سيلفانا أبي رميا

Toc Toc للوران بافييه على خشبة "مونو"

أنطوان الأشقر: البلد الذي لا يملك مسرحاً هو بلد ميت

25 تشرين الأول 2022

02 : 01

بتَوليفةٍ مسرحيةٍ كوميديةٍ، وأحداثٍ سلسةٍ ومضحكة، تنطلق مسرحية Toc Toc المترجَمة من رواية الفرنسي الشهير لوران بافييه على خشبة مسرح «مونو» هذا الأربعاء في 26 تشرين الأول، لتكون متنفساً من الترفيه والتسلية في وسط العاصمة يُعيد لنا ضحكةً عفويةً فقدناها في خضمّ الظروف الصعبة، التي يمرّ بها لبنان. «نداء الوطن» التقَت مخرج المسرحية أنطوان الأشقر وكان معه الحديث التالي:

ما القصة التي تتناولها مسرحية Toc Toc؟

تتناول المسرحية قصة 6 أشخاص يعانون الوسواس القهري OCD لكن، كلّ بشكل مختلف عن الآخر. يقررون اللجوء للاستشارة النفسية، وتأتي المصادفة بتواجدهم عند الطبيب نفسه في اليوم نفسه والوقت نفسه والأغرب عدم تواجد الطبيب النفسي لدى وصولهم إلى العيادة بسبب تأخّر طائرته. وتبدأ الأحداث بالتصاعد، عندما يقوم الأشخاص (تمثيل: ماريا الدويهي، ريمي موصللي، ماري تيريز عيراني، طوني فرح، باتريك شمالي، كاتي يونس، منير شليطا)، بالتعرّف إلى بعضهم البعض، منتظرين مجيء الطبيب. يسعى كلّ منهم، في البداية، إلى إخفاء مشكلاته وتخبّطاته الحقيقية، إلى أن يصل الحديث إلى مرحلة الشفافية المطلقة. بعدها، يقترح أحد الأشخاص الخضوع لما يعرف بالعلاج الجماعي، لتمرير وقت الإنتظار.

من قام بالترجمة... ولمن هي في الأصل؟

الترجمة تمّت على يد طالبتَين عندي في معهد الفنون تؤدّيان أدواراً في المسرحية أيضاً وهما ماري تيريز عيراني وريمي موصللي. وهي في الأصل رواية فرنسية شهيرة للكاتب لوران بافييه.

لماذا اخترت هذه المسرحية بالذات؟

خلال فترة جائحة «كوفيد 19» إتصلت بي مجموعة من طلابي في معهد الفنون الذي أدرّس فيه منذ 17 عاماً وطلبوا مني تحضير مسرحية لهم. فوقع اختياري على النوع الكوميدي المرح علّه يساعد كلّ لبناني يشاهدها على الخروج ولو لوقتٍ قصير داخل المسرح من قوقعة الوباء والأزمات والمشاكل والهموم التي لفّتنا في لبنان منذ سنين، مسرحية تأخذهم إلى عالم آخر من الضحك والفرح وتكون لهم نوعاً من علاج مخفّف.

اخترت هذه المسرحية بالذات التي كانت تُعرض منذ فترة طويلة في أوروبا وكندا وأميركا اللاتينية وفرنسا ولاقت إقبالاً ضخماً وما زالت حتى اليوم من مختلف الأعمار والثقافات والطبقات الاجتماعية.

أخبرنا عن فريق العمل؟

إجمالاً أنجز مسرحياتي مع طلاب لي. 80% من ممثلي Toc Toc هم طلابي خريجو المعهد ولهم خبرة ليست بصغيرة على خشبة المسرح وهم ماري تيريز عيراني وريمي موصللي وطوني فرح ومنير شليطا وكايتي يونس. بالإضافة إلى زميلتيّ ماريا الدويهي دكتورة في الجامعة مساعدة مخرج. والشاب باتريك الشويري وهو خريج محترفات وهذه ثاني مسرحية له.

ماذا عن الديكور والسينوغرافيا؟

فضّلت اختيار سينوغرافيا بسيطة والتركيز أكثر على الشخصيات بملامحها وملابسها، عدا عن أن أحداث المسرحية تجرى في غرفة الانتظار. وقد قسّمت المسرح إلى قسمين: الأول أشبه بحديقة زهور، تجسّد رغبة الأشخاص بالشفاء، كأنهم يعتبرون الطبيب هو المخلص. أمّا الثاني فهو حيث تجري أحداث المسرحية، وتحوم فيه علامات الإنتظار والترقب.

هل تتوقع إقبالاً كثيفاً من الجمهور اللبناني؟

لمن يعرف النسخة الفرنسية والأجنبية للمسرحية أنا متأكد من أنه لن يفوّت العرض الذي سنقدّمه في لبنان. ولمن لا يعرفها ندعوه لتجربة فريدة ومميزة ومضحكة جداً تكون بمثابة متنفّس صغير له وتنسيه ما يثقل كاهله من هموم وتعب.

ما الرسالة التي تريد إيصالها عبر المسرحية؟

الرسالة الوحيدة من المسرحية هي التوعية حول متلازمة الوسواس القهري والتعريف بها ولكن بطريقةٍ سلسة. ويبقى الهدف الأكبر والرسالة الأعظم نقل الجمهور في رحلةٍ مليئةٍ بالكوميديا والضحك من القلب.

ما الصعوبات التي واجهتكم طوال مرحلة التحضيرات والتدريبات؟

منذ بدء التحضيرات والتجهيزات من سنة حتى اليوم، واجهتنا مشاكل عديدة في خضم الأزمة الاقتصادية ووباء «كوفيد 19». اضطررنا إلى التوقف عند كل استحقاق يشهده البلد خوفاً من تطور أحداثٍ ما. كنا دائماً على ترقّب متتابع لما يمكن أن يحدث أمنياً وسياسياً ويتسبب بالتوقف عن التحضير. والحمدلله وصلنا اليوم إلى النهاية وستبصر المسرحية النور يوم الأربعاء 26 الجاري.





كيف اخترت بطل المسرحية وشخصياتها؟

لا بطل أو دور رئيسياً في المسرحية. هناك 7 أبطال في 7 أدوار رئيسية ولكل ممثل دور أساسي في المسرحية وأدوارهم مهمة بالتوازي. اخترتهم لأنهم طلابي وأعرف قدراتهم وخبراتهم والشخصيات التي تتناسب مع كل منهم، كما أن علاقتي التربوية بهم سهّلت عملية إنجاح المسرحية في وقتٍ ومجهودٍ أقل.

إلى أي حد تشبه المسرحية نظيرتها الفرنسية؟

النص تُرجم حرفياً لكن طبعاً هناك عبارات صغيرة «لَبْنَنَّاها» لتُفهَم أكثر من المشاهدين، إنما الأحداث نفسها والتسلسل والسيناريو كذلك. فقط المغاير هو شخصيات لبنانية عند طبيب لبناني.

هل ترشحت أو نالت اي جوائز؟

أين ومتى سيتم عرضها؟ وهل هناك عروضات لها خارج لبنان أي في بلدان عربية؟

من 26 تشرين الأول حتى 13 تشرين الثاني على مسرح «مونو»، كل يوم من الثلاثاء حتى الأحد. لا عروض خارج لبنان حتى اليوم، لكن قد نذهب بها إلى بلدان فيها انتشار لبناني كثيف.

أي أعمار تناسب، وكم سعر تذاكر الدخول؟

يفضَّل 16 سنة وما فوق. التذاكر بقيمة 5 و10 و15 و20 دولاراً.

ما الأعمال التي باتت في رصيد أنطوان الأشقر اليوم؟

بداياتي كانت مع التمثيل. لكن أول عمل إخراجي لي كان عام 2013 في مسرحية «رسالة حب» بطولة رولا حمادة. والثاني عبارة عن مسرحية كوميدية إسبانية بالتعاون مع طلابي وحملت عنوان «ماريبيل والعائلة الغريبة». شاركت كذلك في مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان ومهرجان المسرح الوطني لأول مرة عام 2018 في مسرحية «البحر أيضاً يموت» من إخراجي وتمثيلي.

ما جديدك القادم بعد Toc Toc؟

أنا في صدد تحضير مونودراما من إخراجي لممثلة واحدة وهي ماريا الدويهي زميلتي في الجامعة اللبنانية وسيبدأ عرضها في شهر كانون الأول المقبل.



هل برأيك المسرح الأجنبي يتغلب على اللبناني؟

لا يمكنني القول إن هناك مسرحاً أجنبياً يتغلب على اللبناني أو العكس، بل أؤمن بأن هناك مسرحاً يجب أن يحمل قضية إنسانية تلامس قلوب الناس من دون استثناء بغض النظر عن اللغة. المسرح هو قصص وحالات وقضايا إنسانية تحاكي النفس البشرية.

ما حلم أنطوان الأشقر اليوم في بلد تمزّقه الصراعات والأوبئة والأزمات؟

حلمي أن أتابع مسيرتي على خشبة المسرح وأن تبقى للمسرح مكانة في قلوب الكبار والصغار. يقول الكاتب الإسباني غارسيا لوركا: «البلد الذي لا يملك مسرحاً هو بلد ميت». لذلك كل ما أتمناه استمرار المسرح في بلدنا وكل البلدان. على أمل أن يحمل طلابنا والأجيال القادمة هذا الحب للخشبة وعدم تركها للموت والانضواء في صفحات التاريخ وغبار التراث الجامد.


MISS 3