بعد وساطة تبادل الأسرى... السعوديّة تُعزّز نفوذها الديبلوماسي

02 : 00

ولي العهد السعودي خلال استقباله المستشار الألماني في جدة السبت الفائت (الديوان الملكي)

تؤدّي المملكة العربية السعودية دوراً ديبلوماسيّاً بارزاً في العلاقات بين الدول عبر التوسّط بين قوى متصارعة على الساحة الدولية لإيجاد مقاربات تسوويّة وحلول وسطيّة تُخفّف على المعنيين المباشرين مآسيَ بالإمكان تفاديها وسط ضجيج الحروب المدمّرة.

وفي هذا الصدد، رأى ديبلوماسيون ومحلّلون أن دور السعودية بالتوسط في إطلاق سراح مقاتلين أجانب في أوكرانيا، يُشكّل أحدث دليل على مكانة المملكة الديبلوماسية في خضمّ الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا، حيث استطاعت الرياض الاستفادة من علاقاتها الجيّدة مع موسكو لحلّ أزمة إنسانية عالقة.

وأُفرج عن 10 مقاتلين أجانب من بينهم أميركيان و5 بريطانيين، بالتزامن مع عملية تبادل أكبر للأسرى بوساطة جزئية من تركيا، شملت 215 من الجنود الأوكرانيين في مقابل 55 مقاتلاً روسيّاً. والأجانب الذين وصلوا إلى الرياض الأربعاء الماضي في طائرة مستأجرة، يتحدّرون أيضاً من المغرب والسويد وكرواتيا.

وفور وصولهم، أعربت كييف وموسكو وواشنطن ولندن وعواصم أخرى عن شكرها للمملكة ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الوساطة، فيما رأى الخبير السعودي القريب من الحكومة علي الشهابي في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن الصفقة "سابقة بالتأكيد"، معتبراً أنّها "كانت فرصة للاستفادة من علاقات السعودية مع روسيا من أجل قضيّة جيّدة"، ولفت إلى أن ترتيبات مماثلة قد تكون ممكنة في المستقبل.

والارتفاع الحاد في أسعار الطاقة الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، حفّز عدداً من القادة الغربيين على السفر إلى السعودية لمناشدتها زيادة إنتاج النفط، لا سيّما رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون وبعده الرئيس الأميركي جو بايدن، ثمّ المستشار الألماني أولاف شولتز نهاية الأسبوع الفائت.

وقاومت المملكة إلى حدّ كبير الدعوات إلى ضخّ المزيد من النفط في الأسواق العالمية بالتنسيق مع مجموعة "أوبك بلاس" التي تقودها إلى جانب روسيا، في حين أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" عن أرباح قياسية. ومن المتوقع أن ينمو اقتصاد المملكة بنسبة 7.6 في المئة هذا العام، بحسب صندوق النقد الدولي.

وتؤكّد المملكة أنّ طموحاتها في مجال "القوة الناعمة" تتوسّع وباتت تُلامس الفضاء، حيث تعتزم بموجب برنامج تمّ الكشف عنه الخميس الماضي إرسال روّاد فضاء العام المقبل، بينهم إمرأة، هذا فضلاً عن المشاريع التكنولوجية والعلمية والبيئية المتعدّدة والمتنوّعة التي تُطلقها الرياض بالتعاون مع جهات فاعلة وشركات متخصّصة من حول العالم.


MISS 3