مايز عبيد

أحمد قمر الدين يمارس مهام الرئاسة بالتكليف وطرابلس تتخبّط بالأزمات

إنتخاب رئيس البلدية ونائبه يؤجّل للمرة الثالثة

22 أيلول 2022

02 : 00

"تطيير" الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس ونائب رئيس للبلدية

لم تكن الثالثة ثابتة بعد رياض يمق كما كانت في أيامه، إذ طارت جلسة الأمس لانتخاب رئيس ونائب رئيس لبلدية طرابلس التي دعا إليها محافظ الشمال رمزي نهرا في سراي طرابلس؛ بعدما غاب الأعضاء عن الحضور إلى السراي، وكانت الأجواء تشير قبيل الجلسة بساعات الى أن هناك اتجاهاً لانتخاب أحمد قمر الدين كرئيس بلدية أصيل.

وفي حين لم يضرب المحافظ نهرا موعداً جديداً لجلسة انتخاب رابعة، يتداول في الأوساط الطرابلسية بأن «عدم حضور الأعضاء إلى السراي وبالتالي تأجيل الجلسة، سببه عدم الإتفاق على اسم لمركز نائب الرئيس حتى اللحظة». من جهة أخرى يبدو أن أحمد قمر الدين المكلف بتسيير شؤون البلدية حالياً هو نتيجة رغبة وزير الداخلية بسام مولوي، بينما أكثرية أعضاء البلدية ترغب كما يظهر بوصول الدكتور خالد تدمري لرئاسة البلدية».

ومن هنا إلى أن يتم تعيين موعد لجلسة جديدة ستنطلق مروحة جديدة من المشاورات بين الأعضاء لاختيار الرئيس ونائبه ولن تخلو بالطبع من المناورات والتدخلات كما باتت تجري العادة.

بالمقابل، تربّع أحمد قمر الدين على كرسي الرئاسة وبدأ يمارس مهام رئيس البلدية المكلف وسط اعتقاد سائد أن الجلسات ستبقى تطير وتُطيَّر إلى حين ضمان انتخابه مجدداً رئيساً أصيلاً لمجلس بلدية طرابلس.

حركة نواب المدينة وحراكهم الدائر والإجتماعات الدورية التي تعقد لم تتجاوز الطابع الصوري حتى اليوم، ولم يجد المواطن الطرابلسي بالتالي جواباً عن سؤال مطروح بشدة في الأيام الأخيرة: لماذا لا يتدخل نواب المدينة الجدد لحسم الأمور في البلدية بإيجاد حلّ لانتخاب رئيس ونائبه طالما كل المشاكل الحياتية التي قاموا ببحثها والتدخل لحلّها حتى الآن لم يصلوا فيها إلى خواتيم سعيدة؟ ثمة من يعتقد أن ليس للنواب الجدد أي تأثير على الأعضاء ولا حتى للرئيس ميقاتي ووزير داخليته وإلا كان الإثنان قد حسما انتخاب أحمد قمر الدين من البداية.

عطفاً على كل ذلك، تعاني مدينة طرابلس شللاً في الخدمات العامة وأعمال البلدية إلى تراجع فيما يدفع الطرابلسي وحده مسؤولية كل هذا التجاذب الحاصل، وكأنه ليس في المدينة أي مشاكل أو أزمات والأمور في أحسن أحوالها. وتتفاقم مشكلة انقطاع الكهرباء لأكثر من شهر والمياه عن مدينة طرابلس بالكامل، ولجوء الناس إلى الصهاريج لتعبئة خزاناتها في ظل صعوبة كبيرة في تأمين مياه الشرب التي أثارت اعتراض الأهالي في أكثر من منطقة في الأيام السابقة، من دون أن يرتسم أي حل في الأفق لهاتين الأزمتين الأكثر شدة وضغطاً على طرابلس في هذه الفترة.