محمد دهشة

أبو غزالة في الغازية يستعيد ذكرياته ويفتتح "محطة المعرفة" في ثانوية السفير

29 تشرين الأول 2022

21 : 37

برعاية الدكتور طلال أبو غزالة، افتتحت ثانوية السفير – الغازية ومجموعة طلال أبو غزالة العالمية "محطة المعرفة.. قاعة الحاج رضا خليفة" في مبنى الثانوية في بلدة الغازية – قضاء صيدا وذلك في احتفال حاشد أقيم في قاعة الاحتفالات في المدرسة، وتخلله تكريم الدكتور أبو غزالة من ثانوية السفير ومن قبل عائلة خليفة وأحفاد المرحوم الحاج رضا خليفة ومن بلدية الغازية التي منحته وأفراد عائلته المواطنة الفخرية في البلدة.


وتقدم حضور الحفل: النواب "الدكتور أسامة سعد وعلي عسيران والدكتور ميشال موسى"، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد سهيل حرب، الوزير السابق البرفسور محمد جواد خليفة، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الرائد حسين يونس، ممثل السيدة بهية الحريري الدكتور أسامة أرناؤوط، ورئيس بلدية الغازية احمد رمزي خليفة وأعضاء المجلس البلدي وحشد من المدعوين. وكان في استقبالهم مدير ثانوية السفير الدكتور سلطان ناصر الدين وطلال خليفة والمختار حسن خليفة والقنصل رضا خليفة.



وألقى كلمة عائلة المرحوم الحاج رضا خليفة حفيده الأستاذ طلال حسين خليفة الذي قال: "ولد طلال أبو غزالة في مدينة يافا في فسلطين عام 1938 من عائلة ميسورة، وبعد نكبة فلسطين عام 1948 توجه والده الحاج المرحوم توفيق أبو غزالة مع افراد أسرته الى لبنان، تاركاً وراءه أملاكه ومصالحه نتيجة التهجير القسري من العدو الصهيوني، وحل ضيفاً على الغازية في دارة صديقه المرحوم الحاج رضا خليفة لفترة من الزمن فأحب الغازية واحبته.. وبحسب ما حدثنا المرة السابقة الدكتور طلال فإن الحاج رضا كان دائماً يدعوه الى الجلوس بين كبار القوم والأهل الذين كانوا يزورون الدار لأخذ خبرة الحياة. جلس تحت الشجرة التي قبّلها منذ شهرين واعتبرها شجرة مقدسة وأخذ يفكر في طريقة يتحدى بها العدو الذي سلبه أرضه ورزقه ليثبت له أن الشعب الفلسطيني شعب لا يستسلم ولا يهزم. عمل بجد وتعب وسهر الليالي خلال نيله علومه المتوسطة والثانوية وبإصراره حصل على ما يريد من خلال نيله منحة جامعية كاملة من وكالة الأنروا لإكمال علومه الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت. ومن الجدير ذكره هنا انه في ذلك الوقت لم تكن وكالة الأنروا تلحظ إلا منحة واحدة في السنة تعطيها لأكفأ طالب يتقدم لها. وبعد تخرجه من الجامعة عام 1960 جاهد وعمل ووصل الى ما هو عليه وحقق حلمه بإنشاء هذه الإمبراطورية العلمية والفكرية".

وأضاف: "ولأنه من أصل طيب، ومن أهل الوفاء، ابدى الدكتور طلال أبو غزالة في جميع مقابلاته الإعلامية امتنانه الكبير لبلدة الغازية التي حضنته وخص بالشكر المرحوم الحاج رضا خليفة ، وقد ترجم هذا الامتنان اليوم عربون وفاء من خلال تجهيزه لقاعة مركز المعرفة التي نحن اليوم نلتقي برعايته لافتتاحها والتي اطلق عليها اسم "مركز الحاج رضا خليفة للمعرفة " في "ثانوية السفير" التي نكن لها كل محبة وامتنان لما بذلته من جهود حثيثة في ما وصلنا إليه اليوم بشخص مديرها الصديق العزيز الدكتور سلطان ناصر الدين" .

وختم خليفة بالقول: "دكتور طلال، لا يسعنا إلا أن نرحب بك مجدداً في بلدتك الغازية وأنت عميد المجتمع فيها من خلال قدومك اليها عام 1948 أطال الله بعمرك وجعلك منارة ثقافية للأجيال. طلال أبو غزالة... من يافا الى الغازية ومن الغازية الى العالم ومن العالم الى الغازية. دمت علماً من أعلام العلم والابتكار. عشتم عاش لبنان، عاشت فلسطين".

مدير ثانوية السفير الدكتور سلطان ناصر الدين كلمة قال فيها: "في يدي سراج، في السراج نضع زيتا، متى أشعلنا الزيت أضاء السراج فكان مصباحا زاهرا وكان النور.. من يمشي وفي يده المصباح يمشي مطمئناً واثقا... لا يتعثر وان تعثر حوّل تعثره الى زيت.. الى وقود.. من يمشي بإرادة وعزم وفي يده المصباح تكن عينه على الهدف وقلبه على الهدف وعقله على الهدف. ومن يمشي في الظلمة بغير مصباح يمشي مضطربا يتعثر، يتخلف، ومتى تعثر كثر تذمره... ومن يمشي في الظلمة بغير مصباح يمشي مشتت الفكر تائها. ودماغ الإنسان سراج، زيته المعرفة وعقل العاقل لا ينفك يرفد سراجه بزيت المعرفة.


وأضاف: "إننا في رسالتنا التربوية، نحمل سُرُج المعرفة ونحمل أجيالنا الناشئة سُرُج المعرفة وإيماننا أننا قادرون على الإنتاج قادرون على الإبداع وقادرون على الابتكار. طلال أبو غزالة في يوم افتتاح محطة المعرفة - مركز الحاج رضا خليفة في رحاب بلدتك الغازية نقول لك سراجك في مشكاة حب، السراج نور والحب نور والنور أنسان".





طلال أبو غزالة

ثم القى راعي الحفل والمشروع الدكتور طلال أبو غزالة كلمة استهلها باستحضار بعض من ذكرياته في الغازية فقال: "عندما جئت الى الغازية أول ذكرياتي الحب، تعلمت الحب وليس فقط الخلق والكرم وكل ما هو جميل من هذه المدينة وليست قرية هي اجمل مدينة في العالم. كان عمري 10 سنين ولما استضافنا الحاج رضا خليفة رحمه الله، والدي وأستاذ وراعي حياتي، كان البيت مطلاً على بيت ثان فيه صبية حلوة عمرها 10 سنوات، وكنا نتبادل النظرات والمحبة. وأتذكر كيف أن الحاج رضا خليفة في الأيام الأولى لهجرتنا أمر الدكاكين في البلدة أن لا يأخذوا من الحاج توفيق أبو غزالة (والدي) أية أموال عند شراء أي شيء وكان هو يتكفل بذلك. أعطانا البيت والطعام والمونة ولم نكن لاجئين بل كنا ضيوفاً في هذه المدينة العظيمة التي تعلمت فيها الخلق والعلم.. كان عمري 11 سنة والحاج رضا خليفة يرسل بطلبي لآتي وأجلس في الديوان عنده كل يوم، كأنه أراد أن يعلمني وكنت أجلس مع رجالات وقادة البلدة وأسمع حوارهم، فتعلمت ما لا يتعلمه الصغار، بل يتعلمه الكبار وكان لي مجلس علم وتربية وهذا أيضا شيء تعلمته أن الفكر هو أثمن شيء في الدنيا فكان اللقاء كله فكري، نبحث شؤون الدولة والعالم والاقتصاد والبلدة وتعلمت الكثير من هذه الجلسات".


وأضاف: "لا أحب أن أقول إلا أني مدين لكم لأنكم صنعتموني واستطعت يوما أن أقف على منصة الأمم المتحدة وأقول أنى فخور بأني نتاج الغازية. وكانت دائما رسالتي المعرفة. أنا الذي قدم مشروع حق الإنسان في الوصول الى المعرفة كأحد حقوق الإنسان، وطالبت بأن يكون في عصر المعرفة وثورة المعرفة ان يكون حق الوصول الى المعرفة من خلال ما يشبه هذه المراكز حقاً من حقوق كل إنسان، اشكر هذه المدينة العظيمة وقادتها، وطلال خليفة كان أسمه تيمنا بإسمي وليسمح لي - الحاج رضا خليفة أمر والد طلال بأن يسميه بهذا الاسم على اسم طلال أبو غزالة ولهذه الدرجة كانت محبة الحاج رضا لي. ودائما أقول عن لبنان هذا البلد جنوبه صاحب الفضل علي، وانا تعلمت في هذا الجنوب الخلق والكرم والضيافة والعلم وكل شيء".


أبو غزلة في الغازية يستعيد ذكرياته


وتابع: "اليوم نحن هنا لنؤدي الواجب وانا اتفقت ووقعت اتفاقاً مع دولة رئيس الوزراء على أن ننشئ برنامجاً شاملاً لكل لبنان لمحو الأمية الرقمية. الآن الأمية لم تعد أمية اللغة بل الأهم من أمية اللغة، الأمية الرقمية يجب أن تمحى ويجب أن يكون كل إنسان من رئيس الدولة الى أصغر مواطن يتقن تعليم اللغة وانا أقول لكم هذا الإنسان الذي انطلق من هذه القرية أنا الذي وضعت أسس المعرفة في الدنيا في الأمم المتحدة ترأست فريق الأمم المتحدة الذي وضع سياسات التكنولوجيا الرقمية والاتصالات سنة 2001".



وقال: "نحن أمة عظيمة، لسنا نحن نتبع العالم بل نحن نقود العالم ونعلمه ونحن مثلاً أكبر مؤسسة في الدنيا وفي الكرة الأرضية في موضوع حقوق الملكية الفكرية وحمايتها... وان شاء الله في زيارتي القادمة سأتحدث في ندوة بتنظيم من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمشرف على ترتيباتي أخي الدكتور ربيع بعلبكي وشكراً له".


من حفل افتتاح قاعة المعرفة


وأضاف: "لنعد ثقة أهل هذا الوطن بأنفسهم وبوطنهم، لبنان عظيم ولا أحد يقول إن وضعنا سيء، أنت في أحسن وضع، أنت في بلد فيه كل ثروات الدنيا. البلد الوحيد الذي يستطيع أن يزرع وينتج كل ما يحتاج.. لكن المهم أن يزرع في هذا البلد الذي فيه كل هذه العظمة والكفاءات والقيادات، لا يجب أن أجلس وأنتظر صندوق النقد ليتكرم عليّ بقرض ويأخذ عليه فوائد ولا احتاج لأن يرسم لي سياستي ونظامي! ليس هو من يرسم لي ولا يكون مستقبلي مربوط به".


وتابع: "لا ترسموا أحلامكم على النفط، ولا يأخذنا حلم النفط ويشغلنا عن واجباتنا في بناء بلدنا ووطننا، أنا أتحدى أي أحد يعطيني اتفاقية وقع عليها العدو والتزم بها. مع الفلسطيني وغير الفلسطيني، هذا عدو لا يحترم الاتفاقيات، وهذا موجود في قرآننا الكريم ولا يحتاج الى شهادة مني والتجارب تثبت ذلك".




h


وقال أبو غزالة: "يجب أن نشتغل ونبني هذا الوطن العظيم. ما هي الوصفة؟ عندما اسمع النشيد الوطني لا نحتاج لخبراء. فقط احتاج أن أطبق هذه الكلمات العشر في النشيد الوطني، تعطيك عزة النفس والثقة بالوطن وتعطيك الحافز على العمل وعلى العلم، علينا أن نبدأ بأنفسنا ولا ننتظر دعم الآخرين، وأقول إن التوقيع عمل جيد وعظيم ولكن شخصيا ليس لدي استعداد لقراءة الاتفاقية لأني لا أؤمن أن هناك اتفاقاً مع عدو غادر.. وأيضاً الصياغة ليست صياغتنا، لسنا نحن من كتبها.. أعرف أنى أخلق بذلك عداوات لكن العداوات بالحق نعمة والعداوات التي هاجمتني هي التي بنتني.. ان العقل والضمير والوطني يفرض أن لا ننتظر نتائج هذه الاتفاقية. راقب نتائجها واسع على نتائجها ولكن في نفس الوقت لا تظن أنك أنجزت وتجلس في البيت تنتظر أن تمطر دولارات".

وأكد أن في الأمم المتحدة هناك 13 منصباً رئاسياً، رأيت كيف يتم التعامل مع الدول وكيف يكون التعامل مع هذا العدو. كل تاريخ هذا العدو معنا كذب وخداع. فأرجوكم ومن له كلمة أن يقول لا يجب أن نبني كل مستقبلنا على ما سيأتينا وأننا أصبحنا دولة نفطية.. لم يصبح بعد دولة نفطية ولم يبدأ الحفر ولا التنقيب حتى الآن وهذا سيستغرق سنوات وحتى لو حفرت أو حاولت أن تحفر سيخلق لك العدو عشرين عقدة وعقبة. حرام أن نظلم أنفسنا بأن نثق بمن لا يستحق الثقة وهذه تجربتي 85 سنة تعلمت فيها الكثير عن هذا العالم وعن هذه المجموعة من البشر. علينا ان نعمل لبنائنا الذاتي ونحن قادرون وهذا البلد يستطيع ان يقود العالم بإرادة كل واحد، كل إنسان يستطيع ان يكون له دور في بناء هذا الوطن العظيم، شكراً لكم".


بعد ذلك جرى تكريم الدكتور أبو غزالة من عائلة آل خليفة بدرع تكريمية قدمها له الوزير السابق البرفسور محمد جواد خليفة، وبلوحة فنية لشخص الدكتور أبو غزالة قدمها له ديوان الحاج رضا خليفة وسلمه إياها الأستاذ طلال حسين خليفة بمشاركة المهندس حسن خليفة، فيما سلمه الطالب حسن علي خازم لوحة مكتوبة لمشهدية "رجع بخيالي العمر"، وسلم الدكتور ربيع بعلبكي والأستاذة سوسن عنيسي الى الدكتور أبو غزالة " نشيد مجموعة طلال أبو غزالة".


ثم تلا الدكتور ناصر الدين قراراً صادراً عن المجلس البلدي في الغازية بتاريخ 20 /10/2022 يقضي بمنح الدكتور أبو غزالة وأفراد أسرته شهادة مواطنين فخريين، وسلمه الشهادة رئيس البلدية احمد رمزي خليفة بعد ذلك قام أبو غزالة بمشاركة طلال خليفة وناصر الدين محطة المعرفة - مركز الحاج رضا خليفة في ثانوية السفير وجالوا والحضور في أرجاء المركز.



MISS 3