واشنطن تبني مطاراً عسكريّاً مهمّاً في الأنبار

قوّات أميركيّة "تتدفّق" إلى الشرق الأوسط

11 : 25

من المتوقع أن يرتفع عدد القوّات الأميركيّة في المنطقة إلى أكثر من 80 ألف جندي (أرشيف)

بالتزامن مع تزايد التوترات الجيوسياسيّة في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد مقتل قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، "تتدفّق" القوّات الأميركيّة التي يُرسلها البنتاغون إلى المنطقة لتعزيز قوّة الردع الأميركيّة تجاه الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة والتنظيمات المسلّحة التي تدور في فلكها.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد القوّات الأميركيّة في المنطقة إلى أكثر من 80 ألف جندي، يُمثلون مختلف القوّات الجوّية والبحريّة، بمعدّات عسكريّة متطوّرة ومتعدّدة ومتنوّعة. وتتضمّن الخطط التي حدّدها البنتاغون الإثنين إرسال حوالى 200 من أعضاء فريق القتال التابع للواء 173 المحمول جوّاً، والمتمركز في فيتشنزا بإيطاليا، إلى الشرق الأوسط. وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع بأنّ بعض هذه القوّات ستتركّز مهامها في رفع حصانة السفارة الأميركيّة في بيروت.وسينضمّ هؤلاء إلى أكثر من 10 آلاف من القوّات الأميركيّة التي تمّ نقلها بالفعل إلى المنطقة أو وضعت في حال تأهّب منذ مقتل سليماني الجمعة الماضي. ومن بينهم نحو 5000 من مشاة البحريّة والجنود المتوجّهين إلى المنطقة على متن البارجة البحريّة "يو أس أس باتان"، ومجموعتها الجاهزة التي تضمّ وحدة المشاة البحريّة السادسة والعشرين. وقرّرت وزارة الدفاع الأميركيّة تغيير وجهة البارجة الحربيّة من المغرب إلى الشرق الأوسط، إذ كان من المقرّر أن تُشارك في مناورات مشتركة مع القوّات المغربيّة، ضمن عمليّة "أسد البحر" الأفريقيّة.

وعزّز الجيش الأميركي حمايته لقوّاته باتخاذ تدابير واجراءات أمنيّة مشدّدة، خصوصاً في العراق. ولفت مسؤولون إلى أن عدداً من جنود الكتيبة 82 المحمولة جوّاً انتقلوا من الكويت إلى العراق لتعزيز تأمين الأميركيين هناك. كما أوقف الجيش الأميركي تدريب القوّات العراقيّة، مركّزاً بدلاً من ذلك على حماية عناصره هناك.وكشفت وزارة الدفاع الأميركيّة أيضاً أنّها تعتزم إرسال قاذفات "بي 52" والمزيد من القوّات إلى المنطقة. وأوضح مسؤولون أميركيّون أن مئات من الأفراد العسكريين سيكونون جزءاً من سرب قاذفات "بي 52".وفي السياق، كشف مصدر أمني في محافظة الأنبار العراقيّة، عزم القوّات الأميركيّة إنشاء مطار دولي عملاق بمواصفات عالميّة لقاذفات "بي 52" العملاقة، داخل مجمّع قاعدة "عين الأسد" الجوّية غربي المحافظة، مشيراً إلى أن القوّات الأميركيّة المتمركزة داخل المجمّع تقوم بعمليّات توسيع للمطار من جهة "ناحية كبيسة".وأوضح أنّه في حال أُنشئ هذا المطار، فإنّه سيكون "من أهمّ المطارات في العالم"، كونه مخصّصاً لقاذفات "بي 52"، كالمطار الموجود في بريطانيا. ولفت المصدر إلى أن القوّات الأميركيّة وضعت سياجاً على المساحة المختارة وفرضت إجراءات احترازيّة تمهيداً للمباشرة بالعمل بإنشاء المطار في غضون الفترة المقبلة.توازياً، صرّح مصدر حكومي فرنسي لم يشأ كشف هويّته لوكالة "فرانس برس" بأنّ باريس "لا تعتزم" سحب جنودها المنتشرين حاليّاً في العراق، فيما كتبت وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي على "تويتر": "بعد الأحداث التي وقعت في بغداد، عزّزنا منذ الجمعة الفائت مستوى حماية عسكريينا الفرنسيين المنتشرين في العراق. تمّ القيام بكلّ شيء لضمان أمنهم"، مضيفةً: "الأولويّة اليوم هي كما كانت بالأمس وينبغي أن تكون أولويّة الغد: مكافحة داعش". ورأت أن "تهدئة التوترات في العراق والمنطقة أمر لا غنى عنه"، معتبرةً أنّه "يجب أن يتمكّن التحالف الدولي ضدّ "داعش" من مواصلة مهمّته"، بينما أعلن الجيش الألماني سحب قسم من جنوده المنتشرين حاليّاً في العراق، ونقلهم إلى الأردن والكويت.

كما ذكر وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن المملكة المتحدة ستسحب قوّاتها من العراق في حال طلبت بغداد منها ذلك. وقال في كلمة أمام مجلس العموم البريطاني: "نُحاول إقناعهم بأنّ بقاءنا يصبّ في مصلحتهم، لكنّنا سنحترم سيادة العراق"، مضيفاً: "في حال طلبوا منّا المغادرة، فهذا من حقهم ونحن سنحترمه".من ناحيته، أعلن "حلف شمال الأطلسي" سحباً موَقتاً لقسم من عناصره في العراق، بعد تعليق مهمّته في تدريب القوّات العراقيّة، عقب التوتر الشديد بين واشنطن وطهران. وقال مسؤول في الحلف في بيان: "نتّخذ كافة الاجراءات الضروريّة لحماية موظّفينا، ويشمل ذلك إعادة تمركز موَقت لقسم من موظّفينا في مختلف المناطق داخل العراق وخارجه"، مؤكّداً في الوقت عينه أن الحلف "يُبقي مع ذلك وجوداً في العراق".إلى ذلك، جدّد موقع الإدارة البحريّة الأميركيّة الإلكتروني التحذير من تهديدات للسفن التجاريّة الأميركيّة من جانب إيران ووكلائها في الخليج والمنطقة المحيطة. ولا يختلف التحذير الساري منذ الإثنين وحتّى 13 من كانون الثاني، كثيراً عن التحذير الأوّل الذي صدر يوم الجمعة. وجاء في التحذيرين: "لا يزال هناك احتمال بحدوث عمل إيراني ضدّ الأصول البحريّة الأميركيّة في المنطقة، في وقت قال قائد سلاح البحريّة التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني علي تنكسيري: "نحن من یُحدّد زمن الانتقام وجغرافيّته لدماء قاسم سليماني وليس أعداؤنا"، مضيفاً: "رسالتنا لهم هي مغادرة المنطقة قبل الثأر منهم بشدّة".

وأكد تنكسيري أن "القوّة البحریّة للحرس الثوري علی أهبّة الاستعداد لتنفیذ توجیهات القيادة". وتابع: "نحن مستعدّون في البحار والجزر وسنزید من جاهزیّتنا في ظلّ الظروف التي تعیشها المنطقة علی خلفیّة مقتل سلیماني".


MISS 3