محمد دهشة

"الجمعة البيضاء" في صيدا... لمساعدة ألفَي عائلة في "الأيام السوداء"

11 كانون الثاني 2020

02 : 00

الانفراج الموقت في الأحوال الجوية جرّاء العاصفة التي ضربت لبنان، لم تنسحب على المناخات الاقتصادية والمعيشية التي تُؤرِق اللبنانيين، كما الصيداويين في قوت يومهم، مع اشتداد الأزمة وتدهورها، اذ لا تلوح في الأفق حلول قريبة، مع طول الانتظار والعقبات السياسية التي تحول دون ولادة الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف حسان دياب.

في مرحلة "الانتظار القاتل"، يبدو أبناء صيدا في "الأيام السوداء"، كالهائمين على وجوههم، لا يرجون أملاً في المسؤولين، يتقدم دور الجمعيات الانسانية والاغاثية، لسد الرمق والفراغ، فتبلسم المبادرات الخيرية الصيداوية معاناة العائلات الفقيرة والمتعففة، وفق الامكانيات المتوفرة تحت عناوين وشعارات مختلفة."الجمعة البيضاء"

"الجمعة البيضاء" واحدة من المبادرات الصيداوية التي نظمتها "الرعاية" في قاعة الحاج مصباح البزري الكبرى في القصر البلدي، والتي خصصتها لتوزيع ملابس ولوازم شتوية مجاناً لنحو 2000 من العائلات الصيداوية المتعففة، برعاية رئيس البلدية محمد السعودي، حيث كشف الإقبال عليها مدى الفقر والعوز الذي يئن تحت وطأته أبناء المدينة وخاصة في أحياء صيدا القديمة، مع الغلاء وارتفاع الأسعار وانخفاض القيمة الشرائية لليرة اللبنانية وازدياد نسبة البطالة. وقال المهندس السعودي "ما يحصل هو أحلى وأرقى شيء يمكن أن يقوم به الإنسان لأخيه الإنسان، فهذه المبادرة جاءت في وقتها لإدخال الدفء لأفراد العائلات في هذه الطقس المثلج"، مؤكداً "أنّ الناس مرتاحة وتستطيع أن تختار ما تحتاج من ملابس وأحذية وحتى هدايا الأطفال، فما أجمل أن تدخل الفرحة إلى قلوب الناس في هذه الأيام الصعبة".

بينما أوضح المدير التنفيذي لـ"الرعاية" باسم سعد، أنّه "للسنة الرابعة على التوالي تطلق الهيئة الاسلامية للرعاية هذه المبادرة لأهل البلد من عائلات صيداوية متعففة ضمن داتا محددة، وهذا جزء من الواجب علينا لمساندة اهل البلد ولتعميم مبدأ التكافل بين الجميع وإن شاء سنستمر"، مشيراً الى أن "العائلات المستفيدة نحو 2000 عائلة أي نحو 7500 فرد، وأن مصدر الملابس والتقديمات هو متبرعون كرام قامت بجمعها كل من الرعاية وجماعة عباد الرحمن وDonner Song Computer وسوق الخير. فشكراً لبلدية صيدا ولكل من ساهم في هذا العمل الخيري"."خلينا لبعض"

الى جانب "الجمعة البيضاء"، واكب صندوق الزكاة التابع لدار الإفتاء في صيدا، انعكاس الأوضاع الحياتية والمعيشية الصعبة على مئات العائلات المحتاجة في المدينة، فنظّم حملة "خلينا لبعض" وأطلق مشروعي توزيع "كسوة الشتاء" و"الحصص الغذائية" لعائلات مشمولة بتقديمات الصندوق، اضافة الى تأمين الأدوية بشكل دوري لمن يحتاجها منها او المساهمة بكلفة الإستشفاء للحالات الإستثنائية.

ويقول رئيس صندوق الزكاة في صيدا عفيف حسن مكاوي، إن "مشروع "كسوة الشتاء" تم بدعم من مالكي مبنى "صيدا سنتر" الذين خصصوا محلين فيه كمركز لتوزيع الألبسة والحرامات على عائلات مشمولة بتقديمات الصندوق وذلك بالتعاون مع مؤسسة الثقافة والعلوم أو بمساهمات من جمعيات وافراد"، مؤكداً "لقد بدأنا نفتح يومين بالأسبوع لتوزيع الثياب المستعملة والجديدة والحرامات على مستحقيها وبلغ عدد العائلات المستفيدة حتى الآن 250 عائلة من اصل 1350 عائلة مشمولة بتقديمات الصندوق".

وعن مشروع الحصص الغذائية قال مكاوي: "هذا المشروع يتم بالتعاون مع البنك اللبناني للغذاء، وجاءتنا منه مساعدات غذائية فقمنا بتوزيع 300 حصة غذائية على مستفيدي الصندوق الى جانب مساهمات من أهل الخير او بتمويل مباشر من الصندوق، وخلال هذا الشهر وزعنا حتى الآن حوالى 850 حصّة غذائية، علماً أننا في الأيام العادية كنا نوزع حصصاً غذائية بحدود 250 حصة شهرياً، لكن الآن نعمل على زيادة التوزيعات نظراً لتزايد الحاجة في ظل الظروف التي نعيشها".

حملة "سوا لأهلنا"

وأطلقت جمعية "أهلنا" حملة "سوا لأهلنا.. للكل يشارك بالخير" في حرم "جامعة AUST " عند مدخل صيدا الشمالي، وتهدف الى جمع التبرعات المادية والعينية وتوزيعها على مئات العائلات المشمولة برعاية الجمعية وغيرها من العائلات المحتاجة بما يمكّنهم من مواجهة الأوضاع الصعبة وحفظ كراماتهم، حيث جرى التبرع بمواد غذائية ومونة وحبوب وملابس، وأغراض منزلية (سجاد، حرامات للدفء) وأدوات تنظيف وألعاب وغيرها، الى جانب تبرعات مادية لشراء الحاجيات والأدوية ولترميم منازل.

وأوضحت رئيسة الجمعية سحر جلال الدين الجبيلي، "أطلقنا الحملة نتيجة الظروف الحياتية الصعبة، بهدف مساعدة 2000 من العائلات المتعففة والأكثر احتياجاً، حيث نقوم بدراسة اجتماعية لأوضاعهم ونقدم لهم مساعدات وفق حاجة كل عائلة. ونحن كجمعية نؤمن بالعمل التنموي ولدينا مشاريع من تعليم ودعم نفسي وتأمين فرص عمل للسيدات من خلال معمل انتاج يشتغلن فيه، لدينا مساعدات اجتماعية منها مونة غذائية، وأدوية وتغطية عمليات وغيرها".


MISS 3