بومبيو يُحذّر طهران من "ردّ حاسم"

السيستاني: لحصر السلاح بيد الدولة

11 : 00

"حقُّنا أن يُسمع صوتُنا" من شعارات الثوّار في البصرة أمس (أ ف ب)

وسط حملة القمع الدمويّة الساعية إلى إطفاء شعلة الثورة العراقيّة المتقدة، التي باتت تُهدّد بإحراق هيكل النظام المتهالك في بغداد ومعه النفوذ الإيراني المتجذّر في ربوعه، دان المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني أمس عمليّات "القتل والخطف" التي تستهدف الثوّار في "ساحات الحرّية"، مشدّداً على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة. وقال السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء، التي تلاها ممثله أحمد الصافي: "نشجب بشدّة ما جرى من عمليّات القتل والخطف والاعتداء بكلّ أشكاله"، مندّداً بـ"الاعتداء الآثم" في السنك الأسبوع الماضي، وبـ"الجريمة البشعة والمروّعة" في ساحة الوثبة وسط بغداد الخميس.

واعتبر أن تلك الحوادث و"ما تكرّر خلال الأيّام الماضية من حوادث الاغتيال والاختطاف، يؤكّد مرّة أخرى أهمّية ما دعت إليه المرجعيّة الدينيّة مراراً من ضرورة أن يخضع السلاح، كلّ السلاح، لسلطة الدولة". كما دعت المرجعيّة "الجهات المعنيّة إلى أن تكون على مستوى المسؤوليّة وتكشف عمّن اقترفوا هذه الجرائم الموبقة وتُحاسبهم عليها"، محذّرةً من تبعات تكرارها على أمن واستقرار البلاد.

ولا يزال الثوّار يواجهون في بغداد وأماكن أخرى من البلاد، تهديدات وعمليّات خطف وقتل، يقولون إنّها محاولات لمنعهم من الاحتجاج والتظاهر من قبل عناصر الميليشيات التي تدور في فلك الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. وعُثِرَ على ناشطين جثثاً في عدد من المدن العراقيّة واحتُجز مئات المتظاهرين والناشطين لفترات متفاوتة على أيدي مسلّحين، كان آخرهم المصوّر الشاب زيد الخفاجي، الذي أطلق سراحه مساء الخميس بعد أسبوع من خطفه.

وندّدت منظّمة "العفو الدوليّة" في بيان الجمعة، بـ"حملة ترهيب" ضدّ المتظاهرين، وحضّت السلطات العراقيّة "على اتخاذ تدابير فوريّة وفعالة لوضع حدّ لها". وأضافت أن "حملة الترهيب" تلك تُترجم إلى "مضايقات وخطف واغتيالات للمتظاهرين في بغداد وغيرها من المدن".

ميدانيّاً، شهدت مدينة العمارة جنوب بغداد فجر الجمعة، سلسلة انفجارات بخمس عبوات صوتيّة، استهدفت مقار ومنازل عناصر في فصائل شيعيّة مسلّحة، من دون وقوع ضحايا. وذكرت مصادر ميدانيّة أن أحد الانفجارات استهدف مقرّاً لميليشيا "عصائب أهل الحق"، الموالية لإيران، فيما استهدف انفجاران آخران منزلين لعناصر في الميليشيا نفسها في وسط العمارة. كما وقع انفجار عبوة مماثلة عند منزل عنصر في "سرايا السلام"، الجناح العسكري لتيّار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، واستهدف خامس منزل عنصر في حركة "أنصار الله الأوفياء".

وفي الكوت، جنوب العاصمة أيضاً، أصيب ستة أشخاص بجروح جرّاء انفجار عبوة صوتيّة في ساعة متأخّرة ليل الخميس - الجمعة، داخل مقهى شعبي يرتاده الثوّار، في حين تواصلت الاحتجاجات والتجمّعات الشعبيّة أمس في بغداد ومدن جنوبيّة عدّة بينها الناصريّة والكوت والحلّة والديوانيّة والنجف وكربلاء والبصرة.

في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، طهران، من "ردّ حاسم" إذا تعرّضت مصالح بلاده للأذى في العراق، وذلك بعد سلسلة من الهجمات الصاروخيّة على قواعد عسكريّة تضمّ جنوداً أميركيين. وقال في بيان: "يتعيّن علينا اغتنام هذه الفرصة لتذكير قادة إيران بأنّ أي هجمات من جانبهم أو من ينوب عنهم من أي هويّة، تُلحق أضراراً بالأميركيين أو حلفائنا أو مصالحنا، فسيتمّ الردّ عليها بشكل حاسم".