مايا الخوري

الكاتب جاد الخوري: الكتابة لشخصيات من مختلف الجنسيات تحدٍّ جميل

14 كانون الأول 2019

09 : 26

منذ نعومة أظفاره إستهواه عالم الفانتازيا الذي تعيشه شخصيات الكتب والمسلسلات، فواظب على المطالعة ومتابعة أهم الأعمال السينمائية والتلفزيونية، حتى اكتشف موهبة الكتابة وفنّ الرواية، وشغفه في عيش حيوات شخصياته فثابر على اكتساب مهاراتها وتعزيزها، رغم أن مهنته الأساس هي الطبّ، وهو طبيب مناوب في مستشفى الجامعة الأميركية في قسم طب العائلة. الطبيب "جاد الخوري"، كاتب مسرحية "مس ترجلة" و فيلم "And Action" والجزء الثاني من مسلسل "الحب الحقيقي" وأخيراً مسلسل "الديفا" الذي يُعرض كل أربعاء عبر موقع "شاهد الأصلية"، تحدث إلى "نداء الوطن" عن مشاريعه الجديدة.



بداية لم يخفِ الكاتب جاد الخوري التحدي الذي عاشه لتنفيذ مسلسل "الديفا" الذي تقتصر حلقته على 15 دقيقة فقط، مقسّمة إلى 8 حلقات، يعرض في خلالها فكرته سريعاً من دون أي حشو، فيما تفسح مساحة أي فيلم سينمائي أو مسلسل درامي تلفزيوني في المجال أمام إسهاب أكثر في التعبير، وبالتالي لا مخاطرة في تفاعل الجمهور مع القصة. ولفت الخوري إلى أهمية التناغم ما بين فريق عمل مشروع مماثل، بدءاً من المنتجة المنفذة مي أبي رعد وروي يعقوب، مروراً بالمخرجة رندا العلم وصاحب فكرة المسلسل ألكس المعوشي، ما ساهم في تصحيح الحلقات مرّات عدّة تحقيقاً للنتيجة المرجّوة. "فحقق نجاحاً كبيراً عبر موقع "شاهد الأصلية" والنسبة الأكبر من المشاهدة، وهذا وسام شرف على صدورنا كفريق عمل"."الديفا" الذي يروي قصة فنانة تُدعى "ريما" تشارك في لجنة تحكيم برنامج إكتشاف مواهب، قد يتعرض لتأويلات كثيرة حول هوية هذه الشخصية، إلا أن الكاتب رأى ضرورة تخطّي فكرة أن السلسلة الدرامية ممكن أن تتحدث عن شخص معيّن، فيكون هناك وعي فنّي أكبر للإنتقاد إن وُجد، أسوة بما يحصل في هوليوود، إذ نرى أحياناً بعض الممثلين يؤدي شخصيته الحقيقية في بعض الأعمال بطريقة إنتقادية ساخرة، ويتعرض آخرون لانتقاد من قبل زملاء لهم، ويتقبّل الجميع الإنتقاد برحابة صدر.وأضاف:"شخصياً، لم أشعر بإحراج أو بتحدٍ في الإضاءة على حياة المشاهير المعروفة أساساً من الجميع، فهم في النهاية بشر مثلنا يتفاعلون مع الأحداث سلباً وإيجاباً كأي كان. على كلٍ ثمة من يعيش منهم حياة أفضل من "الديفا" فيما يعيش آخرون حياة أسوأ، إلا أنني لم أرسم هذه الشخصية سيئة في المطلق لذا ستكسب تعاطف الجمهور أحياناً". وكشف الكاتب أنه تصوّر أداء الفنانة سيرين عبد النور لهذه الشخصية في فترة الكتابة، ولم يتخيّل سواها لأداء هذا الدور الذي قدّمته بشكل رائع.



وعمّا إذا شكّل هذا المشروع نقلة مهنية نوعيّة له على الصعيد العربي، قال:"أتمنى ذلك لأن الكتابة لشخصيات من مختلف الجنسيات العربية تحدٍ جميل، لكنّ ذلك لا يلغي حبّي وشغفي للمسلسلات اللبنانية المحلية. ثمة مشروع لبناني مرتقب مع المخرج المبدع سامي كوجان في إنتظار هدوء الأوضاع في لبنان، سيشكّل عملاً فريداً من نوعه ومفاجأة للجمهور".

كونه كاتباً يافعاً، فأي إنعكاس لذلك على أعماله؟ جاوب:" من الطبيعي أن تنعكس خبرة الكاتب المخضرم على نوعية كتاباته خصوصاً لجهة تجاربه الحياتية. إنما من جهة أخرى، يستخدم الكتّاب اليافعون الصفحات الإلكترونية لإعداد أبحاث معيّنة. في كل الأحوال، يجب أن يتحلى أي كاتب بالتواضع الكافي ليسأل عن أحداث لم يعشها، أو عن تفاصيل حياتية يومية عايشها الجيل الماضي. إلى ذلك، ما يميّز نصوص الكتّاب اليافعين هو استخدام لغة الجيل المعاصر، أي اللغة المحكية في يومياتنا، والسرعة في سير الأحداث، ما يشبه طبيعة حياتنا اليومية السريعة، وما نتابعه عبر المحطات الأجنبية، فيتشجّع جيل الشباب الذي يشبهني على متابعة الدراما المحلية، وفي الوقت نفسه لا يشعر الجيل الأكبر بالتهميش".



ولا يفصل جاد الخوري بين مهنتي الطب والكتابة، "فهما متكاملان، لأن من مهمة الكاتب فهم طبيعة المشاعر البشرية وحركة الجسد والوجه، للتفاعل العاطفي مع الشخصيات التي يكتبها، فيتفهمّها أكثر ويستوعب ردّات فعلها وتصرفاتها. كما يساهم ذلك في تفهّم المرضى وإستيعاب ما يشعرون به إنسانياً. وما لقائي اليومي بمئات المرضى من الطبقات الإجتماعية كافة، ومن مجتمعات مختلفة، والإستماع إلى همومهم وقصصهم، سوى منبع أغرف منه قصصاً أنقلها إلى الدراما وبالتالي إلى مجتمع أوسع". وأضاف:" صحيح أن الطب مهنتي الأساس، إنما الكتابة هي الهواية المكتسبة، التي أمارسها لرضى ذاتي وأحياناً لأسباب مهنية في أوقات فراغي، لحسن الحظّ إيقاعي الكتابي سريع".وختم:" ثمة مشاريع كثيرة تنتظر مرور الأزمة اللبنانية على خير، منها الجزء الثاني من كتابي”The jade Necklace” ومشروع "الكابتن بوب" الذي أعددته مع الممثلة لمى مرعشلي وهو مشروع نوستالجيا بالنسبة إلى الجمهور اللبناني. أتمنى أن تهدأ الأوضاع وتمرّ الأزمة بخير، فنؤسس لوطن مزدهر تفخر به الأجيال القادمة".


MISS 3