رمال جوني -

بالفيديو والصور: تحرّك لأهالي جرجوع وعربصاليم ضدّ مشروع "فائض الشتاء" لمياه نبع الطاسة

1 تشرين الأول 2022

22 : 24

عاود أهالي جرجوع وعربصاليم، تحرّكاتهم باتّجاه نبع الطاسة، على الرغم من وقف مشروع فائض الشتاء الذي تنفذه مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بتمويل من اليونسيف، بقرار قضائي.






وجاء التحرّك بعدما أعلن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض نيته قبول المشروع والموافقة على إكماله، في وقت ينتظر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين دراسة الأثر البيئي والإيكولوجي ليبني عليه قراره بوقف او الموافقة على المشروع، الذي يعتبره الأهالي بمثابة "شفط لما تبقى من مياه النبع ليس أكثر".



وضمن مسار بيئي طويل على ضفاف النهر، مشى عشرات الأهالي، على اختلاف أعمارهم سيراً على الأقدام من بيادر جرجوع باتجاه النبع، للتعرّف على جمالية النهر الطبيعية، هذه الجمالية المهدّدة بنظرهم بالجفاف والتغيّر، جراء مشروع جاء مخالفاً للقانون، على حدّ تعبيرهم.



ويرفض المحتجّون هذا المشروع، باعتبار أنه يمثل سرقة الـ١٠ بالمئة المتبقية من مياه النبع، معتبرين أنه لو كان عبارة عن سدّ لتجميع المياه، لما وقف أحد بوجهه، تقول جهينة، التي ترى ان "المشكلة اليوم ان هناك ازمة ثقة مع مؤسسات الدولة، لأنه دوماً القول شيء والفعل جريمة كما حصل مع النبع الذي تغيّرت هويته".





وما يخشاه المعترضون، ان يعاود العمل بالمشروع في اي لحظة، من هنا دعوا الى مزيد من التضامن لمواجهته، على حد ما قالت الناشطة البيئية نجاة فرحات التي اكدت "المضي في مسار الدفاع عن نبع الطاسة، الجنة الطبيعية" كما وصفتها. واكدت ان هناك مراسلات مع جميع المعنيين، ومع اليونسيف، وغيرهم لوقف المشروع نهائياً، ولكن "بالسياسة كل شيء يتغير"، على حدّ قولها.



وسعى المنظمون لتحرّك اليوم باتجاه نبع الطاسة البيئي، الى تعريف الصغار والشباب على جمالية هذه المنطقة التي يفترض الحفاظ عليها وليس تدميرها.





وبحسب الناشط ابراهيم درويش فإنه "في كل دول العالم يجري الحفاظ على البيئة وعلى المياه الا في لبنان يتم العكس"، وقال: "كيف نثق بمن قال ان ودائعنا في المصرف بأمان ولم نستطع سحبها؟ وكيف نثق بمن وعد بتأمين الدواء وهو مقطوع؟ وكيف نثق ان المشروع هو من فائض الشتاء؟". واكد الوقوف بوجه مشروع شوّه جنّة نبع الطاسة وغيرها .



وأجمع المحتجون على القول إنّ المشروع يجفّف النهر نهائياً، ويحول دون ريّ أراضيهم، على حد ما قالت ام ياسر، التي اكدت انها "تعجز عن زراعة ارضها بسبب شح المياه فكيف الان مع مشروع يأخذ ما تبقى من النهر؟".





كما يجزم الاهالي ان اعتراضهم على المشروع يبدأ من عنوانه وهو "تأهيل منشآت النهر" وليس البناء والتشويه، واكثر، يلفتون الى ان الغموص الذي يكتنفه، زاد من تخوفهم اكثر، فهم لم يحصلوا على الدراسات، ويستغربون كيف وافق وزير الطاقة عليه وقد يلحق به وزير البيئة، مؤكدين انهم سيقفون سداً منيعاً بوجهه، حتى توقيف هذا المشروع كما أوقف سد بسري.



وعلى ما يبدو ان معركة اهالي جرجوع وعربصاليم بدأت بشكل اوسع ضد مشروع فائض الشتاء، والتي اتخذت اشكالاً قانونية عدة تمثلت بأول قرار قضائي، الى جانب خطوات بيئية تسير بالتوازي.



وشكّل دخول يامي علوية على الخط مدافعاً عن نبع الطاسة، نقطة تحوّل كبرى، وورقة قوّة بحسب نجاة فرحات التي اكدت ان اي شيء "لن يثنينا عن الدفاع عن حقنا في مياهنا ونبعنا وحماية بيئتنا".


وهذا ما اكد عليه مختار جرجوع الذي شدّد على ان نبع الطاسة هو "لأهل جرجوع وعربصاليم، وان جرجوع احق بالمياه"، لافتاً الى معاناة البلدة مع المياه وصعوبة تأمين المازوت للآبار، في وقت يجري تنفيذ مشروع لريّ قرى النبطية وشرق صيدا، وبحسب المختار هم ليسوا ضد تأمين المياه للقرى، ولكنهم ضد المشروع الذي يبدو مخالفاً ويشوّه النهر .




الى ذلك، اعلن الاهالي رفضهم التامّ لأي مناورة قد تحصل، مؤكدين انهم بالمرصاد، حتى الحصول على ضمانة نهائية بتوقيف المشروع واستعادة النبع.

MISS 3