انتخابات حاسمة لـ"بريكست" في بريطانيا

11 : 46

جونسون مغادراً مركز اقتراع برفقة كلبه في وسط لندن أمس

أدلى البريطانيّون بأصواتهم أمس للاختيار ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة المحافظ بوريس جونسون أو تنظيم استفتاء جديد حول "بريكست" بقيادة اليساري جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعيّة مبكرة ستطبع مستقبل المملكة المتّحدة لعقود. وتحدّى البريطانيّون الأمطار والرياح القويّة واصطفوا أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم من أجل اختيار أعضاء مجلس العموم الـ650 في انتخابات تجرى وفق نظام الدائرة الفرديّة على دورة واحدة، على أن يفوز المرشّح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته.

والبرلمان البريطاني في مأزق "بريكست" منذ التصويت بنسبة 52 في المئة للخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء العام 2016. والخروج من هذا المأزق كان هدف رئيس الوزراء بوريس جونسون حين دعا إلى هذه الانتخابات التشريعيّة الثالثة خلال أربع سنوات، آملاً في الحصول على الغالبيّة المطلقة التي يفتقر إليها لطي صفحة هذه المسألة التي تُثير انقساماً كبيراً في المملكة المتّحدة.

ودأب جونسون (55 عاماً) على ترداد عبارة "دعونا نُحقّق بريكست!" طوال حملته الانتخابيّة. ووعد رئيس بلديّة لندن سابقاً، الذي حقّق طموح حياته السياسيّة بتوليه رئاسة الحكومة على الرغم من هفواته الكثيرة، بإنهاء مسألة "بريكست" في حال منحه الشعب البريطاني أكثريّة. وأضاف موجّهاً كلامه إلى الناخبين المؤيّدين للخروج من الاتحاد الأوروبي: "تصوّروا كم سيكون رائعاً أن نجلس حول حبش عيد الميلاد، وقد حسمنا مسألة بريكست".ويعتزم جونسون في حال فوزه، طرح اتفاق الطلاق الذي تفاوض في شأنه مع بروكسل على البرلمان قبل عيد الميلاد، بهدف تنفيذ "بريكست" في موعده المحدّد في 31 كانون الثاني، بعدما أرجئ ثلاث مرّات. وردّد مراراً ممازحاً: "الاتفاق جاهز، عليكم فقط خبزه". ووصل به الأمر إلى القيام ببادرة رمزيّة حين حطّم بجرّافة جداراً غير حقيقي يرمز إلى "مأزق بريكست".لكن المعارضة ندّدت مجدّداً في اليوم الأخير من الحملة بـ"أكاذيبه"، لا سيّما وعده بالتوصّل إلى اتفاق تجاري بعد "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي خلال أقلّ من سنة، وهو وعد تعتبره بروكسل غير واقعي، وفق ما أوردت الصحافة. ويُدرك قادة الاتحاد الأوروبي، الذين عقدوا قمة في بروكسل أمس، أنّه قبل انتهاء مناقشتهم الموازنة ليلاً سيكون الناخبون البريطانيّون قد اتخذوا قرارهم.

ولم يُدل القادة لدى وصولهم بتصريحات للصحافيين، لكن العديد من المسؤولين قالوا في مجالس خاصة في بروكسل إنّهم يأملون في أن يفوز جونسون بغالبيّة تُمكّنه من العمل. وعندما تتّضح نتيجة الاقتراع بشكل نهائي اليوم سيعهد القادة إلى المفاوض ميشال بارنييه، صياغة موقف أوروبي موحّد حول اتفاق تجاري يوافقون عليه. من جهته، اعتمد زعيم المعارضة العماليّة جيريمي كوربن (70 عاماً) نبرة أكثر تحفظاً وهدوءاً، غير أنّه وعد بـ"تغيير حقيقي"، بعد نحو عقد من حكم المحافظين، في تجمّع أخير عقده مساء الأربعاء في لندن. وتُهيمن على برنامجه عمليّات تأميم لبعض القطاعات واستثمارات مكثفة، لا سيّما في هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة (إن إتش إس)، التي أضعفتها سنوات من التقشف.

وراهن الزعيم العمالي على هذه المسألة، التي تُعتبر من أول مواضيع اهتمام الناخبين، فاتّهم المحافظين بأنّهم يعتزمون بعد "بريكست" بيع هذه الهيئة، التي تُقدّم خدمات مجانيّة والتي تلقى تقديراً كبيراً من البريطانيين، للأميركيين. في المقابل، أبقى كوربن موقفاً ملتبساً حيال "بريكست"، فوعد في حال فوزه بالتفاوض مع الأوروبّيين في شأن اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء يكون البديل فيه البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى هو نفسه "حياديّاً".


MISS 3