بكين وموسكو تُعمّقان تقاربهما

02 : 00

شي خلال استقباله لافروف أمس (أ ف ب)

في ما يُعدّ دليلاً جديداً على تعميق التقارب بينهما في ظلّ الحرب الدائرة في أوكرانيا، أعلنت الصين وروسيا أمس عزمهما على تعزيز التعاون بينهما، لدى استقبال الرئيس الصيني شي جينبينغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ختام زيارة رسمية للأخير إلى الصين استمرّت يومين.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله لشي: «نودّ الإعراب عن خالص تقديرنا وإعجابنا بالنجاحات التي حققتموها على مرّ السنين، خصوصاً على مدى العقد الماضي تحت قيادتكم». وشكر لافروف شي على «التهاني» التي أرسلها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً بعد فوزه في انتخابات لم يواجه فيها أي معارضة حقيقية.

من جانبه، أشار شي إلى أن الصين تولي «أهمية كبيرة» للعلاقات الصينية - الروسية وترغب في العمل «في شكل وثيق مع روسيا» لتعزيز اتصالاتهما الثنائية والتنسيق على الساحة الدولية، بحسب التلفزيون الصيني الرسمي. كما أكد أنه وبوتين «اتفقا على البقاء على اتصال وثيق» لضمان التطوير الدائم للعلاقات الثنائية، داعياً بكين وموسكو إلى «توحيد بُلدان الجنوب العالمي»، بالإضافة إلى «تعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمية».

وخلال اجتماع بينهما، وعد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لافروف بأن «الصين ستدعم التنمية المستقرّة في روسيا تحت قيادة بوتين»، مؤكداً أن «بكين وموسكو ستواصلان تعزيز تعاونهما الاستراتيجي على الساحة الدولية وتقديم الدعم القوي لبعضهما البعض»، بحسب وكالة «ريا نوفوستي» الروسية.

وندّد لافروف بـ»العقوبات غير القانونية» التي فرضها الغرب على بلاده، معتبراً أنها تنتهك المعايير الدولية وأنه «يجري تطبيق هذه السياسة بقوة أيضاً ضدّ الصين»، واتهم الغرب بالسعي إلى عرقلة «فرص التنمية الاقتصادية والتقنية للصين من أجل القضاء على المنافسين».

وفي السياق، أكد وانغ أنه بحث مع لافروف الوضع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن «الصين ستؤدّي دائماً دوراً بناءً على الساحة الدولية وفي إطار الشؤون المتعدّدة الأطراف، ولن تتسبّب مطلقاً في تأجيج أي نزاع، ناهيك عن الاستفادة منه»، في حين كشف الكرملين أن هناك خططاً للتواصل بين بوتين وشي، إلّا أنه لم يُحدّد موعداً لزيارة من المحتمل أن يُجريها الرئيس الروسي لبكين.

في الأثناء، أعلنت تايوان أنها ستجري المناورات الحربية السنوية «هان كوانغ» هذا العام في مناطق بالبحر لمحاكاة كسر حصار وسيناريو يفترض أن الصين حوّلت فجأة أحد تدريباتها الدورية حول الجزيرة إلى هجوم فعلي، مشيرةً إلى أنها تبدأ تدريباتها السنوية الرئيسية هذا الشهر بأنشطة تحضيرية على أن تليها تدريبات قتالية فعلية في تموز، بحسب وكالة «رويترز».

وعشية قمة ستجمع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، أعلنت أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة أنها «تدرس التعاون» مع اليابان في شأن اتفاقية «أوكوس» الأمنية. وأكد شركاء «أوكوس» أن «نقاط القوّة» اليابانية و»شراكاتها» الوثيقة مع الدول المنضوية في الاتفاقية تعني أنها حليف طبيعي ويُمكنها الانضمام للدعامة الثانية من الاتفاقية التي تُركّز على تطوير القدرات القتالية، وفق وكالة «فرانس برس».

توازياً، أعرب قائد القوات الأميركية لمنطقة المحيطَين الهندي والهادئ الأميرال جون أكويلينو عن قلق بلاده البالغ من التحرّكات «الخطرة وغير المشروعة» لبكين في جزيرة سكند توماس المرجانية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، بعد احتكاكات بينها وبين قطع بحرية فيليبينية، متسائلاً: «ما هي الخطوة التالية، وإلى أي حدّ هم (الصينيون) مستعدّون للمضي في تلك المنطقة؟».

MISS 3