جورج بوعبدو

كارمن ملكي: "موسيقيات بعبدات" للمرة السادسة والهدف إنساني

12 تشرين الأول 2022

02 : 01

تحت شعار "أوتار الأمل 2022" ينطلق مهرجان "موسيقيات بعبدات" بنسخته السادسة ليقدّم لنا تسع حفلات موسيقية تمتد من 19 تشرين الأول حتى 12 تشرين الثاني. يقدم المهرجان الموسيقى الراقية والكلاسيكية فهو يهدف إلى تعزيز مكانة لبنان الثقافية والتأكيد على دوره الريادي في هذا المجال؛ ففي ظل المصاعب والأزمات المتتالية التي تشهدها البلاد وتدهور العملة الوطنية بشكل جنونيّ، يصرّ المنظمون على استمرار "موسيقيات بعبدات" وعلى أن يكون الدخول مجانياً لإتاحة الفرصة لأكبر شريحة ممكنة من الناس لحضور فعاليّاتها.

"نداء الوطن" التقت السيدة كارمن ملكي؛ وهي عضو في الهيئة المنظمة؛ في لقاء مشوّق استعرضت خلاله كيفية تبلور فكرة المهرجان والهدف من تأسيسه، مشيرة إلى الظروف الصعبة التي مرّ بها وصولاً الى النسخة السادسة منه في هذا العام.

أخبرينا أكثر عن المهرجان. كيف نشأت فكرته وما الهدف من تأسيسه؟

نشأت فكرة المهرجان في بلدة بعبدات بعد أمسية موسيقية خاصة في منزل السيد سليمان قرباني أحد المؤسسين، حيث كان عازف الكمان إيهاب جمال وعازفة البيانو ليلنا هاروتنيان. من ثم قرّرنا التوسّع لتكون لهذه الأمسية تتمّة تمتدّ لأكثر من يوم وعلى نطاق أكبر من أمسية خاصّة. وكان الهدف الأساسي وراء هذه الأمسيات تفعيل دور الموسيقى الكلاسيكية في المجتمعات البعيدة عن بيروت وأن تكون مجانيّة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الناس للمشاركة والتفاعل. واللافت في الأمر أن بعض المتطوّعين من بعبدات والجوار رحّب بالفكرة وقدّم لنا مساعدات مادية لننطلق وها نحن اليوم في نسختنا السادسة.



كارمن ملكي




في ظل الأزمات المتلاحقــــــة، ما الصعوبات التي تواجهكم اليوم؟

أبرز ما يواجهنا اليوم من مصاعب هو تعثّر الحصول على المساعدات الماديّة، فالأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد من الثورة الى جائحة كورونا الى انفجار الرابع من آب وأزمة المصارف وعدم إعطاء المودعين حقّهم، ساهمت بتغيير مجريات الأمور وأثّرت سلباً على المهرجان، فالدعم المحلّي أصبح ضعيفاً ولا يقوم بالواجب، لذلك أصبح الإتكال اليوم على السفارات والمراكز الثقافية.

شهد المهرجان مرحلة مفصلية بعد انفجار الرابع من آب فكان علينا الإستمرار ولكنّ البلد منكوب والظروف غير مؤاتية. لذا نظّمنا ثلاث حفلات عبر الإنترنت بعنوان "أوتار الأمل" يعود ريعها الى الكونسرفاتوار الوطني اللبناني، حصدت نجاحاً منقطع النظير في ألمانيا والسويد وفرنسا. ومن هنا دخلنا مرحلة جديدة حوّلت هدف المهرجان من ترفيهي الى عمل إنسانيّ وسامٍ بحت.

ما الذي يميّز مهرجان "موسيقيات بعبدات" هذا العام؟ وهل للموسيقى وقع إيجابي على الحالة التي تمرّ فيها البلاد؟

شهد القطاع الموسيقي في الآونة الأخيرة هجرة كبيرة لأبنائه بحثاً عن لقمة العيش. كوننا نهتم بالموسيقى والموسيقيين قررنا إعطاء الفرصة للموسيقيين اللبنانيين المغتربين للعودة الى بلدهم الأم للمشاركة في المهرجان وللتواصل مع الجمهور الذي أحبّهم على مرّ السنين. وانطلاقاً من نجاح المهرجان العام الفائت قرّرنا إكمال ما بدأناه بتسليط الضوء أكثر على الموسيقيين اللبنانيين المقيمين والمغتربين لخلق تعاون مشترك بينهم وبين الموسيقيين العالميين. ثمة تعاون أيضاً مع Goethe-Institut وDeutsches Symphonie Orchester Berlin لتمرين عشرة تلاميذ من الكونسرفاتوار الوطني على أيدي عازفين ألمان مخضرمين. ونحن نسعى اليوم الى إنشاء فرص لطلاب الكونسرفاتوار للإشتراك في البرامج الموسيقية العالمية.

كيف تصفين التعاون بين الأوركسترا السيمفونية اللبنانية وموسيقيين لبنانيين في المهجر وموسيقيين عالميين؟

الهدف من هذا التعاون هو مدّ الجسور الموسيقية بين الشرق والغرب وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين الموسيقيين لتعزيز ثقافتهم الموسيقية وحثّهم على الانفتاح والتقدم أكثر في هذا المجال، فللتعاون اللبناني الغربي أثر ايجابي على الثقافة الموسيقية العالمية.

هل من مكان للموسيقى الكلاسيكية في عالمنا الذي بات يحبّذ الأنماط السريعة؟

لا شكّ في أن ما نشهده اليوم من انحدار موسيقي يساهم في تغيير الثقافة الموسيقية لدى البعض ويشتت أفكاره، ولكنّ الموسيقى الكلاسيكية تبقى خالدة رغم كل العثرات لأنها تحاكي الإحساس، وطالما هي هكذا فلا خوف عليها، فثمة دائماً من يحب تذوّقها لأنها تعطيه شعوراً جميلاً وإحساساً لا يوصف. لذلك نحن مصرّون على تقديمها للذين يعرفون قيمتها، ولهذا السبب بالذات إخترنا لهذا العام موسيقى الـ"جاز" كونها راقية ولها جمهورها العريض في لبنان.

كلمة أخيرة للقرّاء خصوصاً واللبنانيين عموماً:

أدعو جميع اللبنانيين الى حضور هذه الأمسيات الرائعة لأنها فعلاً فرصة لن تتكرّر. ولأننا نعلم معاناة الناس في الوصول الى بعبدات خصّصنا لهم وسائل نقل مجانية لنقلهم من بيروت. علينا أن نشجّع بعضنا البعض لأن البرامج تلائم كافة الأذواق.

تقام جميع الحفلات الموسيقية في بعبدات في قاعة رعية الكنيسة المارونية الجديدة باستثناء حفل البيانو

المقرر في 21 تشرين الأول الذي يقام في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في الأشرفية. وتجدر الإشارة إلى أن "موسيقيات بعبدات" تؤمن لمحبّي الموسيقى نقلاً مجانياً من بيروت جادة سامي الصلح الى بعبدات. تبدأ جميع الحفلات الموسيقية في تمام الساعة الثامنة مساء. الدخول مجاني ومن دون حجز مسبق والأولوية لأول الوافدين.

يمكن الاطلاع على كامل تفاصيل البرنامج على موقع موسيقيات بعبدات التالي:

www.lesmusicales.org

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.


MISS 3