كريم مكتف

كم نحتاجك بعد 79 عاماً

22 تشرين الثاني 2022

02 : 00

ماذا ننتظر بعد تسعة وسبعين عاماً من الاستقلال؟

كنا ننتظر اليوم إعلان ميلاد فجر جديد مشرق للوطن مفعم بالأمل والازدهار، كنا ننتظر ان نفاخر بغرّة أعيادنا، لنعلي الهامات والرؤوس بتاج العز والافتخار، كنا ننتظر الأمن والأمان، والتقدم والازدهار.

تراه ماذا حل بوطني بعد تسعة وسبعين عاماً، اي لعنة أصابته لنجد الفوضى حولنا، واليأس متحكماً بشبابنا، والقنوط متربصاً بنا، ما هذا الانحلال القاتل للدولة ومؤسساتها وإداراتها، وما هذه الفوضى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مني بها لبنان؟

هل نستحق ان نسير بعد تسعة وسبعين عاماً من الاستقلال نحو المجهول، نحو الضباب والسواد القاتم، هل أضعنا بعد تسعة وسبعين عاماً البوصلة بفراغ رئاسي قاتل، اين الحكماء والفهماء والمثقفون ينتشلون ما تبقى من هذا الوطن؟.

بعد ستة عشر عاماً، نستذكر في هذا اليوم المجيد الراحل الشهيد بيار الجميل، الذي آمن بأن الاستقلال نعمة ومسؤولية لا يمكن اكتسابه والحفاظ عليه إلّا ببذل النفس والتضحيات والتخلي عن الذات ومد الجسور، فانضم الى قافلة الابطال الشهداء وقدم نفسه على مذبح هذا الوطن، خدمةً للبنان وإعلاء لمكانته وصيانة لوحدته، ومحافظة على هويته ومقوماته والدفاع عن مقدساته، بعد ان استلهم ما ينطوي عليه من قيم سامية وغايات نبيلة.

ايها الشهيد الشاب الذي قدم نفسه من اجل صون العيش المشترك بين جميع أبناء الوطن بمختلف طوائفهم، من أجل تغليب الانتماء الوطني وجعله فوق كل انتماء آخر، للمحافظة على كرامة الوطن واستقلاله وحريته، عبر كسر الهوة العميقة بين الدولة وشعبها، فاقتربت منهم وسمعت همومهم ووقفت على حاجاتهم ونظرت في مطالبهم، بحب لامتناهٍ وعطاء لا ينضب، فآمنت بقدراتهم وأحبوك.

كم نحن بحاجة اليك اليوم اكثر من أي يوم مضى، بعد تسعة وسبعين سنة من الاستقلال، ان تطل علينا عند عتباتِ التاريخ فارساً بيدك علمٌ ارتسمت عليهِ الارزةُ رمزُ الخلود.


MISS 3