خلال إطلاق حركة ''التجدد للوطن'' وثيقتها التأسيسية

العبسي: على المعنيّين الإسراع بانتخاب رئيس لتحقيق الاستقرار

15 : 53

أطلقت اليوم حركة ''التجدد للوطن'' وثيقتها التأسيسية في مؤتمر تشاركي بعنوان ''الروم الكاثوليك، من ريادة التأسيس الى هواجس المصير''، بحضور بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، المطارنة: ادوار ضاهر، ايلي حداد، جورج بقعوني، جورج اسكندر وكيرلس بسترس، النواب: ميشال موسى، جورج عقيص، ملحم الرياشي وغادة ايوب، الوزير السابق الان حكيم، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، رئيس بلدية زحلة اسعد زغيب، رئيس بلدية القاع بشير مطر، رئيس بلدية المختارة روجيه العشي وشخصيات واعضاء حركة التجدد.



بعد النشيد الوطني، كلمة ترحيب من الاعلامي بسام أبو زید الذي اعتبر أن "التحرك هذا محاولة للتجدد في التعاطي مع القضايا الوطنية والاجتماعية، وهو ليس محاولة لأخذ دور أحد، ما نريده ونسعى إليه هو أن تتكامل كل الجهود وأن نشكل قوة ضغط في داخل الطائفة وخارجها عاملين على أن تكون لدينا كلمة وازنة ومحسوبة من أجل ألا يبقى اي تهميش يمارس بحقنا".



ثم كانت كـلـمــة للعـبـسي قال فيها: "لقد اخترتم عنوانًا هو "التجدّد للوطن". التجدّد غير التجديد. التجدّد يعني أن يبدأ الجديد الذي نبغيه فينا، أن نبدأ فنجدّد نحن أنفسنا قبل أن نجدّد الآخرين، حتّى الوطن، أو أن نطلب منهم أن يتجدّدوا. هذا ما جئنا نَبغيه وهو محور لقاء اليوم. هذه هي نقطة الارتكاز التي أردتم أن تبنوا عليها. أن نجدّد ذهنيّتنا، عقليّتنا، مفاهيمنا، أنماط تفكيرنا وعملنا. ذلك لا يكون إلاّ بأن نتخلّى عن أنماط وكليشيهات كانت صالحة ومفيدة في الماضي بيد أنّها ما عادت تصلح وتفيد في أيّامنا".


وتابع: "ما نحن قائمون به الآن مسؤوليّة كبيرة وجسيمة يجب أن ندرك مداها وقيمتها معًا. لا يكفي أن نفرّغ هنا ما بجعبتنا، ما في قلبنا وفكرنا، ونمشي. يجب أن نعمّر وننهض، أن نرى ما هو الجديد الذي نسعى إليه وأن نصنع هذا الجديد وأن نتابع صنعه كلّ يوم. علينا أن نجابه ونتخطّى كلّ الصعوبات والعقبات لأنّنا أبناء الرجاء".


واضاف: "نحن ننهض بجميع أبنائنا من دون استثناء، فلا يتنصّل أحد من المسؤوليّة ولا يحتكر أحد المسؤوليّة: لا انكفاء ولا إقصاء. من هذه القناعة، بل من هذه العقيدة، نرى ان ما يجري اليوم في لبنان وفي المنطقة من اضطرابات من شأنها أن تزرع الخوف واليأس في النفوس وتُفضي خصوصا إلى هجرة الشباب، من ناحية، وإلى انفصال المسؤولين عن حياة الناس اليوميّة المعيشيّة بنوع خاصّ، من ناحية أخرى. إنّ قيام السلطة هو أساس قيام الأوطان. لذلك على المعنيّين جميعا أن يسرعوا في انتخاب رئيس الجمهوريّة".



ثم أطلق عربيد وثـیـقـة "التجدد للوطن" بكلمة جاء فيها: "نحنُ حركة التجدد للوطن، لبنانيون وطنيون، نضع انتماءنا للوطن في أعلى هرم قيَمنا، ونصبو إلى استنهاض دورنا بالعمل التشاركي، وإلى استعادة مبادرتنا في السياسة والإقتصاد والالتزام بلبنانيتنا وبانتمائنا إلى دولة المواطنة في بلدنا.

حركتنا يجمعها الهمُّ الوطني وإعادةُ بناء مؤسسات الدولة على قاعدة العدالة، التي تحمي جميع المكونات المتنوعة والغنية في عمقها الديني، المناطقي، الاقتصادي والاجتماعي... والارتقاء بإصلاح الحياة العامة، ومواكَبَة الحداثة، واستعادة لبنان الرسالة بقيمه ومعناه الحضاري ودوره التاريخي والثقافي."

واضاف: "نحن متوجّسون من هجرة الأدمغة والكَفاءات، مما يهدد مستقبلنا ويحرم لبنان من نخبة شبابه الواعد، لذلك نحن متَّحِدون لتَحقيق دولة العدالة وتكافؤ الفرص، ما يجعل من اللبنانيين يحظون بحقَّهم في حماية دولتهم حصراً، وإعادة استقطاب الموارد البشرية من أبناء الطائفة".


وتابع: "لذلك، تحرّكنا كلبنانيين مدركين لموقعنا، وكجماعةٍ تنطلق من انتمائها الروحي الغني، لتقديم نموذج مختلف وبنّاء في خدمة الوطن. يميّزنا التفاعل الإيجابي في مساحة المواطنة الجامعة. نحن كحركة تجددٍ للوطن ننشط في الاتجاه المعاكس للتناحر الطائفي والحزبي والفئوي السائد. غايتنا خلق ثقافةٍ جديدة للحياة الوطنية، من خلال التفهّم وصولاً إلى التفاهم، وعبر الحوار وصولاً إلى القرار".



واكد عربيد: "سنكون مجموعة ضغط نشطة تجمع الطاقات وتحوّلها إلى زخمٍ وطنيٍ جامع. نحن مدركون لأهمية حضورِنا، عاقدون العزم لمبادرات جادّة في المجالات كافة، وهو الدور الذي اضطلعت به طائفة الروم الملكيين الكاثوليك منذ قيام دولة لبنان، ريادةً وقيادةً وجمعًا، متعاونين مع المكونات الأخرى. نحن كحركةٍ واعيةٍ لضرورات اللحظة، تحرّكنا الآن لتنشيط مسارات الحوار بين مختلف المكونات اللبنانية بحكمةٍ واعتدال، لنحقق الاستقرار الضروري للنمو الوطني، تمهيدًا لصِياغةِ عقدٍ اقتصاديٍ اجتماعيٍ جديد. وبتصميمٍ أكبر، نتطلع الى حضور شبابِ وشاباتِ لبنان ودورهم في صناعةِ مستقبلِ بلدهم، ونسعى الى تنشيط التواصلِ مع المنتشرين ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من صناعةِ القرار في لبنان.

من هنا، نحن مَتَّحدون خلفَ هذه الأهداف الواضِحَة والمهام المحددة، ومصمِّمون على تجنُّب الصراعات العبثية المدمرة، نقدّم أنفسنا وطاقاتنا لخدمة وطننا، لا أعداء لنا في بلدنا، نعقد الصداقات على أساس القيم والمصالح الوطنية، نؤسس لحياةٍ وطنيةٍ صحيّةٍ ومنتجة، نزرع اليوم نوايا العمل المخلص، في بيئة التكامل، ونسقيها عملاً وأملاً بأن تعلو أرزة جديدة في سماء لبنان الغد، يستظل بها أولادنا".



وعقدت على هامش المؤتمر جلسات عدة تناولت العناوين التالية: الروم الكاثولیك من ریادة التأسیس إلى ھواجس المصیر، مواجھة الإنھیار والبحث عن الإستقرار، الروم الكاثولیك إنتشار على مساحة الوطن، كما تم عرض فيلم وثائقي بعنوان "الروم الكاثولیك ..تاریخ في لبنان"، وبحث عن "الروم الكاثولیك .. الواقع الدیموغرافي"، وعرض بحثي عن "الروم الكاثولیك ... شريك فاعل في قوى الانتاج".



واختتم المؤتمر بالإعلان عن مؤتمر التواصل الإغترابي الكاثولیكي في صیف ٢٠٢٣. 

MISS 3