في الذكرى الخامسة لرحيله، لا بدّ من تحية وفاء من القلب الى أنطوان شارتييه الذي ترك وراءه فراغاً رياضياً وتربوياً ووطنياً هائلاً لا يمكن ملؤه بسهولة، فهو الرجل الذي كان متّقداً ذكاءً وحنكة، وشعلة نشاطٍ ودينامية لا تنطفئ، ومرجعاً بارزاً يعودُ إليه كلّ طالب مشورة أو معلومة أو نصيحة مجّانية، وكان دائماً المبادر والداعم والمشجّع للوجوه الواعدة والأبطال والمجلّين في كافة الألعاب.
إستهلّ مشواره الرياضي من مدرسة الفرير الجمّيزة، تلك المنطقة البيروتية الجميلة التي أبصر النور فيها في العام 1937، وكانت الكرة الطائرة في أوج مسارها التصاعديّ، فتألق فيها شارتييه وأضحى علامة فارقة مع فريق القلب الأقدس والمنتخب اللبناني لاعباً ثم مدرّباً، حاصداً عشرات الألقاب بين العامَين 1953 و1969.
كان دائم الطموح والحركة، فأسّس نادي مون لاسال العام 1987، وفي العام 1996 شاء القدر ان يتسلّم رئاسة إتحاد كرة السلة، فقاد اللعبة نحو التطوّر والإزدهار حتى تسليمه الأمانة الى خلفه جان همّام في العام 1999. إنتُخب رئيساً لاتحاد الرقص الرياضي (2005-2012)، قبل أن يتوّج مسيرته الرياضية بتبوّؤ منصب رئاسة اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية بين العامَين 2010 و 2012، عندما خلفه أيضاً همّام الذي كان رئيساً لاتحاد الكرة الطائرة حينها.
حاز شارتييه على عدة أوسمة محلية ودولية تقديراً لعطاءاته الكبيرة وتضحياته الجمّة في الوسط الرياضي، أبرزها وسام الاستحقاق التربوي من قبل رئيس الجمهورية اللبنانية العام 1998، وجائزة اللجنة الاولمبية الدولية كأفضل نادي - مون لاسال العام 2006، وجائزة الاستحقاق الرياضية التي تمنحها وزارة التربية والتعليم العالي والشباب والرياضة العام 1999. كذلك من أبرز بصماته الرياضية مساهمته الفعّالة في إنشاء إتحاد غرب آسيا لكرة السلة، كما في تأسيس تجمّع قدامى الكرة الطائرة في لبنان (2004 – 2005)، قبل أن يصبح رئيساً فخريّاً للتجمّع.
