محمد دهشة

بعد رصد أول حالة... خطوات وقائية إستباقية لمواجهة "الكوليرا" في صيدا

24 تشرين الأول 2022

02 : 00

على مسافة أسبوع واحد من انتهاء ولاية «العهد القوي»، تشتد الازمات على اللبنانيين يومياً، وتبقى تداعياتها السلبية حاضرة بقوة، بعدما غابت الحلول الجذرية ووصل الانهيار الى الحضيض، في اسوأ ازمة في تاريخ البلاد وآخرها مرض «الكوليرا» وقد بدأ يتفشّى ويتمدّد بسرعة.

وتقول الحاجة أم ربيع أرناؤوط لـ»نداء الوطن»: «ما كان ناقصنا سوى «الكوليرا» ليفاقم معاناتنا، انه الحظ العاثر يطاردنا، لم نلتقط انفاسنا بعد من تفشي وباء «كورونا» حتى بدأ «الكوليرا» يغزو المناطق بلا هوادة، نخشى انتشاره ويحتاج الى اجراءات وقائية ومصاريف مالية اضافية ونحن غير قادرين عليها».

في صيدا ومنطقتها، بدأت هواجس المرض تتحوّل قلقاً، وقد ازدادت مع الحديث عن الاشتباه بحالات ولا سيما بين النازحين السوريين، لتبلغ أوجها مع رصد اول حالة لطفل سوري في منطقة زفتا القريبة، ما اعتبره الاطباء تطوراً لافتاً ومؤشّراً على سرعة الانتشار من جهة وعدم مناعة أي منطقة لبنانية من جهة أخرى، ما يستوجب استنفاراً صحّياً مبكراً.

وترجم الاستنفار الصحّي بسلسلة إجراءات وقائية استباقية بدءاً من حملات التوعية، مروراً بالجولات الميدانية وصولاً الى اللقاءات التنسيقية، وتفقّد النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، الاخصّائي بالامراض الجرثومية والمعدية، مستشفى صيدا الحكومي يرافقه أمين سرّ «تجمّع المؤسّسات الاهلية» في منطقة صيدا ماجد حمتو، والتقى المدير العام ورئيس مجلس الإدارة الدكتور أحمد الصمدي، واعداً بمتابعة ملفّ المستشفى مع وزارتي الصحة والمالية والعمل على تأمين مختلف التجهيزات الضرورية مع المنظمات الدولية.

وقال البزري لـ»نداء الوطن»: «إن تسجيل اول اصابة في الجنوب تطورّ كبير ومؤشّر سلبي لمدى سرعة انتشار الوباء، لكنّه كان متوقّعاً بسبب تنقّل الناس بسهولة عبر الحدود وبين المناطق اللبنانية ومنها الموبوءة، والاختلاط من دون اتّخاذ اجراءات وقائية، ناهيك عن تردّي شبكات الصرف الصحي، وتسجيل أول حالة يدق ناقوس الانذار، ولكنّه لا يعني بالضرورة اعلان المنطقة موبوءة»، كاشفاً «أنّ المسح الذي أجري على مجاري الصرف الصحي أظهر ان كثيراً منها ملوثة بـ»الـكوليرا».

وأوضح البزري ان وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و»لجنة ترصّد الاوبئة» كشفت على نحو 22 مركزاً صحّياً بما فيها مستشفيات حكومية، لمعرفة مدى امكانية تجهيزها لعلاج مرضى «الكوليرا» عبر الاطلاع عن نظام المياه الخاص فيها، طريق الدخول والخروج اليها، امكانية تخصيص اجنحة للعزل، كيفية التخلص من النفايات والصرف الصحي وغيرها»، وأكّد على اهمية دعم مستشفى صيدا الحكومي سواء خُصّص كمركز لاستقبال حالات «الكوليرا» أم لا. وأكد أن إنقطاع المياه وتوقف خط الخدمات الذي يغذّي محطاتها لا يزيد فقط الأعباء المالية على المواطنين وإنما يُشكّل خطراً على سلامتهم، و»المطمئن وسط الازمة هو أن كل الحالات لا تستدعي دخولاً الى المستشفيات ويمكن معالجتها بالادوية والأمصال لوقف الجفاف والعوارض الأخرى».

توازياً، عقدت خلية إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في إتحاد بلديات صيدا – الزهراني، برئاسة مديرها عضو المجلس البلدي في صيدا مصطفى حجازي، إجتماعين في القصر البلدي، خصّصا للبحث في تفاصيل وضع خطط وقائية إستباقية ضمن نطاق بلديات الإتحاد في إطار مواجهة مخاطر محتملة لتفشي «الكوليرا»، وتمّ وضع خريطة طريق لتحديد المشاكل والحلول وسبل مواجهته في الأماكن المحتملة التي يمكن ان تكون عرضة للوباء مثل التجمّعات السكانية ومراكز النزوح والمدارس، وإجراء الفحوصات اللازمة ومعاينة مصادر مياه الشرب والآبار والمؤسسات التي تعمل في مجال نقل المياه ضمن صهاريج.


MISS 3