البحر المتوسط... مقبرة عالميّة للبلاستيك

02 : 00

قطع بلاستيكية تسبح في البحر

في الأعماق كما على الشواطئ أو في بطون السلاحف يغزو البلاستيك كل مكان في البحر الأبيض المتوسط الذي يُعتبر الأكثر تلوثاً بين بحار العالم، ولن تنفع عمليات التنظيف مهما تكثفت في لجم الكارثة ما لم يرافقها الحدّ بشكل كبير من النفايات على اليابسة.

في الأخدود الغائص في موناكو، اكتشف فريق علمي ما يشبه مكباً للنفايات على عمق كيلومترَين تحت الماء، حيث ترقد أكواب وعبوات بلاستيك، بينها حتى علبة ألبان من علامة تجارية اختفت عن الوجود قبل أكثر من عقدَين. ويوضح الباحث فرنسوا غالغاني، أن «95% من النفايات البلاستيكية في المياه تنتهي في عمق البحر».وتتعرّض منطقة الأبيض المتوسط التي تضم أبرز وجهات السياحة العالمية، لضغط بشري هائل، كما تستحوذ على ربع حركة الملاحة البحرية حول العالم. وقد وصل هذا البحر شبه المغلق إلى مستوى الإشباع، إذ حذّر الصندوق العالمي للطبيعة من أن مياه المتوسط تضمّ بين 5% و10% من إجمالي كميات البلاستيك العالمية. ويتسبب التلوث البلاستيكي سنوياً بنفوق مليون طير وأكثر من مئة ألف حيوان من الثدييات البحرية.

وأظهرت دراسات أولية أن بعض الأجناس البحرية تعاني ضعفاً أمام البلاستيك، بينها السلاحف التي يبتلع 80% منها أكياساً بلاستيكية، وشعب المرجان المروحي التي تُقطع فروعها جرّاء شباك الصيد المرمية، أو الأسماك الفانوسية الصغيرة التي تبتلع اللدائن الصغرية التي تطوف على سطح المياه.