جورج الهاني

رياضةُ العام الجديد... هكذا ننشدُها

30 كانون الأول 2019

01 : 30

ونحنُ على مسافة يومَين فقط من حلول العام الجديد، تتكرّرُ الأمنياتُ والتمنّياتُ التي نحملها معنا من سنة الى أخرى، بعضُها يتحقّق والبعض الآخر ما زال ضمن التطلعات والأحلام، ويبقى لنا سلاحُ الرجاء والإيمان بأيامٍ أجمل وأفضل ملؤها الفرح والخير والنجاح على كافة الصعد، وكلٌّ بحسب مهنته واختصاصه.

ففي ما يتعلق بنا نحن الرياضيّين، من لاعبين وحكام ومدرّبين وإداريين ورجال صحافة وإعلام، يبقى أملنا أن تنهض الرياضة من كبوتها وتنفضُ عنها غبار الفساد والهدر والمحسوبيات، وأن يصل الى سدّة المسؤولية في كافة الإتحادات والأندية والجمعيّات أشخاصٌ أكفّاء نزهاء لهم بصماتهم الطيّبة والواضحة في الوسط الرياضي، ويكونون ممّن أغنوا ألعابهم الجماعية والفردية، وعانوا وضحّوا في سبيل تقدّمها وانتشارها، على رغم كلّ المحن والويلات التي مرّت على وطننا وأدّت الى تقهقر الرياضة وتراجعها بشكل سريع ومُخيف.

وإذا ما سُئلنا بدورنا اليوم عن تمنّياتنا في العام الجديد، فلن يتأخر جوابنا ولن نتردّد بالقول إنّنا ننشد التغيير الجذريّ في التعاطي بالشأن الرياضي في الذهنية كما في أسلوب التعامل مع الآخرين، فلا نرى إتحاداً أو نادياً "بسمنة" وآخر "بزيت"، أو يُحسبُ إداريٌّ على هذه الجهة أو لاعبٌ على تلك، أو تُفتحُ حنفيةُ الدعم وتُغدَقُ المساعداتُ المالية على صناديق معيّنة يرتبط أصحابها بعلاقات أو صلات سياسية وحزبية ومناطقية وشخصية بمانحيها، فيما تُقفلُ على صناديقَ أخرى لا يعرفُ أصحابها الزحف أو التملّق أو الإنبطاح.

الرياضة الشريفة والنظيفة التي نحلم بها ونتوق إليها دائماً هي التي تكون بمتناول الجميع، فلا يكون هناك فضلٌ أو تمييزٌ بين رياضيّ وآخر إلا بمقدار كفاءته وجدارته ومهاراته الفنية وتضحياته في سبيل اللعبة التي يمارسُها ويرفع اسمها واسم وطنه عالياً من خلالها أينما حلّ في رحاب الكرة الأرضية الواسعة، أمّا من يدّعي البطولة أو النصر لمجرّد صلة قربى أو صداقة تجمعه بمسؤول رياضيّ رسميّ أو أهليّ، فآن الأوان لأن يرتاح في منزله ويفسح المجال أمام الأبطال الحقيقيين الواعدين أن يأخذوا دورهم في الملاعب والمحافل الكبرى، فلمثل هؤلاء صُنعت الألقابُ والإنجازات...


MISS 3