللبناني عبر تعزيز مبدأ حرية التعبير لدى الشباب.

ولم تقتصر ثورة جبران تويني على الجانب السياسي بل خاضت غمار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والحياتية للبنانيين عبر صفحات "النهار"، فكان صوتاً صارخاً في برية وطن مسلوب الحرية والقرار.

استشهد جبران في مثل هذا اليوم قبل 14 عاماً. هو الذي عاش "انتفاضة الاستقلال" بشغف قلّ نظيره بعد أن حوّل مكاتبه إلى ما يُشبه "مجلس قيادة الثورة" رغم المحاذير الأمنية والتهديدات، ووقف من على سطح مبنى "النهار" في وسط بيروت يترقّب مجريات الزحف الشعبي في 14 آذار 2005 ليطمئن إلى أن اللبنانيين شعب حي وسينتفض على محاولات الاستخفاف به يوم فاخر البعض عن تظاهرة 8 آذار وقال للصحافيين "اعملوا زوم آوت"...

ولو كان جبران لا يزال حيّاً بيننا اليوم لكان قائد الثورة الجديدة، وهو الثائر دائماً وأبداً، ولكان اعتزّ بثورة 17 تشرين التي انضم إليها أبناء الطائفة الشيعية فوحّدت اللبنانيين في كل المناطق.

ولكن، والأهم، أن جبران كان صوّب البوصلة وأكد أن من المستحيل أن تزهر الثورة وتعطي ثمارها من دون أن تكون مطالبة "حزب الله" بتسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية أحد أهم عناوينها، لأنه من المستحيل تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والمالي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان، في ظل وجود سلاح غير شرعي يأتمر بأوامر خارجية.

لو كان جبران حيّاً لكان انتفض بوجه كلام مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني وقال له "لكم إيرانكم ولنا لبناننا... ولبنان وشبابه لن يكونوا ساحة لتصفية الحسابات في معارك إيران الإقليمية".

لو كان جبران واقفاً هنا اليوم لكان رأس الحربة في التصدي للمتطاولين على صديقه المطران الياس عودة، ولكان قال للجوقة المعروفة "روحوا دافعوا عن إيران بإيران واتركوا لبنان لأبنائه".

جبران الذي كان على نقيض "حزب الله" ومشروعه لطالما كان قادراً على مخاطبة شباب "الحزب" والتوجه إليهم كلبناني، من دون قفازات، ومن دون أن يسمح لأحد بإلقاء اتهامات التخوين والعمالة، وهو الذي قاد تظاهرة لشباب "نهار الشباب" إلى قلعة أرنون في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي!

بعد 14 عاماً على استشهاده، لكم تحتاج ساحات الثورة إلى جبران تويني، من ساحة النور في طرابلس إلى دوّار إيليا في صيدا ودوار كفرمان في النبطية وساحات بعلبك التي تعرفه جيداً مروراً بساحات وسط بيروت الأحب إلى قلبه...

في الذكرى الـ14 على غيابه تحية من ثورة 17 تشرين إلى الثائر حتى الاستشهاد جبران تويني!