يوسف منصور

الأزمة الاقتصادية تُغرق بعلبك... أكثر من 20 محلّاً أقفلت في السوق

30 كانون الأول 2019

02 : 00

غياب أجواء العيد عن بعلبك

تسقط آخر ورقة من روزنامة العام الحالي وهمّ الناس ينصب على تأمين لقمة عيشهم وسط الخوف على مصيرهم في ظل الأوضاع التي يعاني منها لبنان والأزمة التي يمر بها، والإنذارات التي تشير إلى الأسوأ مطلع العام المقبل، وغياب الحلول من السلطة الحاكمة التي تصلت سيف تعنتها على رقاب اللبنانيين.

يعاني البقاعيون أزمة إقتصادية خانقة باتت تهدد عدداً من العائلات التي فقدت كل السبل لتأمين متطلبات حياتها اليومية وأبسط مقومات العيش من غذاء وتدفئة ودواء في فصل الشتاء، هذه الأزمة التي استفحلت مع بدايات الثورة، حيث تكشفت الأزمة المستترة التي كان يعيشها لبنان، وبعد معاناة لسنوات جراء غياب الأمن والإنماء وتسلط الأحزاب الحاكمة في المنطقة، والتي حكمت الناس بلقمة العيش ووضعت سقفاً للوظائف يتمحور حول الإنتساب لها والعمل ضمن صفوفها ليبقى الناس مرهونين للقمة العيش التي تأتي من وراء هذا الزعيم.

منذ ما قبل الثورة بأشهر وأصوات الناس ترتفع في بعلبك منذرةً بسوء الوضع الإقتصادي ومطالبةً السلطات المحلية والأحزاب والدولة بالإلتفات إلى أوضاعهم بعد أن أقفل عدد من اصحاب المحال محلاتهم، ورهنها البعض الآخر لتجار المخدرات والدائنين بالفوائد على أمل أن تتحسن الأوضاع ويتمكن هؤلاء من تسكير ديونهم والنهوض من جديد.

إستفحلت الأزمة الإقتصادية في بعلبك والجوار وعلت صرخة الناس التي لم يعد لديها قدرة على التحمل وتأمين حاجاتها اليومية والأقساط المدرسية التي تنذر أيضاً بعواقب وخيمة أبرزها إقفال عدد من المدارس نتيجة عدم قدرة الناس على تسديد الأقساط، وبالتالي عدم قدرة المدارس على دفع رواتب المعلمين الذين هم أرباب عائلات لها حاجاتها، كذلك الأمر بالنسبة لأصحاب المحال والمؤسسات التجارية التي بدأت الإقفال الواحدة تلو الأخرى، بعد أن عجز أصحابها عن دفع بدلات الإيجار لأصحاب المحلات التي يصرّ أصحابها على قبضها بالدولار، كذلك الأمر بإرتفاع الأسعار نتيجة سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

يقول صاحب محلات للألبسة في سوق بعلبك هادي رعد لـ"نداء الوطن" إن "الأزمة ليست وليدة اليوم بل هي موجودة من قبل ولكن الأمور كانت تسير على نحو افضل، وأعياد الميلاد ورأس السنة كانت تعود بمردود ولو قليل، لكن هذه السنة كان الوضع مختلفاً كلياً، وحركة المبيع إنخفضت إلى النصف خلال الشهرين الأخيرين، نتيجة إرتفاع الأسعار بسبب فرق سعر صرف الدولار، فهذا الأمر دفعنا إلى رفع الأسعار ورغم ذلك نقع في خسارة". ويشير إلى أن "عدداً من محال الألبسة وغيرها أقفل في سوق بعلبك، والعديد من التجار ألغوا حجوزاتهم إلى تركيا وغيرها لشراء البضائع نتيجة أزمة الدولار".

وفي حين أن عيد الميلاد يشكل بارقة أمل لأصحاب محال الحلويات على مختلف أنواعها حيث يتهافت الناس مسلمين ومسيحيين على الشراء والإحتفال، غابت بهجة العيد هذا العام عن بعلبك نتيجة الضائقة الإقصادية التي يعيشها الناس واقتصرت على الصلوات في الكنائس والأمل بحلحلة لهذه الأزمة.

علي بيان، أحد أصحاب محلات الحلويات في بعلبك ورب أسرة لثلاثة أولاد في المدرسة ويستأجر منزلاً، يؤكد لـ"نداء الوطن" أن "حركة البيع كانت شبه معدومة هذا العام، وهناك أنواع حلويات معينة يتم تجهيزها لمناسبة عيد الميلاد، غير أن الناس لم تقبل على الشراء كما يجب ما أوقعنا في خسائر فوق الخسائر التي نرزح تحتها منذ سنة، مشيراً إلى أن الأمور إن إستمرت هكذا فالإقفال هو الخيار المتبقي وسأبحث عن عمل لإطعام عائلتي".

أكثر من عشرين محلاً أقفلت في سوق بعلبك وسط إرتفاع معدل البطالة، وإرتفاع أسعار المواد الغذائية إرتفاعاً جنونياً وجشع التجار الذين يزيدون الأسعار من دون حسيب أو رقيب، وارتفاع أسعار المحروقات التي يشتريها العديد من الناس بالليترات يومياً، فيما توجه العديد إلى شراء الحطب كونه أقل كلفة، فيما آخرون لا يستطيعون تأمين متطلباتهم اليومية وأصبحوا تحت خط الفقر.


MISS 3