جعجع يجدّد اتهامه الثنائي الشيعي وباسيل بعرقلة وصول رئيس جديد

زكي يزور بعبدا والسراي والخارجية ومعراب: من المبكر الحديث عن مبادرة

02 : 00

عون مستقبلاً زكي

واصل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي لقاءاته في بيروت وتنقل امس بين قصر بعبدا والسراي الحكومي ومعراب ووزراة الخارجية، وأوضح ان زيارته تندرج في اطار اهتمام الجامعة بالأوضاع اللبنانية، لا سيما في ما خص الاستحقاق الرئاسي ومواقف الأطراف اللبنانية منه، مع التأكيد على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وضرورة تعاون الجميع لتحقيق هذه الغاية، واذ لاحظ وجود تباينات في مواقف الكتل السياسية حول الاستحقاق الرئاسي شدد على ان الامر يستحق المزيد من التشاور، مبدياً اعتقاده بان الحديث عن مبادرة عربية قد يكون مبكراً.



في بعبدا

وبعدما أشار زكي بعد زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى لقاءاته امس الاول مع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان من «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» و»الكتائب» و»التقدمي الاشتراكي» وحركة «أمل»، قال: «كانت هناك احاديث كثيرة حول موضوع الاستحقاق الرئاسي، ونحن نستشعر ان الاقتراب من هذا الاستحقاق من دون بوادر الوصول الى ما يشبه التوافق حول من سيصل الى سدة الرئاسة اللبنانية، هو امر يبعث على قدر من القلق لان لبنان في هذه الفترة وهذه الظروف لا يحتاج الى فراغ رئاسي، وهذا امر مهم. الجامعة العربية التي تواكب لبنان كعادتها في كل محطاته واستحقاقاته الرئيسية، تسعى ايضاً لتسهيل حصول هذا الاستحقاق بسلام، وتأمل ان يمر بشكل سلس، وهذا الامر يتطلب الكثير من التواصل والتفاهمات بين المعنيين للوصول الى تفاهم مشترك مطلوب يؤدي الى الوصول الى اتفاق، وهذا الموضوع يستمر في كسب رعاية واهتمام امين عام جامعة الدول العربية. من هنا فالزيارة لن تكون الأخيرة لوفد الجامعة في هذا السياق، وسنستمر في التواصل بناءً على طلبات من الكتل السياسية، وفي تقديم الدعم لان هدفنا هو مصلحة الدولة والشعب اللبناني وكل ما يمكن تسهيل الوصول الى تفاهم، وهو ما شرحته لفخامة الرئيس اليوم وسأتشرف ايضاً بمقابلة دولة الرئيس ميقاتي لنقل الصورة نفسها وللحديث عن هذا الموضوع المهم».

وهل يمكن الحديث عن ملامح مبادرة عربية من اجل لبنان؟ اجاب زكي: «رؤيتنا لهذا الموضوع تقضي بوجوب ان تحصل تفاهمات لبنانية داخلية، ويجب على السياسيين اللبنانيين التواصل مع بعضهم للوصول الى ما يجب الوصول اليه، أي الى اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي. اما العوامل الخارجية حتى ولو كانت على غرار دعم الجامعة العربية، فتبقى خارجية ولا ينبغي ان يكون الاعتماد الأساسي عليها. الجامعة ليست لاعباً منحازاً بل تضع مصلحة الدولة اللبنانية فوق أي اعتبار ولا تملك مصالح ورؤية ضيقة. وبالامس، اكدت خلال الاتصالات التي اجريناها، على هذا الامر وعلى ان الجامعة حاضرة لكل ما يطلب منها، وقد رحب الجميع بذلك لانهم يدركون انه في الماضي لم تخذل الجامعة لبنان وكانت حاضرة معه في كل استحقاقاته ودعمته بشكل كبير في أوقات الشدة. اما القيام بمبادرة عربية، فقد يكون من المبكر الحديث عنها، ويمكن تكثيف الاتصالات مع الجميع لاستكشاف فرص الوصول الى توافق قبل انتهاء المهل المحددة.

وعن موقف الجامعة العربية من مسألة ترسيم الحدود البحرية اعلن زكي ان «موقفنا واضح ويتمثل بتأييد كامل للبنان في الاتفاق واهدافه وما يقوم به للحفاظ على حقوقه، وسبق ان اعلنّا ذلك سابقاً، وأؤكد عليه مجدداً الآن. فالجامعة تساند وتؤيد الحقوق اللبنانية في أراضي لبنان ومياهه، وتقف الى جانبه في هذه المسألة».

عون

من جهته، ابلغ عون الى زكي ان الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس. واعتبر ان الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لان بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميّزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرّضه لاوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه. وأشار الى ان لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية.

في السراي

وانتقل زكي الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مكرراً اهتمام الجامعة بلبنان ومواكبتها له في الاستحقاقات المهمة كافة خصوصاً انه مقبل على استحقاق رئاسي مهم.

وقال:» بالامس كانت لي جولة على رؤساء الكتل الأساسية في البرلمان «التيار الوطني الحر» «القوات اللبنانية» والكتائب والحزب «التقدمي الاشتراكي» وحركة «أمل» وقد اجمع الجميع على أهمية الاستحقاق، ولكن هناك تباينات في المواقف ونعتقد ان الامر يستحق المزيد من التشاور والتواصل بين السياسيين اللبنانيين للوصول الى التفاهمات المطلوبة حتى يسير البلد على الطريق الصحيح. ونأمل استمرار التواصل لأنه يقود الى التفاهمات وان شاء الله يكون البلد مقبل على امر ايجابي».

أضاف: «بالتزامن مع زيارتنا كانت هناك أنباء عن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل واعلنا أن الجامعة العربية تؤيد بالكامل المواقف اللبنانية في سبيل الحفاظ على الحقوق الاقتصادية للبنان في البحر، ونأمل ان تكون هناك أخبار جيدة في هذا الشأن وتنعكس ايجاباً على مجمل الوضع بما في ذلك الاستحقاق الرئاسي المقبل».

في "الخارجية"

وزار زكي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بو حبيب وأعلن بعد اللقاء ان الجامعة العربية تقف إلى جانب لبنان وهي حاضرة دائماً للمساعدة لاتمام الاستحقاق الدستوري المتمثل بإنتخابات رئاسة الجمهورية في موعده.

في معراب

وكان زكي زار معراب والتقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي شكر للامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط «الجهود التي يبذلها في سبيل تحسين الوضع اللبناني وانقاذه»، وأطلع زكي على «خريطة الطريق التي تعتمدها المعارضة لإيصال مرشحها الى رئاسة الجمهورية»، وجدد «التأكيد على تمسك القوات بترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة، وسعيها المستمر مع كل قوى المعارضة لإيصال رئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي»، موضحاً ان «الثنائي الشيعي وجبران باسيل يعرقلون وصول رئيس جديد، اذ لم يتفقوا حتى الآن على مرشح معلن من صفوفهم».

وتمنى جعجع من «الجامعة العربية عبر مساعد امينها العام، استخدام علاقاتها اللبنانية والعربية والاقليمية والسعي لايصال رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية، ولا سيما ان وضع لبنان الاقتصادي والاجتماعي في أسوأ ظروفه»، وأكد أنه «في حال توحدت قوى المعارضة وقامت بدورها الاساسي الإيجابي والتغييري والانقاذي التي انتُخِبت على أساسه، تستطيع ايصال رئيس للبلاد يعكس مشروعها وخيارها، باعتبار اننا لا نريد رئيساً لإدارة الازمة بل رئيساً انقاذياً يجد الحلول الناجعة لها، نريد رئيساً صاحب قرار يتبنى الإصلاح المطلوب، قادراً على وقف التهريب وتخفيض حجم التوظيفات الزبائنية ليعيد ثقة المجتمع العربي والدولي بالدولة اللبنانية».

وإذ لفت الى ان «وجود قوة عسكرية مع حزب الله لا تعني ابداً تمتعه بقوة سياسية في لبنان»، شدد جعجع على ان «حزب الله وحلفاءه يسعون الى ايصال (رئيس على ايدن) ينفذ لهم كل مطالبهم، وهم انطلاقاً من هنا لا يقبلون بالنائب معوض باعتبار انه سيادي وصاحب قرار حر مستقل».

وكشف انه «في حال لم يقبل الفريق الآخر بمرشح قوى المعارضة، فنحن أيضاً لن نقبل إلا برئيس جدي وفعلي للبنان بكل ما للكلمة من معنى، وسنستمر في تكثيف الضغوط والتمسك بموقفنا حتى تحقيق الهدف المنشود وهو انتخاب رئيس انقاذي للبنان».


MISS 3