فادي سمعان

غسّان سركيس لـ "نداء الوطن": سرقوا البلد في وقتٍ كانت كرة السلة ترفع اسم لبنان عالياً

28 كانون الأول 2019

09 : 32

إنقسمت الآراء حول المدرّب غسّان سركيس بعد مغادرته الى السعودية، بين مؤيّد لخطوته ومُرحّب بها في ظلّ المصير المجهول الذي ينتظر موسم كرة السلة اللبنانية الحالي وموجة التشاؤم التي تحيط بالبطولة، وبين منتقدٍ لها لأنه لا يحقّ له – بحسب هؤلاء – التخلّي عن ناديه عند أول عثرة خصوصاً بعد الوعود الكثيرة التي كان أطلقها في بداية الموسم الجاري بإعادة الفريق الى سكة الألقاب والإنجازات. فماذا يقول سركيس لـ "نداء الوطن" من السعودية؟

سركيس تطرّق أولاً الى انطباعاته عن الدوري السعودي، فأشار الى أنّ المستوى الفني لا بأس به، لكنه يختلف عن الدوري اللبناني في أمور عدّة، منها غياب الإحتراف باستثناء اللاعبين الأجانب، أما المحليون فهم يمارسون اللعبة كهواة، إذ لا يتدرّبون بانتظام لانّ معظمهم يعمل في شركات ومؤسّسات، فالشباب السعودي يتّجه في صغره الى كرة القدم في العموم لان هذه اللعبة طاغية على باقي الالعاب الأخرى، مع العلم انّ هناك أكاديميات محترمة لكرة السلة، لكن عددها ليس بالعدد الموجود في لبنان. أما عن وضع فريقه في الدوري السعودي، فقال: "منذ تسلمي مهامي قمتُ بتنظيم الكثير من الأمور فيه، خصوصاً من ناحية المواظبة على التمارين بشكل منتظم، كما وضعنا خطة عمل واضحة للنهوض بالفريق الذي كان يقبع في ذيل اللائحة، حيث خسر خمس مباريات منذ بداية الموسم الراهن، الا انني استطعتُ الفوز بمباراتين وخسرتُ واحدة أمام المتصدّر الأهلي جدّة". وأقرّ بانّ وضع فريقه صعب، وهو بحاجة ماسّة الى العمل الجدّي والدؤوب من أجل تحسين النتائج، كاشفاً أنّ الهدف الأبعد لإدارة النادي هو تشكيل فريق قويّ ومتماسك للموسم المقبل. وعن إمكانية عودته قريباً الى لبنان، أوضح سركيس أنه وقّع عقداً مع نادي الوحدة لمدة 3 سنوات، وهو سيحترمه بالكامل ولن يتخلى عنه حتى لو استُكملت منافسات الدوري اللبناني كما هو مقرّر، مشدداً على أنّ وضع الأندية اللبنانية واللاعبين الحالي صعبٌ ومعقّد جداً، إذ إنّ معظمهم ضُربَ في الصميم وكأنهم تعرّضوا لحادث صدم، فأصبح اللاعب يفتش عن عملٍ آخر لتأمين متطلباته الحياتية الأساسية، والبعض الآخر بات يفضّل الإحتراف خارجاً إذا سنحت له الفرصة، معتبراً أنّ كرة السلة اللبنانية باتت بحاجة الى فترة ثلاث سنوات للنهوض واستعادة مستواها المعهود.

عائدٌ الى الحكمة...

وعن رحيله عن نادي الحكمة والانتقادات التي تعرّض لها من قبل البعض، رأى سركيس انّ الرجل الذي لا يملك عملاً ثم يجده بشروط مثالية هو الذي يجب أن يردّ على هذه الانتقادات، مؤكداً أن رحيله عن النادي الأخضر لم يكن بسبب زعلٍ أو خلافٍ مع أحد، بل على العكس كان كلّ شيء يسير على ما يُرام، "وكنتُ من الداعمين الأساسيين للجنة الإدارية الجديدة للنادي، وقد وضعنا نصب أعيننا إعادة الفريق الى منصّات التتويج وبناء فريق الحلم في المستقبل، الى أن حصل ما حصل في لبنان للأسف، عاكستنا الظروف جميعاً ووصلنا الى الإنهيار الكامل، فلم يعد بمقدورنا تأمين أيّ راعٍ رسميّ"، مؤكداً أنّ القطاع الرياضي وخصوصاً لعبة كرة السلة كانا الأكثر تضرّراً، "فالسلطة السياسية في لبنان غائبة عن السمع وأشبّه أهلها صراحة بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، فهم لا يعرفون قيمة وأهمّية الرياضة، لقد نهبوا وسرقوا خيرات البلد في وقت كانت كرة السلة تعكس الصورة الجميلة والمشرقة عن لبنان من خلال الانجازات المدوّية الكثيرة التي حققتها محلياً وخارجياً". وأعلن سركيس أنّ رئيس نادي الحكمة ايلي يحشوشي تفهّم وضعه تماماً وكان متجاوباً معه بشكل كبير عندما أبلغه بالعرض المغري الذي قدّمه له نادي الوحدة السعودي ورغبته بالإحتراف في الخارج، مشدداً على أنه سيبقى صديقاً للحكمة ولإدارته وجمهوره، وهو مستعدّ للقيام بأية خدمة تُطلب منه، وأنّ قلبه سيبقى دائماً مع النادي. وكشف أخيراً أنه لدى عودته الى لبنان لن يكون إلا مع الحكمة، مثنياً في هذا السياق على الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلها أمين صندوق النادي المستقيل جورج بركات لتأمين الثبات والإستقرار، خصوصاً من الناحية المادّية.


MISS 3