مشاورات ولقاءات مكثّفة للتوصّل إلى حلّ

حفتر يؤكد استمرار العمليّات العسكريّة في ليبيا

12 : 25

المشير حفتر (أرشيف)

رحّب قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، مساء أمس، بالدعوة التي وجّهتها موسكو وأنقرة الأربعاء لوقف إطلاق النار، لكنّه أكد استمرار العمليّات العسكريّة ضدّ القوّات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.وبحسب بيان صادر عن المتحدّث باسمه أحمد المسماري، أعلن المشير حفتر "استمرار جهود القوّات المسلّحة في حربها على المجموعات الإرهابيّة المصنّفة بقرارات من مجلس الأمن الدولي، التي ثبت عبر التجربة أنّه لا سبيل لإقامة الدولة المدنيّة إلّا بالقضاء التام عليها، بحيث أن هذه المجموعات قد استولت على العاصمة طرابلس وتتلقى الدعم من بعض الدول والحكومات".ورحّب حفتر في بيانه بمبادرة بوتين "الرامية إلى إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في ليبيا"، بينما اتهم "بعض الدول والحكومات" بتزويد القوّات المتمركزة في طرابلس "بمعدّات عسكريّة وذخائر أسلحة مختلفة، هذا فضلاً عن الطائرات الهجوميّة المسيّرة، بالإضافة أيضاً إلى أن هذه الدول والحكومات تقوم بنقل أعداد كبيرة من الإرهابيين من كافة أنحاء العالم للقتال ضدّ القوّات المسلّحة والشعب الليبي". ويُشير حفتر بذلك إلى تركيا، التي يتّهمها بإرسال مرتزقة سوريين موالين لها للقتال في ليبيا.

في غضون ذلك، رأى وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان من تونس بالأمس أن التصعيد في ليبيا يُهدّد استقرار المنطقة بكاملها من المغرب العربي إلى الساحل، داعياً إلى حوار ليبي داخلي للخروج من الأزمة، وذلك عقب لقائه الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال زيارة إلى تونس تستمرّ يومَيْن. واعتبر لودريان أن الاتفاق بين حكومة الوفاق الليبيّة برئاسة السراج وتركيا "يتعمّد الابتعاد عن القانون الدولي ويزيد من تعميق الأزمة في ليبيا"، لافتاً إلى أن الحلّ للخروج من الأزمة "يفرض حواراً ليبيّاً داخليّاً ومساراً سياسيّاً يجمع الأطراف الإقليميّة، خصوصاً جيران ليبيا".

وأوضح أن مؤتمر برلين هو محاولة لتحديد عناصر الخروج من الأزمة الليبيّة. كما دعا إلى دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة لايجاد حلّ سلمي يُنهي الصراع القائم.

من جانبه، شدّد الرئيس التونسي على موقف بلاده الداعي إلى "احترام الشرعيّة الدوليّة"، وفقاً لبيان الرئاسة، وذكّر سعيّد بالمبادرة التي قام بها وجمع فيها ممثلين عن القبائل الليبيّة.

تزامناً، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير الخارجيّة الايطالي لويجي دي مايو، خلال زيارة مخصّصة للتباحث في شأن الأزمة الليبيّة. كما حلّ في الجزائر وزير الخارجيّة المصري سامح شكري، في زيارة رسميّة، بحيث استقبله الرئيس تبون، الذي تسلّم منه رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحسب التلفزيون الجزائري.وكان الوزير الإيطالي الذي وصل إلى العاصمة الجزائريّة مساء الأربعاء، تحادث في الصباح مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم حول "الوضع في ليبيا، الذي يبذل البلدان في شأنه جهوداً ديبلوماسيّة مكثّفة بهدف التوصّل إلى تسوية سياسيّة". وأكد دي مايو خلال تصريح صحافي أنّ "الوقت حان لجمع كلّ الدول وجميع الأشخاص حول طاولة واحدة وإيجاد حلّ يضمن السلم في هذه المنطقة".وأضاف الوزير الإيطالي، الذي سبق أن زار اسطنبول وبروكسل والقاهرة في إطار مساع ديبلوماسيّة لحلّ الأزمة، أنّ "الجميع متّفق على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا"، في وقت تحادث وزير الخارجيّة المصري سامح شكري مع نظيره الجزائري في شأن "الأوضاع الإقليميّة، وبخاصة مستجدّات الوضع في ليبيا والجهود المبذولة لحلحلة هذه الأزمة"، وفق وكالة الأنباء الجزائريّة. ثمّ التقى شكري الرئيس عبد المجيد تبون، بحيث تمّ التطرّق للأزمة الليبيّة و"اهتمام البلدَيْن للتوصّل إلى حلّ سياسي يُعفي الشعب الليبي من الصراع". وقال شكري عقب اللقاء: "تحدّثنا عن أهمّية العمل المشترك بين البلدَيْن لاحتضان ورعاية الأشقاء الليبيين وعدم قبول أي نوع من أنواع التدخّل الخارجي" في هذا البلد، مع "التأكيد على عدم قبول أي نوع من أنواع التواجد العسكري الأجنبي في الأراضي الليبيّة". وتشهد الجزائر منذ أيّام نشاطاً ديبلوماسيّاً كثيفاً من أجل إيجاد حلّ سلمي لأزمة ليبيا، التي تتقاسم مع الجزائر حدوداً تمتدّ لنحو ألف كلم.


MISS 3