هيدا رأيي

لدعمِ الكرة النسائية

10 : 38

يخوض المنتخب اللبناني غمار النسخة الثانية من بطولة غرب آسيا للناشئات دون 15 عاماً بعزمٍ على تعويض خسارة نهائي العام الماضي، مفتتحاً مشواره في البطولة بفوزٍ كبير على نظيره الفلسطيني 6-0، وهو سيلتقي الأردن اليوم في العاصمة عمّان. وتكتسب المواجهة بين لبنان والأردن نديّة كبيرة نظراً لتقارب المستوى بين الطرفين في كافة الفئات العمريّة، بالإضافة الى أنهما أبرز المتأهلين الى نهائيات غرب آسيا في السنوات الأخيرة.

ويملك منتخب "الأرز" فرصة تحقيق اللقب للمرة الأولى كونه يضمّ في صفوفه كوكبة من اللاعبات الموهوبات اللواتي أثبتنَ أنفسهنّ بجدارة مع أنديتهنّ في الدوري اللبناني، خصوصاً بعدما نجح الإتحاد اللبناني لكرة القدم في تطوير اللعبة باستحداثه بطولة للناشئات دون الـ 15 عاماً التي من شأنها إعداد اللاعبات للمنتخب واكتشاف المواهب الصغيرة الواعدة، فضلاً عن أنها تبني لقاعدة أساسية تشكل نواة للمنتخب الأول مستقبلاً.

وبالرغم من سياسة الدعم للكرة النسائية عملاً ببرنامج "الفيفا" لتطوير اللعبة على المدى الطويل، والتي تجلّت بإعفاء أندية الكرة النسائية من أجور الملاعب والحكام لتعزيز مشاركتها في الدوريات، الا أنها كشفت عن حجم الفجوة الفنية الكبيرة بين الأندية النسائية التي تفرض ضرورة إنشاء دوريّ درجة ثانية للتخفيف من مهولة النتائج، والتي تصل أحياناً الى 20 و30 هدفاً مقابل لا شيء، وهو ما يصطلح تسميته بـ"جريمة كرويّة".

ويعود سبب الإختلاف الفني الكبير بين الأندية الى أنّ العديد منها عازم على بناء فرق للمنافسة في دوريّ السيدات عبر المباشرة من الصفر، تقابلها في الوقت ذاته فرق محترفة ومخضرمة في اللعبة "تستقوي" على الفرق الضعيفة والتي لا يتجاوز معدل أعمار لاعباتها الـ17 عاماً.

ويحاول الإتحاد اللبناني عبر فرز الأندية الى مجموعتين بنظام الدوري من مرحلتين والتأهل الى "الفاينال فور" الى الحدّ من نسبة الفارق الكبير في الأهداف، إلا أنّ ازدياد الأندية في اللعبة والتي وصل عددها لما يقارب الـ18 نادياً يدعو للتفكير جدياً بإنشاء دوريّ الدرجة الثانية منعاً لاستخفاف البعض باللعبة النسوية بناءً على نتائجها من جهة، ولإعطاء الفرصة لهذه الأندية الجديدة بتطوير لاعباتها والإستمرار في اللعبة من جهة أخرى.

ويخطو لبنان في مسارٍ مختلف في الكرة النسائية في السنتين الأخيرتين ويوليها اهتماماً كبيراً، وتجلى ذلك باستضافة بطولات لكافة الفئات العمرية وصولاً الى استضافة مجموعته في التصفيات الآسيوية لدون 19 عاماً في العام الماضي، والتي شكلت له عاملاً قوياً مكّنه من العبور الى الدور الثاني في أول إنجاز نوعيّ للكرة النسوية اللبنانية على صعيد آسيا.

لكنّ هذا الإنجاز قابله غياب كبير للعديد من أهل الصحافة والإعلام عن الحدث، فضلاً عن التغاضي أيضاً عن استضافة لبنان لهذه البطولات، لأنه على ما يبدو فإنّ كرة القدم النسائية لا تلبّي طموحاتهم. على أمل أن يحمل العام الجديد إيماناً أكبر بتغيير هذه الصورة النمطية عبر رؤية وجوه إعلامية في ملاعب كرة القدم النسوية.



*فاتن أبي فرج

صحافية وإعلامية رياضيّة