المواجهة مع الحزب سياسية... جعجع: قضيتنا متعلّقة بموقف 18 نائباً

13 : 12

أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن المواجهة مع حزب الله هي بالسياسة، ودعاه الى التخلي عن مشروعه وايديولوجيته. واختصر جعجع مواصفات رئيس الجمهورية العتيد بالـ "الانقاذ"، محذراً من أن انتخاب رئيس من فريق الحزب هو تمديد للازمة وتعميق لها. ورفض معادلة رئيس جمهورية قريب من "حزب الله" ورئيس حكومة قريب من الفريق الآخر.


وسُئِل جعجع: "من العام 2016 حين دعمتم ميشال عون الى 2022 مع دعم ميشال معوض.. هل تحوّل سمير جعجع الى صانع الرؤساء بدلاً من أن يكون المرشح الطبيعي لرئاسة الجمهورية؟"

فأجاب: "في كل مرحلة من المراحل أحاول القيام بما هو الأفضل للبلد أو أحياناً ما هو الأقل سوءاً له"، شارحاً أنه حين يخرج الشخص من اللعبة يتجنب الخطأ أو البقاء "محشوراً في الزاوية"، وبالتالي لا يتنازل عن مبادئه، لكن في الوقت نفسه يقدم الأفضل للمصلحة العامّة.


وفي تعليقه على الترويج لمعادلة رئيس جمهورية قريب من "حزب الله" ورئيس حكومة قريب من الفريق الخصم للحزب، بما يشبه تكرار تجربة الرئيسين ميشال عون – سعد الحريري، أوضح جعجع أن "فريق حزب الله وفريقنا يشكلان خطين متوازيين لا يلتقيان حتى إشعار آخر". وأمل في أن "يُقدم حزب الله غداً على تغيير مشروعه السياسي ويتخلى عن ايديولوجيته فعندها نلتقي خلال خمس دقائق، أما كما هي الأمور راهناً، فهناك مشروعان سياسيان متناقضان تماماً".


وشدد جعجع على أن "مشروع حزب الله وحلفائه أخذ لبنان الى المكان الذي نحن فيه راهناً وبالتالي المساومات بهذا الخصوص تعد نوعاً من التواطؤ لإبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه، لذلك - وبعيداً عن تصنيفات 14 آذار أو 8 آذار- نؤيد وصول رئيس للجمهورية قادر على خوض عملية الإنقاذ المطلوبة ومع رئيس حكومة قادر على خوضها ايضاً وبالتالي حكومة في الاتجاه عينه".


وكرّر جعجع أن "المطلوب اليوم "رئيس انقاذ" لأننا في وضعية استثنائية جداً تحتاج الى انقاذ سريع وعاجل، ولا بد من اختيار رئيس جمهورية ورئيس حكومة على هذا الاساس، فلا يمكن أن يكون رئيس الجمهورية على أساس ورئيس الحكومة على أساس مختلف".


من جهة أخرى، ورداً على سؤال، حول تمسّك حزب الله برئيس من صفوفه على رغم ترسانة الأسلحة التي يملكها؟ وهل هذا دليل ضعف، وخشية من المواقع الدستورية التي لا تخضع لشروطه؟ قال جعجع: "هذه نقطة اساسية وحيوية، فمنذ ثلاثين سنة ولغاية اليوم، الممارسات الخاطئة التي قام بها الكثير من النخب السياسية التي تولت المواقع الشرعية، جعلت الناس تفقد تقديرها لهذه المواقع، في حين ان حزب الله يدرك تلك القيمة".


واضاف: "مخطئ من يعتقد ان حزب الله بما أنّه مسلح يجب ان تكون المعركة او المواجهة معه بالسلاح، بل على العكس المواجهة مع الحزب هي سياسية وبالسياسة فقط، لذلك نجد راهنا ان حزب الله ترك كل شيء وتفرّغ لخوض المعركة السياسية في لبنان".


وتابع: "حين تستقيم المواقع الشرعية في لبنان ويستقيم من يستلمها ويتحمل مسؤولياته كمسؤول شرعي، يبدأ الحل لكل أزمات لبنان".


انطلاقاً من هذه المقاربة، أكد جعجع أن "حزب الله يعطي الأهمّية للرئاسة، وهذا ما يؤكد نظرياً بأن المعركة مع الحزب ليست عسكرية بل هي سياسية بامتياز، والأهم أن يشد السياسيون "حالهم"، كي تكون هذه المعركة بالأشخاص المناسبين الذين يستطيعون مواجهة الوضع القائم، وإلا فستبقى الأمور على ما هي عليه".


وحذّر قائلاً: "إذا –لا سمح الله- تمكن حزب الله من الإتيان برئيس حسب مواصفاته فهذا يعني بكل بساطة تمديد وتعميق الأزمة الحالية أكثر فأكثر".


على صعيد آخر، سئل عن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى مؤتمر دولي بشأن لبنان، والذي جاء الرّد عليه على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالتمسك بالحل السيادي (كما يسميه) والذي يمرّ بالمجلس النيابي لا غير؟ فأجاب جعجع: "على سبيل المثال، النمسا وهي دولة محايدة بامتياز، هي اهم دولة في ممارسة سيادتها على ارضها، في المقابل نجد ان الشعب الاوكراني يؤكد على سيادته لحظة بلحظة، لكنه دخل في توليفة دولية لم يسبق لها مثيل، كي يدافع عن نفسه ويحرر بلاده ويكون لديه سيادة كاملة. وبالتالي السيادة شيء والاستعانة بالدول الصديقة شيء آخر مختلف تماماً".


وسئل: "هل انتخاب رئيس جمهورية بعد هذا القعر الذي وصلنا إليه يشكّل مقدّمة لإنهاء الأزمة اللّبنانيّة، أم أنّ قدر الشعب أصبح العيش مع هذه الأزمة بفصولها المفتوحة على الأسوأ دائماً؟".


فأوضح جعجع : "لو أن رئيس الجمهورية لا يتمتّع بما يكفي من الصلاحيات، على قدر ما أعطاه إيّاها الدستور الحالي واتفاق الطائف لتغيير الوضع، لما كان "حزب اللّه" يعطي هذه الأهميّة لانتخاب رئيس جديد، الى حدّ الاختلاف مع حلفائه. وبالتالي نعم، الرئيس يتمتّع بموقع محوري وأساسي جدًّا لحسن سير العملية السياسية بلبنان بمعناها الوطني الكبير".


وتابع: "المهم أن نعلم بهذا، والأهم أن يعلم النواب المعنيون أن المسؤوليّة تقع عليهم في الوقت الحاضر لانتخاب رئيس- في أسرع وقت- قادر على انتشال لبنان من وضعه الحالي، وليس رئيس تسوية".


وعن موقف "القوات" من الإجتماعات النيابية "المعارضة" كالتي حصلت أمس، لفت جعجع الى أن "أي اجتماع يحصل بين مكونَيْن أو أكثر من أفرقاء المعارضة يكون فيه خير، شرط ألّا يتم تعجيز المناقشات بين بعضهم لنصل إلى القرار المطلوب فيما يتعلّق برئاسة الجمهورية، لأنّه حتى الآن، مضى أكثر من أسبوعين على الفراغ الرئاسي. ولا يعتقد أحد أن الأمل مفقود، ولا إمكانيّة، فكثر يعتقدون أن قضيتنا متعلّقة بالقوى الخارجيّة، وهو أمر خاطئ".


وخلص جعجع الى القول: "ببساطة، قضيتنا متعلّقة بموقف يتّخذه 15 إلى 18 نائباً في المجلس النيابي، حتى الأمس، استطاع النائب ميشال معوض الحصول على 49 صوتًا أي أنّه على بعد خطوات بسيطة من حصد 65 صوتًا، فبغض النظر عن كلّ ما يقال حول النصاب، مع هذا العدد من الأصوات لا يستطيع أحد أن يعطّل النصاب كما يحصل في الوقت الحاضر"ط.


وختم: "سبب هذا التعطيل "الوقح" هو غموض الصورة من الطرف الآخر، لذا فحوى الحديث هو أن خلاص لبنان يتعلّق بموقف النواب الذين لم يتخذوا موقفهم بعد، أو يحرقون أسماء سدًى، غدًا يمكننا البدء بعمليّة الإنقاذ من خلال اتفاقنا على مرشح واحد، وإلّا فإن هؤلاء وإذا استمرّوا هكذا، فهم يساعدون "حزب الله" وحلفاءه بالتعطيل الحالي حتى تمكينهم- لا سمح الله- بالإتيان برئيس لهم من جديد".

MISS 3