وأخيراً مارسيل خليفه على أدراج معبد باخوس، ببرنامج أعدّه هو، وهو بطله بمشاركة الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي وجوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة. 150عازفاً ومنشداً على مدرّج مهيب أمام جمهور ملأ المدرجات حتى آخر كرسي.
بدأت السهرة المنتظرة بأغنية لبعلبك بدلاً من النشيد الوطني. وكعادته سعى خليفة لكسر التقاليد ومن عاداته إشراك الجمهور بالمواويل وخصوصاً بـ"ريتا". وكما في كل أمسياته يدعو الناس لمرافقته غناءً و"يلطّش" السياسيين الجالسين في المقاعد الأمامية وبينهم وزير الثقافة والرئيس حسين الحسيني والنائب غازي زعيتر ووجوه معروفة منها عبد الحليم كركلا.
ليست المرة الأولى التي يحطّ فيها خليفة في بعلبك، وهو المسافر الدائم، مفتتحاً مهرجانها الدولي، فقبل أربعة أعوام شارك في عملٍ جماعي حمل عنوان "إلك يا بعلبك" في الذكرى الستين لانطلاقة المهرجان. وفي العام 2013، وبسبب أوضاع البقاع الأمنية، إنتقل المهرجان كلّه إلى جديدة المتن وأقيمت فعاليات بعلبك في كرخانة حرير تعود للقرن التاسع عشر المعروفة بـ"La Magnanerie".
عنوان قصيدة (وأغنية) لمحمود درويش هو عنوان حفل خليفة في مدينة الشمس والقمر والشعر: "تصبحون على وطن". ولقصائد درويش، على مرّ أعوام طويلة تخطت الأربعة والأربعين، مكان الصدارة في كل حفلات خليفة، وللفنان تأويلاته بما خص لبنان وفلسطين والأحلام المكسورة. جديد حفل بعلبك معظمه قديم وضمّ مختارات غنائية وموسيقية إلى موشّحات وصولويات من ريبرتوار ثري يرضي الأذواق كافة، فعشّاق الموسيقى الصافية استمتعوا بـ"رقصة العروس" التي وضعها خليفة لأحد عروض "كركلا" وكان في الخامسة والعشرين، وسحرتهم توليفة "مهداة إلى كلّ من مرّ على القلعة من الأخوين رحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وصباح ونصري شمس الدين وغيرهم"، موسيقى اقتربت من الابتهال وطبيعي أن يجتمع عود الأب وبيانو الإبن في فاصل مرغوب (جواز السفر).
