انتقل لبنان من مرحلة مواجهة فيروس «كورونا» على مدى ثلاث سنوات وبعدما شارفت على الإنتهاء، إلى الإستعداد لمحاربة وباء «الكوليرا» الآتي من خلف الحدود، وقد بدأ الإنتشار في صفوف النازحين السوريين داخل المخيمات لا سيما في بلدة عرسال بعدما ظهرتت أولى الإصابات في مخيمات عكار. إلى الإجراءات الإحترازية وسبل الوقاية من العدوى درّ، حيث عاد القلق إلى صفوف الناس خوفاً من تفشي الأمراض بعد معاناة مع أسوأ أزمة صحية مرّت على العالم أجمع.
وكما كان متوقعاً بدأت عدوى «الكوليرا» من مخيمات النازحين في عرسال والتي تفتقد إلى أبسط مقومات النظافة والحصول على المياه النظيفة، حيث فاضت المخيمات و»الجور الصحية» بالمياه الآسنة مخلفةً الأمراض وتكاثر الحشرات والقوارض، معطوفةً على الكم الهائل من أعداد النازحين في البلدة والذي يفوق الأربعين ألفاً، إضافة إلى الزيارات المتبادلة بينهم وبين ذويهم في سوريا والتي انطلقت منها شرارة العدوى، يضاف الى ذلك تقليص الجمعيات والجهات المانحة ومنظمة اليونيسف مع بداية الشهر الجاري كمية شفط مياه الصرف الصحي من»الجور» الفنية للفرد الواحد من 18 ليتراً إلى ليترين فقط في اليوم الواحد، بالإضافة إلى تقليص كمية المياه النظيفة التي تُسلم للفرد الواحد من 27 ليتراً إلى 7 ليترات يومياً ما تسبب بأزمة بيئية انعكست أمراضاً وحالات «كوليرا» سجلتها البلدة. أربع أصابات سجلت في البلدة الأمر الذي استدعى قيام وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض بجولة في مخيمات النازحين السوريين في عرسال على رأس وفد من المنظمات الدولية، وشملت بئر وادي السويد المعطل، مطلعاً على الوضع الوبائي والإجراءات المتخذة للحد من تفشي الكوليرا.
واعلن الأبيض ان تعطل بئر وادي السويد يؤدي إلى عدم وصول المياه النظيفة لأهل عرسال وللمخيمات، ومواجهة الكوليرا تحتاج إلى مياه نظيفة وشبكة مياه سليمة وصرف صحي جيد، وغير ذلك من الصعوبة السيطرة على الوباء. ورفع من عرسال الصوت من أجل النظر في وضع المحطة وادراجها على سكة الحل، اضافة الى مشاريع عدة للمياه النظيفة، كذلك قامت اليونيسف بزيادة كميات المياه التي تقدم إلى النازحين، ورفعت نسبة كميات الشفط من الجور الصحية بالإضافة إلى ضرورة تكثيف نشاطات التوعية، والمواجهة بالتوعية واستخدام المياه السليمة.
وقال الابيض ان الموضوع اليوم يتركز على احتواء الوباء وعدم انتشاره، والمطلوب دعم الحكومة والمجتمع الدولي، وواجب المجتمع الدولي تقديم الخدمات، مشدداً على أهمية التوعية من مؤسسات رسمية ودولية وجهات مانحة، مشيراً الى ان «مسألة التوعية تجنبنا الكثير من العناء». وختم بأن 4 حالات كوليرا سجلت في عرسال، وانتقل الوباء بين عرسال والشمال لانتقال المنتجات الزراعية وصهاريج المياه، ولبنان بلد شديد الترابط والوعي مطلوب من الجميع. واوضح ان علاج المصابين اللبنانيين سيكون على نفقة وزارة الصحة، اما في ما يتعلق بالحالات الاخرى فهي على نفقة المفوضية العليا للاجئين.
