محمد نمر

على الاستراتيجية الدفاعية السلام

6 تموز 2019

10 : 16

"عصر الميليشيات والمناطق المغلقة ولّى"، تصريح لوزير "حزب الله" محمود قماطي مرّ مرور الكرام في الساحة اللبنانية، لكن يبدو أنه لم يمرّ بسلام في غرف الحزب. وفي كل الأحوال، إن إمكان وقوع الوزراء والنواب الجدد في الأخطاء وتوريط أحزابهم لم يعد غريباً، ففي "تيار المستقبل" أيضاً انتقادات داخلية للإحراج الذي تسبّبه النائبة ديما جمالي... وغيرها.
المفارقة، أن "محاضرة قماطي" لم تأتِ من عبث، وحديثه نابع من الإيمان بأن "حزب الله" ليس ميليشيا بل جيشاً ثانياً ومقاوماً مهمته حماية لبنان من "الإرهاب" والخطر الإسرائيلي. و"التيار الوطني الحر" ليس بعيداً من هذا الإيمان، فرئيس التيار "وزير العهد" جبران باسيل أصبح أول المدافعين عن سلاح الحزب، وجولة السفراء التي قادها للرد على رئيس الوزراء الإسرائيلي في ما يتعلق بمستودعات الصواريخ من الدلائل الكبرى على ذلك، فضلاً عن الصاروخ الذي أهداه إياه الحزب في جبيل.


ولا يمكن أيضاً، فصل موقف بعبدا عن "الوطني الحر"، فأحد زوار القصر طرح سؤالاً عن موعد بحث الاستراتيجية الدفاعية للبنان، فأتى الجواب: "على أي استراتيجية نؤسس في ظل ما يجري في المنطقة؟"، ورغم عدم خشية المركز الأعلى في البلاد من حرب بين إيران وأميركا أو حرب إسرائيلية على لبنان، يبقى احتمال المفاجأة قائماً بـ 10%، على قاعدة: "إذا هوجمنا فجأة من سيردع إسرائيل؟". وفي الوقت نفسه، تحتفظ بعبدا بالضمانة لعدم انجرار الحزب إلى الحرب الدائرة في المنطقة أو حتى قيامه بمعارك داخلية شبيهة بـ"7 أيار"، وسمع الزائر السؤال: "هل قام حزب الله بعمل عسكري في الداخل خلال العهد؟".


وفي نيسان الماضي، تحدث وزير الدفاع الياس بو صعب خلال جولة جنوبية عن سلاح الحزب، قائلاً إن "استراتيجية دفاعية تُبحث حين تذهب الأخطار الإسرائيلية"، وبعد أن أشعل سجالاً سياسياً عاد وأعلن عن مبادرة قريبة "سيطلقها رئيس الجمهورية لجمع الفرقاء اللبنانيين الى طاولة حوار لمناقشة استراتيجية الدفاع الوطني"، وهو عكس ما سمعه أحد زوار بعبدا.
وبين كلام بوصعب وقماطي وزائر بعبدا، وبعدما نجح "حزب الله" في إغراق لبنان بالملفات الحياتية، ماء وكهرباء وموازنة ورواتب، وأضيفت اليها جولات جبران باسيل "الاستفزازية"، يمكن القول: "على الاستراتيجية الدفاعية السلام".