محمد دهشة

مساعٍ لبنانية - فلسطينية لتوحيد الموقف ومواجهة التحديات

إجتماع بين "فتح" و"حماس" وتأكيد على تفعيل العمل المشترك

24 أيلول 2022

02 : 00

لقاء "فتح" و"حماس" في سفارة فلسطين في بيروت

لم يهدأ الحراك السياسي اللبناني – الفلسطيني لترتيب البيت الداخلي من بوابة تعزيز التعاون والتنسيق بين اكبر قوتين فلسطينيتين حركتي «فتح» و»حماس»، بعدما نجح رئيس مجلس النواب ورئيس حركة «أمل» نبيه بري بانجاز مصالحة بينهما (17 نيسان 2022)، على خلفية الحادثة في مخيم البرج الشمالي في منطقة صور (10 و11 كانون الاول 2019) والتي أدت الى سقوط 4 ضحايا من حركة «حماس».

وتؤكد مصادر فلسطينية مسؤولة لـ»نداء الوطن» ان اللقاء الثنائي الذي جرى بمساع من عضوي المكتب السياسي لحركة «أمل» محمد الجباوي وبسام كجك، هدفه انهاء الانقسام الذي يستفيد منه العدو الاسرائيلي، وتحصين الاستقرار الامني في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وقطع الطريق على أي توتير ووأد اي فتنة، ناهيك عن استمرار التعاون لانهاء ملف «البرج» بكل تفاصيله بعد التوافق على ان يكون القضاء اللبناني هو الحكم في كشف الجناة.

وتوضح المصادر ان الرغبة المشتركة في مواجهة التحديات المقبلة سياسياً وأمنياً واجتماعياً ساهمت في عقد هذا اللقاء الثنائي على ان يتكرر الاسبوع المقبل في مقر «حماس»، ويتوسع لاحقاً لانعقاد «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في سفارة دولة فلسطين في بيروت وبشكل دوري، وتوحيد الموقف الفلسطيني من سلسلة القضايا الساخنة المطروحة في ظل الواقع اللبناني المأزوم والمخاوف من انفجار اجتماعي مع طول أمد الازمة، اضافة الى الاحداث الامنية الفردية والعائلية المتنقلة في بعض المخيمات وآخرها في عين الحلوة، وتراجع وكالة «الاونروا» في تقديم خدماتها في ظل العجز المالي المتراكم وارتفاع نسبة البطالة في اوساط اللاجئين.

ووفق المصادر، فان الاجواء الايجابية مع بدء الحوار الوطني في الجزائر برعاية الرئيس عبد المجيد تبون منذ ايام وعقد لقاءات ثنائية بين القيادة الجزائرية المكلفة بالملف ووفدي حركتي «فتح وحماس»، على ان تتوج بلقاء موسع وبالمصالحة الوطنية بداية تشرين الأول المقبل، قبل انعقاد القمة العربية التي تستضيفها الجزائر، ارخت بظلالها على المشهد الفلسطيني برمته بما فيها الساحة اللبنانية ومع اعلان «حماس» ايضاً استئناف علاقاتها مع سوريا ومضيها قدماً في بناء وتطوير العلاقات الراسخة معها، بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات مع اندلاع الاحداث في العام 2012، ومغادرة قيادات الحركة العاصمة دمشق باتجاه قطر ودول أخرى.

اللقاء والاتفاق

وشارك في اللقاء الثنائي «الفتحاوي - الحمساوي»، الذي عقد في مقر سفارة دولة فلسطين في لبنان، اضافة الى السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور والجباوي وكجك، عن حركة «فتح» أمين سرّها في لبنان فتحي أبو العردات، أمين سر الإقليم حسين فياض، وأعضاء قيادة الساحة اللواء منذر حمزة واللواء صبحي أبو عرب واللواء منير المقدح، فيما شارك عن «حماس» ممثلها في لبنان أحمد عبد الهادي، ونائب المسؤول السياسي جهاد طه، ومسؤول العلاقات الوطنية أيمن شناعة ومسؤول العلاقات السياسية والإعلامية عبد المجيد العوض.

وأبدى المجتمعون «حرصهم على أمن المخيمات واستقرارها والعمل على التخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني»، مطالبين وكالة «الأونروا» القيام بمهامها كاملة لا سيّما على الصعيد الصحي والاجتماعي والتربوي، مؤكدين في الوقت نفسه «حرصهم على تعزيز العمل المشترك، من أجل مصلحة شعبنا الفلسطيني في لبنان، والعمل الجاد والدؤوب للتخفيف من المعاناة الملقاة عليه... «وشددوا على تعزيز وتمتين العلاقة الثنائية وبين كافة الفصائل الفلسطينية «لما فيه مصلحة شعبنا والأشقاء في لبنان في ظل التحديات المحدقة بالقضية والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على المقدسات وبخاصة في مدينة القدس، وضرورة توحيد الموقف الفلسطيني لمواجهة مخططات ومشاريع الاحتلال وفي كافة القضايا التي ترتقي بقضيتنا وانجاز مشروعنا الوطني الفلسطيني، باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ارض وطنهم فلسطين».

وسبق اللقاء الثنائي اجتماع رباعي استضافه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في مكتبه في صيدا، شارك فيه ممثلا «أمل» (الجباوي وكجك)، وفد من «حماس» ومن «عصبة الانصار الاسلامية» برئاسة الشيخ ابو طارق السعدي، ونوه الشيخ حمود بدور «أمل «بانجاز المصالحة و»عصبة الانصار» على دورها الفاعل في تثبيت الامن في عين الحلوة، قائلاً ان «أمن المخيمات من أمن لبنان، خاصة في هذه المرحلة الذي يحتاج فيها الجميع الى ضبط الامن في لبنان، حتى لا يتم استغلال الفراغ السياسي المحتمل.


MISS 3