محمد دهشة

خطة "حراك صيدا" تتدحرج على فروع المصارف... "نريد حقوقنا المشروعة"

4 كانون الثاني 2020

02 : 00

دخل "الحراك الشعبي" في صيدا يومه التاسع والسبعين، وقد تماهى بنشاطاته الاحتجاجية عن بعض المناطق التي رفعت وتيرة تصعيدها بإقفال الطرق بالاطارات المشتعلة والعوائق الحديدية، مع المؤشرات الايجابية التي تحدثت عن ولادة قريبة للحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف حسان دياب، وبعد تذليل العقبات التي حالت دون اعلانها سابقا.

وعزت مصادر لـ "نداء الوطن" الاسباب الى ان هذه التحركات الاحتجاجية يقودها تيار "المستقبل"، لذلك هي غير معنية بها "لا من قريب ولا بعيد"، لان شعارها المرفوع الاعتراض على إقصاء رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، بينما هناك اتخذ الحراك قرارا واضحا بعدم اقفال الطرقات من جهة، والتنسق مع باقي ممثلي "ساحات الحراك" في المناطق، من أجل تحقيق الاهداف التي اعلنت منذ اندلاع شرارة الحراك في 17 تشرين الاول وأبرزها: استقالة الحكومة (وقد تحقق)، تشكيل حكومة انقاذ، وقف الهدر، محاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة وما زالت قيد التحقيق من جهة أخرى".

دفع بالحوار

مقابل هذا التماهي، ركز "الحراك الشعبي" نشاطاته الاحتجاجية على المصارف بشكل لافت، وفق "خطة سلمية متدحرجة" تنتقل من مصرف الى آخر، بهدف الضغط على إدارته لصرف ما يستحقه المودعون من أموال لسحوباتهم الأسبوعية أو الشهرية بعد تسويف ومماطلة بذريعة عدم وجود أموال نقدية، وقد تمكن "المحتجون" من الدخول الى فرع "بنك بيروت والبلاد العربية"، بهدف المطالبة بحقوق أربعة شابات لقبض رواتبهن الشهرية بالدولار الاميركي بعد تمنع ادارة الفرع عن صرفها، وقد جرى نقاش طويل وحوار لم يخلُ من تلاسن مع عدد من الموظفين الى ان تدخل مدير الفرع، وخلص الى التمكن من سحب 1600 دولار اميركي، موزعة على الفتيات الاربع بمعدل 400 دولار لكل واحدة منهن، وذلك بعد تلاسن.

وقالت المربية ايمان حنينة لـ "نداء الوطن"، ان المحتجين اتخذوا قرارا بتركيز تحركاتهم الاحتجاجية على فروع المصارف في المدينة، لانها الخطوة الصحيحة اليوم، لاستعادة حقوقنا المشروعة من الودائع المالية والرواتب الشهرية، في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة والغلاء وإرتفاع الأسعار والتلاعب بسعر صرف الدولار الاميركي الذي بدأ قبل اندلاع الحراك وليس بعده"، موضحة "كنا ندخل الى الفروع بطريقة سلمية وحضارية ونحاور الموظفين ومدير الفرع، غير انه للأسف بعض الموظفين حاولوا افتعال اشكالات لقطع الطريق على تحصيل أموالنا، على ان الخطير ما ابلغنا به بضرورة الاعتصام امام ادارات المصارف المركزية في بيروت التي تملك القرار بينما مدراء الفروع ليس لديهم اي صلاحيات".

دخول بالقوة

ودخول "المحتجين" الى فرع "بنك بيروت والبلاد العربية"، ليس الاول، اذ سبقه دخولهم الى "بنك الاعتماد اللبناني"، استنكارا للفساد في القطاع المصرفي، الأمر الذي أدى الى وقوع إشكال مع القوى الأمنية، اسفر عن اصابة عدد من الجرحى جراء التدافع وحالة الهرج والمرج التي سادت المكان، فجرى نقل أحدهم إلى مستشفى الهمشري لتلقي العلاج، بينما عولج آخرون ميدانياً.

وعلى اثر الاشكال، عاود بعض المحتجين تحركهم باتجاه المصرف، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية عند مدخله، لكن هذه المرة تمكنوا من الدخول الى مكتب مدير الفرع، محتجين على عدم تمكن ثلاثة زبائن من سحب مبالغ مالية بالدولار الأميركي من الصراف الآلي العائد للبنك، ومطلقين هتاف "يسقط حكم المصرف"، وافترش بعضهم "كونتوار" الزبائن وطاولة مدير الفرع، ما اضطره الى تلبية طلبهم وصرف المبالغ التي اراد سحبها الزبائن الثلاثة وقيمتها الاجمالية 3000 دولار، في وقت تمكن فيه موظفو وكالة الاونروا" من قبض رواتبهم بالدولار الاميركي من فرع المصرف، بعد اتفاق مسبق بين ادارتي "الاونروا" و"المصرف"، بحيث يتمكن الموظفون من سحب 500 دولار اميركي يوميا عبر "الصراف الآلي" بعد تزويدهم ببطاقات خاصة، غير ان هؤلاء شكوا من قلة السيولة المالية، وقد بررت الادارة ان السبب يعود الى اقفال الطريق الساحلية بين بيروت وصيدا في منطقة "الجية"، وعدم قدرة الشركة الخاصة بنقل الاموال من الوصول الى المكان.

ولم يقتصر الاعتراض على هذين المصرفين، بل انتقل المحتجون الى فروع مصارف أخرى في المدينة، مواصلين تحركهم الاحتجاجي على اجراءات اداراتها، حيث تمكن بعض المودعين من سحب اموالهم بعيدا من حجج الادارة.

هذا وغرد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد على تويتر قائلاُ: "ليست خبط عشواء تصيب وتخطئ أو فيديوات غضب.. الثورة أهداف ومبادئ وعمل منظم.. هي المنبثقة من إرادة شعب ضد سلطة جائرة ومفاهيم بائدة.. الثورة تضرب حيث القرار، في عقل السلطة ومراكز أعصابها.. للغضب فورات تتلاشى، وللثورة مواقيت مع النصر لا بد آتية..." وأرفقها بصورة من الانتفاضة الشعبية.


MISS 3