عون عرض مع وفد قبرص لمسار التفاوض حول الحدود: لا حاجة لوسيط لان مهمتنا سهلة

14 : 52

أطلق رئيس الجمهورية ميشال عون قبل ظهر اليوم الجمعة مسار التفاوض مع قبرص لمعالجة وضع الحدود البحرية بين البلدين بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.


وقال خلال استقباله وفد الجمهورية القبرصية، أن "الهدف من اللقاء اليوم هو الاتفاق على معالجة الموضوع العالق في رسم الحدود البحرية بعدما انتهينا من رسم الحدود البحرية الجنوبية".

واعتبر أن "بين لبنان وقبرص، لا حاجة لوجود وسيط لأننا بلدان مجاوران وصديقان، وهذا ما يجعل مهمتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة".


وحضر اللقاء من الجانب القبرصي، الموفد الرئاسي الخاص تاسوس تزيونيس Tasos Tzionis، سفير قبرص بانايوتيس كيرياكو Panayiotis Kyriakou، ماريا بيليكو من مكتب محاماة الدولة القبرصية، وانجليكي ماتيو ويورغوس كوكوسيس من وزارة الخارجية.


وحضر عن الجانب اللبناني: نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وزيرا الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال علي حمية ووليد فباض، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير غدي الخوري، أعضاء مجلس إدارة هيئة قطاع البترول وسام الذهبي، غابي دعبول، وسام شباط، والملازمان الأولان محمد عويدات وجيلبير داغر من مكتب الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني.


وتم خلال الاجتماع، عرض للواقع القائم حالياً على الحدود البحرية مع قبرص والاسس التي سيتم التفاوض بشأنها بين الجانبين اللبناني والقبرصي.


بعد اللقاء، تحدث بو صعب الى الصحافيين فقال: "كما سبق وأعلنا، استقبلنا اليوم وفداً من قبرص تمت فيه مناقشة النقاط التي كانت عالقة بين البلدين. وهذه النقاط شهدت اختلافاً في وجهات النظر في السابق، وتم توقيع اتفاقية لم تبرم بسبب وجود خلاف بين الجانبين على اعتماد النقطة 1 أو 23، ولأنه لم يكن قد اُخذ في الاعتبار المرسوم الذي أودعناه لدى الأمم المتحدة. اليوم، وبعد التفاهم على النقطة 23 جنوباً، تم تحديد الموعد في نهاية الأسبوع لوجود رغبة من الطرفين في إنهاء الملف وتثبيت النقطة 23، وهناك وزارات معنية في الملف. فتحديد النقاط هو من اختصاص وزارة الأشغال التي كانت بدأت العمل في هذا الملف، وفي وقت لاحق اليوم سيتوجه الوفد القبرصي الى وزارة الأشغال للقاء الوزير حميه الذي اعطى الأهمية اللازمة لهذا الملف، وسيتم عقد لقاء بينهما. وتقرر إكمال البحث قبل سفر الوفد لإيجاد حل للملاحظات التي كانت لدى لبنان وفق التعديلات المطلوبة. أما في وزارة الطاقة، فالصلاحية تتعلق بالبلوكات الاقتصادية، والأمور المتصلة بالحقول المشتركة وموضوع التعاون على صعيد تبادل الخبرات والمشاركة في أعمال المسح، وغيره من الأمور لان الوضع مع قبرص يختلف عن الوضع مع دولة عدوة كإسرائيل. ويمكن التعاون مع قبرص والاستفادة من خبرات القبارصة، لذلك وبتوجيهات من فخامة الرئيس، كان العمل بسرعة لوضع هذا الملف على السكة السليمة، والعمل اليوم يؤكد أننا على الطريق الصحيح".



وأضاف: "هناك نقاط أخرى ستبقى عالقة، وتتعلق بالحدود التي تفصل بين لبنان وسوريا شمالاً. توافقنا مع الجهة القبرصية على عدم تحديد الحدود من جهة واحدة، وطلبنا التواصل مع الأصدقاء في سوريا ولن نرسّم النقطة وتحديدها مع قبرص قبل التواصل والتفاهم مع سوريا، وهذا ما يجب أن يحصل بين بلدين صديقين ومتعاونين. وفي الموضوع الاقتصادي والحقول، هناك عمل منفصل بين الوزارتين. وأعود وأجدد الترحيب بالوفد القبرصي الذي جاء بعقلية منفتحة وبنيّة صافية، حاملاً صداقة تاريخية بين البلدين، وظهرت جدية التعاطي بيننا في هذا الملف خلال الاجتماع اليوم".


واعتبر انه "مع إنجاز هذا الملف، يبقى أمامنا التواصل مع الجمهورية العربية السورية للاتفاق على الحدود الشمالية للمنطقة الاقتصادية. ومع هذا الاجتماع، يكون قد انتهى دوري في هذا الموضوع، ويبقى العمل مع الوزراء المعنيين، وسنبقى نتعاون كفريق لبناني واحد في هذه الملفات مع اللواء إبراهيم وقيادة الجيش لان العمل المشترك دائماً ما يعطي النتائج".



سئل: حصل سوء تواصل مع سوريا، فمن سيكمل المهمة؟


أجاب: "أتمنى ألا يتم استعمال تعبير سوء تواصل في هذا المجال، لأنه لم يحصل ذلك، فللمرة الأولى كان التواصل صحيحاً ومن منطلق وزارة الخارجية، عبر السفارة السورية، وبالتالي حصل سوء تفاهم وليس سوء تواصل، وهو امر ممكن حدوثه بين الأشقاء، وحصل نوع من العتاب. كان هناك تواصل بيني وبين صديقي السفير السوري، واتفقنا شفيهاً قبل إرسال الكتاب الخطي الذي طرأ عليه تعديل في الوقت بسبب زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، فعدت وأبلغته شفهياً على أن يتم إرسال كتاب بذلك. وبعد إرسال الكتاب، كنا قد دخلنا فترة نهاية الأسبوع، وتأخر الوقت، فاتصل بي صباح الاثنين لإبلاغي بأن الوقت غير مناسب، فأجبته أن الاتفاق كان ليوم الخميس ولكن بعد التأجيل، نحن في لبنان منفتحون على أي يوم آخر، ولكن حتى اليوم لم يتم تحديد موعد. وانا اتقهم ذلك، واعتبر أن الموضوع مع سوريا قابل للحل ولا إشكالية، فهي دولة صديقة يمكن التواصل معها، ولو أن الخطأ وقع في الشكل، ولكنه لم يحصل من لبنان. ولا نريد أن يعتقد أحد أن هذا الأمر تسبب بخلاف مع سوريا، فالاتصال بين فخامة الرئيس والسيد الرئيس بشار الأسد كان إيجابياً ونحن نعوّل على نظرة مختلفة للرئيس الأسد الى لبنان عن باقي الدول، والتعاون بيننا وبين سوريا موجود وسيبقى، وهذا ما سيظهر في المستقبل".


سئل: هناك نقطة عالقة مع الجانب القبرصي لأنها لم تحسم مع الجانب السوري وهي النقطة 7 شمالاً. ولكن سوريا لم تتعامل معنا من باب الصداقة عندما ألغث الموعد.



أجاب: "لا علاقة بين الأمرين. وقد شرحت ما حصل بالنسبة الى الموعد، وقد يقع سوء تفاهم بين الإشفاء، وهذا ليس خلافاً ولا يمكن أن يصل الى اختلاف مع سوريا. نحن محكومون بعلاقة الصداقة والأخوة مع سوريا، وسيتم تحديد موعد وسترون ذلك. وموضوع النقطة العالقة سيتولى البحث فيها معالي وزير الأشغال العامة والنقل، وهناك مرسوم أودع لدى الأمم المتحدة من قبل لبنان لن يتم المساس به، ولكن يجب مراعاة ظروف بعضنا وحكم الجيرة بين لبنان وسوريا".


ثم تحدث تزيونيس فأعرب عن سروره وافتخاره لاستقباله والوفد من قبل الرئيس عون، وقال: "اشكر الوفد اللبناني برئاسة الرئيس بو صعب على استضافة هذا الاجتماع المهم جداً، وبالنسبة لنا فإن لبنان هو بلد صديق ونعتبر أنفسنا في منزلنا خلال تواجدنا في ربوع هذا الوطن، وكان لنا نقاش ودي وبنّاء جداً حول الحدود والترسيم البحري. ستتواصل النقاشات، ونحن متفائلون جداً انه بعد انتهاء العمل التقني الذي سنواصله اليوم الجمعة، سنسوي كل مسائل الترسيم البحري، وهو امر ليس صعباً، والتوقيت مناسب جداً، وهذا ما يحتاجه بلدانا اللذان أطلقا العمل للتنقيب في البحر، ويحتاجان الى المزيد من الاستثمارات. وحالياً يحتاج لبنان الى هذا الأمر أكثر منا، ونأمل أن نتوصل الى اتفاقات جديدة من شأنها تسهيل التعاون بيننا بشكل اكبر. ليس هناك من مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلها بسهولة".

MISS 3