وفاة بناهي... قصّة جديدة لقمع أجهزة النظام الإيراني

02 : 00

الناشطون الإيرانيّون في الداخل والخارج يتناقلون بشكل واسع على المنصات الاجتماعية قضيّة وفاة بناهي (أ ف ب)

مع استمرار التجمّعات والتظاهرات والإضرابات المتنقّلة بين أزقّة المدن وباحات الجامعات والمدارس وساحات المعامل، أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلّمين في إيران أن الفتاة أسرا بناهي التي تبلغ 15 عاماً توفيت الأسبوع الماضي على اثر تعرّضها للضرب خلال تدخل لقوات الأمن في مدرستها، وقد حضّت الهيئة النقابية السلطات على التوقف عن قتل محتجّين «أبرياء».

وقضت بناهي في 13 تشرين الأوّل بعدما «هاجمت قوات أمنية بالزي المدني» مدرسة شاهد في أردبيل الواقعة في شمال غرب إيران، فيما كان قد نُظّم «حدث أيديولوجي» للطالبات في موقع يُعرف بأنه مركز للاحتجاجات التي اندلعت على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعدما أوقفتها «شرطة الأخلاق».

وعمد أشخاص «بالزي المدني ونساء محجّبات» إلى «تعنيف وإهانة» عدد من الطالبات اللواتي «أطلقنَ هتافات ضدّ التمييز وانعدام المساواة». وبعد عودة الطالبات إلى المدرسة تعرّضنَ للضرب مجدّداً. وتابعت الهيئة النقابية: «بعد ذلك للأسف قضت طالبة تُدعى أسرا بناهي في المستشفى وتمّ اعتقال عدد من الطالبات الأخريات».

وفي الغضون، رفضت عائلة الشابة الإيرانية مهسا أميني تقرير الطب العدلي الذي أفاد بأنّ وفاتها بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» تعود لوضعها الصحي وليس بسبب تلقيها «ضربات»، وفق ما نقلت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية عن محامي العائلة صالح نيكبخت أمس.

وأوضح نيكبخت أن فريق الدفاع طلب «إعادة مراجعة أسباب الوفاة عبر لجنة أخرى تضمّ أطباء» تثق بهم عائلة أميني. وجدّد التأكيد على ضرورة توضيح كلّ الظروف المحيطة بالتوقيف.

توازياً، وكما جرت العادة خلال «ثورة النساء»، يتبنّى الشباب الإيرانيون ما بيدهم من وسيلة وتكتيكات مختلفة لإبقاء جذوة التظاهرات متقدة. وبرهنت الحركة الاحتجاجية قدرتها على الاستمرار لأكثر من شهر منذ اندلاعها، على الرغم من حملة القمع الدموية التي شنّتها قوات الأمن وأودت بحياة ما لا يقلّ عن 122 شخصاً.

وتُظهر لقطات مصوّرة، في ما يشبه لعبة مطاردة، سائقين يُطلقون أبواق سياراتهم دعماً للمتظاهرين ويُغلقون الطرق بالسيارات لإبطاء قوات الأمن. كذلك، يُعرقل حركة السير في الشوارع قلب صناديق القمامة وإشعال النار فيها، وفي بعض الحالات سيارات شرطة منقلبة.

وتردّ قوات الأمن من خلال ركوب الدرّاجات النارية للمرور، وشوهدت وهي تنزع لوحات السيارات للتعرّف إلى السائقين لاحقاً وتوقيفهم. كما شوهد شرطيون على درّاجات نارية وهم يُطلقون على المتظاهرين النار من بنادق خرطوش أو يلقون الغاز المسيل للدموع أو كرات الطلاء لتعقبهم.

ولجأ الشباب بدورهم إلى التلثم وتبديل هواتفهم إلى «وضع الطيران» لتجنّب تحديد مكانهم وحمل ملابس إضافية لاستبدال تلك الملطخة بالطلاء. وأظهرت صور تمّ تداولها على الإنترنت هذا الأسبوع دمية تُمثل رجل دين معلّقة على جسر في طهران.

وفي مقطع فيديو تمّ التقاطه في الليل، عُرض وجه أميني على جدار برج سكني في حي إكباتان في طهران، حيث ردّد محتجون هتافات من النوافذ أو أسطح المباني. حتّى أن طالبات المدارس تحركنَ بقوّة وأدرنَ ظهورهنَّ للكاميرا وخلعنَ أحجبتهنَّ، قبل أن يرفعنَ أصابعهنَّ الوسطى في اتجاه صور قادة إيرانيين في الفصل الدراسي، بحسب الكثير من مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.


MISS 3