السفير الروسي من بعبدا: موسكو مستعدة لتقديم كل الدعم لإعادة النازحين

17 : 18

استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون سفير روسيا الاتحادية الكسندر روداكوف يرافقه المستشار في السفارة مكسيم رومانوف، وتم التداول في العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، وكانت جولة أفق تناولت التطورات المحلية والإقليمية الأخيرة.


بعد اللقاء، قال السفير روداكوف: "سعدت اليوم بلقاء فخامة الرئيس وشكرته باسم القيادة الروسية على التعاون الذي قام بين الاتحاد الروسي ولبنان خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية اللبنانية الصديقة، والتي تعززت خلالها العلاقات بين البلدين، خصوصاً بعد الزيارة التي قام بها عون لروسيا بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين".

وتابع: "تطرقنا خلال اللقاء الى مسألة تفعيل هذه العلاقات وتطويرها في المجالات كافة، حيث أكدت استعداد روسيا لتقديم كل الدعم اللازم لعملية إعادة النازحين السوريين الى بلادهم نظراً للعلاقات المميزة بين روسيا وسوريا".


وأضاف: "تطرقنا أيضاً الى موضوع المساعدات التي يمكن أن تقدمها روسيا للبنان خصوصاً في المجال الغذائي، إضافة الى تفعيل عمل اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين. وشمل البحث أيضاً تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفي ختام اللقاء تمنيت لفخامة الرئيس التوفيق في الأيام المقبلة في مرحلة ما بعد ولايته الرئاسية".


ورداً على سؤال قال السفير روداكوف انه اطلع من عون على آخر التطورات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية، "حيث أكدت ترحيب موسكو بهذه الخطوة لما فيه مصلحة لبنان والاستقرار فيه".




ديبلوماسياً أيضاً، استقبل عون سفير الجمهورية الفدرالية البرازيلية هيرمانو تيليس ريبيرو، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان مع بداية الشهر المقبل.


ونوه عون بـ"الجهود التي بذلها السفير البرازيلي في سبيل تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين في المجالات كافة"، متمنياً له "التوفيق في مسؤولياته الجديدة". وتقديراً لعطاءاته من اجل تعزيز التعاون بين لبنان والبرازيل، منح عون السفير البرازيلي وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر.

ورد السفير شاكراً مبادرة عون، متمنياً له التوفيق مع اقتراب انتهاء ولايته الرئاسية، ومنوها بـ"الدور الذي لعبه خلال وجوده في سدة الرئاسة لتعزيز العلاقات بين لبنان والبرازيل".




من جهة أخرى، كرم عون "جمعية المبرات الخيرية" ورئيسها العلامة علي محمد حسين فضل الله، من خلال منحها وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وذلك في احتفال أقيم في قصر بعبدا، حضره وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور الحجار، المطرانان جورج صليبا وشارل مراد، السيد محمد باقر فضل الله، الدكتور السيد جعفر فضل الله، الشيخ فؤاد خريس، الشيخ كمال ابي المنى، الشيخ حسين شحادة والشيخ إسماعيل الزين، وعدد من المسؤولين في الجمعية وأصدقائها.

في مستهل الاحتفال، ألقى المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية نبيل شديد، كلمة باسم عون جاء فيها: "يسعدنا أن نلتقي اليوم الإثنين، في القصر الجمهوري، للاحتفاء بحضور "جمعية المبرات الخيرية"، بما هي من أكبر الجمعيات الخيرية والرعائية والصحية والتربوية والثقافية في لبنان، وإحدى منارات إرث صاحب السماحة العلامة المرجع محمد حسين فضل الله".


وتابع: "هي رافد من روافده، وفي شَرعِهِ، قضايا الإنسان بنوّةٌ تُرقى إلى الحضارة وليس إلى السياسة بمعناها الضيق، وكثيراً ما تساءل سماحته: هل يحدد الإنسان مكانه؟ وكان جوابه انتماءً وسهراً على مصيرٍ، هو خيار طالبٍ للحرية في تثبيت الحق، بالكرامة للجميع".




وأضاف: "من هذا المنطلق، شاء سماحته أن يكون الانتماء الى لبنان، تحقيقاً في العطاء الحضاري الإنساني، لا فرق فيه بين مسيحي أو مسلم، ولأجل ذلك، انطلق سماحته على رحابة مدى عقله النيِّر، يبني من خلاله أفعالاً من حق، ومشاعرَ من كلماتِ شعرٍ هي كل الابتهال، أعطت لبنان والعروبة والإسلام ما لم يعطه سواه".



وأردف: "هذا المفهوم الحضاري المتكامل، مؤتمن عليه اليوم صاحب السماحة العلامة السيد علي فضل الله، وهو مؤسس ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار، كمؤسسة فكرية ضمت الى سماحته نخبة من رجال الدين والعلماء والباحثين الاختصاصيين في القضايا الدينية والفكرية والتربوية والثقافية، من كافة الأطياف والاتجاهات. وقد توصلت الى إعلان الوثيقة التأسيسية والرؤية الاستراتيجية للملتقى التي تركز على العناية بالسلم الأهلي القائم على المساواة بين المواطنة".


وختم: "في خير العطاء، تتواصل "جمعية المبرات الخيرية" في رعاية التآخي، وخصوصية العطاء السَمِح، واليوم، ولبنان يبحث في خضّم أزمات تطاوله وتهزّه وتبغي احتواءه، لا يمكن الاّ ان تكون هذه الجمعية - الإرث - المنارة مكرمة، لان تكريمها هو من تكريم لبنان الذي يبزغ من الآلام لجميع الذين، على إسمه، يرتقون بإنسانه الى القيامة، لأجل ذلك، وتقديراً لعطاءات "جمعية المبرات الخيرية"، من أجل لبنان وإنسانه، قرّر عون منحها، من خلال سماحة العلاّمة علي فضل الله، وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط".

ورد العلامة فضل الله بكلمة جاء فيها: "أبدأ بشكر فخامتكم على هذه اللفتة الكريمة التي اعتبرها ليست تكريماً لشخص بل تكريما لقيمة عزيزة وغالية على قلبي وقلوبكم، وهي قيمة الحوار، وهي القيمة التي أشعر بالاعتزاز لارتباطي بها كونها شكلت هويتي ومنهج الحياة الذي التزمت به منذ بدأت عملي في جمعية المبرات، وملتقى الحوار، وفي العمل الاجتماعي وخدمة الإنسان في هذا البلد".

وتابع: "الحوار هو الذي يمنح المعنى للبنان، وهو الرسالة التي حملها ويحملها للعالم، وهو ما جاءت به الرسالات السماوية ودعت إليه وحثت عليه اتباعها، وهي دعوة ينبغي إبقاء العمل لها في مواجهة كل الساعين لتخريب هذه الصيغة، التي بني عليها هذا البلد ونريد لها أن تستمر، فخامة الرئيس، لك من جميع العاملين في هذا المناخ الحواري كل الشكر والتقدير والاحترام لأنك سعيت بكل جهدك الى أن تحول هذا المناخ من وضعيته الراهنة حيث تغلب الضبابية في الأفكار والمجاملات في التواصل، الى تجسيده واقعاً من خلال "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، ليتحول الى ساحة واسعة للتعارف الثقافي والإنساني بين مختلف الانتماءات الدينية والعرقية والثقافية، والى جامعة تتربى فيها الأجيال على معرفة بعضها البعض، معرفة حقيقية وعميقة بعيدا عن الأفكار المسبقة والأنماط القائمة، وهي أفكار وأنماط تشوه الآخر وتبرر استعداءه. فبالحوار البناء والعقلاني والموضوعي، تزال الهواجس، وتقرب المسافات بين الناس، وتزرع روح الأخوة والمحبة بين اللبنانيين بما يعزز الوحدة الوطنية والإنسانية".




وأردف: "هذه المبادرة الكريمة تمثل لنا وللسادة رجال الدين بيننا، وجمعية المبرات، وملتقى الأديان والثقافات ومنسقية السلم الأهلي، كما لكل المنابر والمواقع والمؤسسات الحوارية، حافزاً ودافعاً للمضي في متابعة هذا النهج ومواصلة العمل على فتح المزيد من أبواب الساحات المغلقة لتنفتح على بعضها البعض بروحية الحوار والمحبة التي بها نبني هذا الوطن. هذه الروحية التي استلهمتها ومنذ كنت يافعاً من والدي الذي كان داعية حوار ولقاء وعاملاً في هذا السبيل، وهو الذي قال ان الحقيقة بنت الحوار، ويسعده اليوم ان أكون الى جانبكم تحت هذا العنوان، عنوان الحوار والعمل من اجل الانسان في هذا البلد، وفي هذه المناسبة".


وختم: "شكرا فخامة الرئيس ودمتم في صحة وعافية وتوفيق، في خدمة لبنان وانسانه".

ورد عون شاكراً السيد فضل الله على تقديره ومحبته، لافتاً الى انه استلهم "الكثير من صفاته الإنسانية من والده المرحوم السيد محمد حسين فضل الله، الذي كان له الفضل في تأسيس جمعية المبرات التي تهتم بالإنسان وقضاياه، وقد أدارها الابن من بعده بأفضل السبل".

وقال: "إن عمل السيد محمد حسين فضل الله لم يكن فقط عملاً إنسانياً على مستوى الحاجة، بل كان هو شخصيا أنساناً محاوراً يسعى الى التقدم وتعزيز الثقافة بين الناس. وكانت له نظرة بعيدة يتطلع فيها الى تقدم الإنسانية بعلمها وانسانيتها".




على صعيد أخر، منح عون وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف، الى المديرية العامة للدفاع المدني "تقديرا لدورها في المجالين الإنساني والإنمائي، وللتضحيات التي قدمها العاملون والمتطوعون فيها".


وسلم رئيس الجمهورية الوسام الى المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار في حضور عدد من المسؤولين في المديرية.

ونوه عون بـ"الجهود التي بذلها رجال الدفاع المدني لاسيما في الظروف الصعبة التي مر بها لبنان خلال الأعوام الماضية، على رغم الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشون فيها"، مقدرا خصوصا "عمل المتطوعين الذين يستحقون الإنصاف للتفاني الذي يظهرونه في عملهم الانقادي والإنساني والإسعافي".

وطلب عون من العميد خطار أن ينقل شكره وتقديره لكل عنصر من عناصر الدفاع المدني والمسؤولين فيه.

ورد العميد خطار شاكراً عون على تكريم الدفاع المدني، معتبراً "هذه المبادرة دلالة واضحة على التقدير الذي يكنه رئيس البلاد لتضحيات العاملين في هذه المؤسسة التي ما ترددت يوماً عن تلبية نداء الواجب في الإغاثة والإسعاف والإنقاذ، معاهدا على أن تبقى دائما في خدمة لبنان في كل الظروف".


وقال: "فخامة الرئيس، تكاد الكلمات تعجز عن التعبير، لكن التحية تبقى الأسمى، تحية رفقة السلاح تلازمنا ما حيينا لأنها تبقى عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وتحية الإكبار لكم في موقع رئاسة الجمهورية نابعة من الأعماق لأننا عملنا بتوجيهاتكم لخدمة الناس في لحظات حرجة وخطيرة وحُزنا على تقديرهم، وها انك تمنحنا هذا الوسام ليكتمل التقدير، فإن كرَّمتنا، فالتكريم لك، وان حيّيتنا نردّ التحية باسم الناس وندعو لكم بالعمر المديد". 


وقلّد عون المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم وسام الارز الوطنيّ من رتبة ضابط أكبر، تقديراً لعطاءاته من أجل لبنان في المجالات العسكريّة والامنيّة والسياسية، والدور الذي قام به في ملف المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

كما ونوّه الرئيس عون بـ"الجهد الذي يبذلُه اللواء ابرهيم في ملف إعادة النازحين السوريّين إلى بلادهم، وفي تنظيم وتطوير المديرية العامة للامن العام لتكون في خدمة المواطنين والمقيمين في لبنان أو الوافدين إليه".

MISS 3