تسرّب البول ليس حكراً على النساء

02 : 00

يصبح جميع الناس أكثر عرضة لتسرّب البول مع التقدم في السن. قد يواجه الرجال والنساء هذه المشكلة أثناء الضحك أو السعال، أو يشعرون بحاجة مفاجئة إلى التبول.

تُسمّى هذه الحالة سلس البول، وهي أكثر شيوعاً لدى النساء بنسبة الضعف. مع ذلك، يبدو أن الرجال يجدون صعوبة مضاعفة في التعامل مع المشكلة. تكشف الدراسات أن الرجل المصاب بسلس البول يكون أقل ميلاً إلى تلقي العلاج، وأكثر عرضة من المرأة للاكتئاب أو تجنب النشاطات الاجتماعية بسبب حالته.

يقول الدكتور أجاي نيهرا، مدير قسم صحة الرجال والجراحة الترميمية للذكور في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "تميل المرأة إلى طلب المساعدة عند إصابتها بسلس البول سريعاً. لكنه وضع محرج للرجال، فيفضلون تأجيل استشارة الطبيب ويصابون بالاكتئاب لأنهم يشعرون بأنهم يعجزون عن مغادرة المنزل أو إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين".

كيف يستطيع الرجال أن يتكيفوا مع هذه الحالة إذاً؟ تتعلق الخطوة الأولى بفهم الأنواع الشائعة من سلس البول وطريقة معالجتها.

سلس البول الإلحاحي

سلس البول الإلحاحي اضطراب شائع لدى الرجال. غالباً ما تظهر المشكلة لدى المصابين بفرط نشاط المثانة، ما يعني أن تنقبض عضلة المثانة من تلقاء نفسها، فتنتج حاجة قوية إلى التبول سريعاً. في هذه الحالة، قد تتسرب كمية صغيرة أو كبيرة من البول إذا لم يصل الفرد إلى الحمّام بسرعة كافية.

كذلك، قد ينجم فرط نشاط المثانة عن تضخم غدة البروستات التي تغلّف الإحليل جزئياً (إنه الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم).

أحياناً، ترتبط هذه الحالة بمشاكل عصبية تؤثر على المثانة، أو آثار جانبية لمادة الكافيين أو بعض الأدوية، مثل مدرّات البول.

سلس البول الإجهادي

يشير سلس البول الإجهادي إلى تسرب البول بسبب ضغط قوي على المثانة. قد يحصل ذلك لسبب بسيط مثل الضحك، أو السعال، أو حمل غرض ثقيل، أو ممارسة الرياضة. تظهر هذه المشكلة نتيجة تضرر أو ضعف العضلة العاصرة التي تنقبض وتغلق المثانة في الحالات العادية.

تنجم مشاكل العضلة العاصرة لدى الرجال عموماً عن الجراحة التي تهدف إلى استئصال كامل البروستات أو جزء منه. كذلك، قد يتعلق ضعف العضلة العاصرة بإصابة في الحبل الشوكي أو آثار جانبية لبعض الأدوية.

سلس البول الفيضي

يعني سلس البول الفيضي أن تعجز المثانة عن تفريغ محتواها بالكامل، فيفيض البول فيها بشكلٍ متكرر ويصبح تسرّب البول دائماً. غالباً ما تنجم هذه الحالة عن تضخم البروستات الذي يمنع تدفق البول بشكلٍ طبيعي، أو عجز عضلة المثانة عن دفع البول تلقائياً.

تبرز أسباب محتملة أخرى، منها التضرر العصبي المرتبط بأمراض مثل السكري أو التصلب المتعدد، أو أخذ أدوية تجعل المريض غير مدرك لحاجته إلى التبول.

قد يترافق سلس البول الفيضي مع زيادة خطر الإصابة بالتهابات متكررة في المسالك البولية، ما قد يؤدي إلى الارتباك، والتهاب الكلى، ومشاكل صحية أخرى.

التشخيص

يستطيع الطبيب العام أو طبيب المسالك البولية أن يعالج سلس البول، فيطلب منك أن تراقب طريقة تفريغ المثانة، وكمية السوائل المستهلكة، ونوبات سلس البول، طوال ثلاثة أيام. حتى أنه قد يطلب فحوصات لقياس تدفق البول أو تصوير المثانة، أو ربما يقترح إجراءً لرؤية داخل الإحليل والبروستات والمثانة. تسمح هذه الخطوات بمعرفة طريقة امتلاء المثانة وتفريغها.

العلاجيتوقف العلاج على نوع سلس البول. عند الإصابة بفرط نشاط المثانة، يصف الطبيب أدوية لتخفيف نشاطها أو زيادة سعتها. يمكن الاستفادة أيضاً من تنظيم فترات التبول، أو تلقي حقن البوتوكس لإرخاء عضلة المثانة، أو تطبيق تمارين مستهدفة لتقوية عضلات قاع الحوض وحبس البول لفترة كافية حتى بلوغ الحمّام.

لمعالجة سلس البول الإجهادي، يتطلب العلاج الأولي خليطاً من الأدوية، وتمارين قاع الحوض، وفقدان الوزن. إذا لم تنجح هذه الخطوات، يمكن الاستفادة من العمليات الجراحية، فيضع الجراح عضلة عاصرة اصطناعية حول الإحليل، أو يدسّ حمّالة لإسناد الإحليل وتثبيته.

أما سلس البول الفيضي، فيمكن استهدافه عبر العمليات التي تقلّص حجم البروستات وتعالج الانسدادات.

في النهاية، يتعلق أهم عامل بأخذ المبادرة وزيارة الطبيب. يجب أن تتخذ هذه الخطوة قبل أن يؤثر سلس البول على نوعية حياتك.