إنتكاسة جديدة للحكومة مع استقالة وزيرة الداخليّة

"هجوم مضاد" من تراس: أنا محاربة!

02 : 00

تراس متحدّثةً أمام النواب أمس (أ ف ب)

بعدما اضطرّت للتراجع عن برنامجها الاقتصادي وسط هجمات تتعرّض لها من كلّ حدب وصوب وخروج أصوات تُطالبها بالاستقالة من منصبها، لجأت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إلى اعتماد الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع عن نفسها أمام البرلمان أمس، في مواجهة سيل من الانتقادات، مؤكدةً أنها «محاربة وليست شخصاً ينسحب».

وقالت تراس خلال لقائها الأسبوعي في جلسة المساءلة في البرلمان: «أنا مستعدّة للمواجهة، مستعدّة لاتخاذ قرارات صعبة». وبنبرة تحد، حاولت الدفاع عن سياستها وسط صيحات الاستهجان والدعوات للاستقالة من المعارضة العمالية، وإقناع المحافظين في حزبها بقدرتها على البقاء في «10 داونينغ ستريت».

وتساءل زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر: «ما فائدة رئيسة وزراء لا تصمد وعودها أسبوعاً؟»، معدّداً كلّ الاجراءات التي اضطرّت تراس للتراجع عنها بضغط من الأسواق ومعسكرها. وتابع: «كيف يُمكن تحميلها المسؤولية عندما لا تكون مسؤولة؟».

ومع تسارع التضخم إلى 10.1 في المئة في أيلول، وهو أعلى مستوى منذ 40 عاماً، حضّ 5 نواب من حزب تراس، رئيسة الحكومة على الرحيل. وبسبب عدم وجود شخصية تخلفها بشكل واضح، يبدو المحافظون متردّدين في خوض عملية تعيين جديدة وطويلة ويسعون إلى توافق على اسم، لكنّهم ليسوا قريبين من تحقيق ذلك.

وفي السياق، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي لشبكة «سكاي نيوز»: «لا أعتقد حقّاً أن بدء حملة جديدة للتخلّص من رئيس وزراء آخر سيُقنع البريطانيين بأنّنا نُفكّر فيهم وليس في أنفسنا، ولن يُقنع الأسواق بأن تبقى هادئة»، في وقت أكدت فيه وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برايفرمان استقالتها، عازيةً إيّاها إلى استخدام بريدها الإلكتروني الشخصي، مع إبداء «القلق حيال إدارة هذه الحكومة» التي تترأسها تراس.

وفي كتاب استقالتها الذي يُعتبر بمثابة انتكاسة جديدة للحكومة، أقرّت برايفرمان بارتكاب «خطأ» عبر إرسال وثيقة رسمية إلى «زميل برلماني أهل للثقة» من عنوان بريد إلكتروني شخصي، لافتةً أيضاً إلى أن الحكومة «لم تفِ بوعود رئيسية» مثل مكافحة الهجرة غير القانونية.

وعلى صعيد آخر، قدّمت الصين شكوى رسمية لدى بريطانيا على خلفية مشادة بين ديبلوماسييها ومتظاهر من هونغ كونغ في حرم قنصليّتها في مانشستر في شمال إنكلترا. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين للصحافيين خلال مؤتمر صحافي روتيني إن الصين «أبدت استياءها» للسلطات البريطانية، وحضّت لندن على بذل المزيد من الجهد لحماية ديبلوماسييها على الأراضي البريطانية.


MISS 3