مايز عبيد

مركب ضاع في البحر على متنه أكثر من 50 شخصاً من الشمال

رحلة من عكار إلى أوروبا حطّت في تركيا بعدما كادت تتحول كارثة

23 أيلول 2022

02 : 01

قضية الهجرة غير الشرعية بالمراكب عبر البحر لا تزال تتفاعل شمالاً، ولا سيما في عكار ومدينة طرابلس، حيث باتت مراكب الهجرة تخرج منها بشكل شبه يومي، في محاولة لاستباق فصل الشتاء والعواصف حيث ستحدّ الأمواج من هذه المسائل.

الجديد في هذه القضية، قصة المركب الذي أبحر يوم الخميس الفائت من بحر عكار، وعلى متنه أكثر من 50 شخصاً من عكار من ببنين وحلبا والمنية وطرابلس مع أشخاص سوريين وفلسطينيين أيضاً باتجاه إيطاليا. في بداية الرحلة كان المهاجرون يتواصلون مع ذويهم ويخبرونهم بتحركاتهم عبر خطوط الثريا، غير أن الإتصالات انقطعت معهم تماماً منذ 4 أيام حيث علم الأهالي في آخر تواصل أن المركب تعرّض لعطل في جزيرة كريت اليونانية وهو في طريقه إلى إيطاليا. ولم يعرف إذا كانت السلطات اليونانية دفعت المهاجرين نحو الأراضي التركية بحيث بقي مصيرهم مجهولاً.

الأهالي خائفون على أبنائهم ومصيرهم بعدما غادروا لبنان هرباً من جحيم العيش قاصدين حياة أفضل في أوروبا، وقد طالبوا المعنيين في الدولة اللبنانية بالكشف عن مصير أبنائهم والعمل على مساعدتهم وأكدوا أنهم سيواصلون التصعيد في الأيام المقبلة، إذا لم يلقوا التجاوب المطلوب. كما طالبوا مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم بمساعدتهم في معرفة مصير أبنائهم وماذا حلّ بهم وبمساعدتهم لإكمال رحلتهم أو إعادتهم إلى بلدهم، «ولكن من غير المعقول أن تبقى الدولة ساكتة عمّا يحصل مع مواطنين لبنانيين هربوا من ظلمها»، بحسب ما يشير الأهالي.

ومنذ انقطاع الإتصالات مع أبنائهم كان الأهالي يتلقون أخباراً مختلفة عن المركب ومهاجريه عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لكنّها أخبار لا تطمئن قلوبهم الخائفة، ولذلك نفّذوا أكثر من حركة احتجاج واعتصام من عكار إلى طرابلس وقطعوا الطرقات لبعض الوقت، لمطالبة الدولة بالتحرك لدى الجهات اليونانية والإستعلام عن أوضاع أبنائهم. وقالت سيدة من آل جوهر لـ»نداء الوطن»: «ما دفع ابني للهجرة مع أولاده الصغار أنه لم يعد في مقدوره تأمين الحليب والدواء لهم وقد ضاقت به الحياة ونحن في منطقة لم تعرف الكهرباء والمياه منذ أشهر، والأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم... قالوا شو جابرك على المرّ إلّا الأمرّ». وأوضحت أخرى «إن زوجي عسكري في الجيش معاشه لا يتعدى الـ40 دولاراً لم يعد يكفي لنأكل... لقد باتت حياتنا في لبنان على هذا النحو شبه مستحيلة وأطالب بمعرفة مصير زوجي الذي فقدنا الإتصال معه».

من جهته، اعتبر مختار ببنين - عكار علي الرشيدي أن «الدولة مطلوب منها بشكل عاجل أن تعطي للناس في عكار حقوقها وتؤمن لهم أبسط مقوّمات الحياة، من كهرباء وماء وفرص عمل، وإلا فإنّ هذا النزيف لن يتوقف والدولة هي التي تتحمّل المسؤولية».

وكان الجيش اللبناني داهم أمس في بلدة ببنين وقبض على شخصين بتهمة تسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الرحلات مستمرّة من عكار ومناطق الشمال، والناس يبيعون أثاث منازلهم ليهاجروا مع عائلاتهم بعدما فقد المواطن في المنطقة أبسط مقوّمات الحياة اليومية.

جدير بالذكر أيضاً أن مركباً آخر كان معرّضاً لمصير مماثل لو لم ينقذه الجيش اللبناني حيث أعلنت قيادة الجيش أمس الأول عبر صفحتها على»فايسبوك»، أنه «نتيجة عملية رصد ومتابعة لمحاولة تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية قبالة بلدة العريضة - عكار، تمكّنت القوات البحرية من الوصول إلى المركب المستعمَل للتهريب على بُعد 6 أميال بحرية عن الشاطئ. وقد تبيّن أن المركب أصيب بعطل في وقت سابق، وعلى متنه 55 شخصاً بينهم امرأتان حاملان وطفلان. كما أن ربّانه غادره على متن زورق قبل وصول الجيش.

وقد قامت القوات البحرية بسحب المركب نحو الشاطئ، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص».

الى تركيا

وإلى قضية المركب التائه عُلم مساء أمس وبعد اتصال ورد إلى الأهالي من أحد الركاب على متن المركب، بأنه رُحّل من اليونان باتجاه (أزمير- تركيا)، حيث أودع ركابه لدى السلطات الأمنية التركية لبت أمرهم، ومعظمهم كانوا في حالة نفسية وجسدية صعبة للغاية. وأشارت المعلومات إلى أن السلطات التركية وبعد المشاورات مع المعنيين في لبنان ستكون أمام خيارين: إما إعادتهم إلى لبنان أو ترك الحرية لهم بتحديد مكان الإياب شرط مغادرة الأراضي التركية، والمرجّح بحسب المعلومات أن تتم إعادتهم إلى لبنان.


MISS 3