السماح لخبراء أوكرانيين بمعاينة الصندوقَيْن الأسودَيْن

طهران تستبعد تحطّم الطائرة بصاروخ وكييف تضع فرضيّتَيْن

12 : 06

أحد الصندوقَيْن الأسودَيْن الذي كشفت عنه منظّمة الطيران المدني الإيرانيّة أمس (أ ف ب)

نفت السلطات الإيرانيّة بشكل قاطع فرضيّة تحطّم طائرة الـ"بوينغ 727" الأوكرانيّة الأربعاء قرب طهران بصاروخ، وهذا ما يُرجّحه عدد من الدول، خصوصاً كندا، التي قضى عدد من مواطنيها في الكارثة، في وقت أعلنت كييف أنّ الخبراء الأوكرانيين الذين أرسلوا إلى إيران تمكّنوا من الوصول إلى الصندوقَيْن الأسودَيْن اللذَيْن عُثِرَ عليهما بعد وقت قليل من وقوع الحادث المأسوي.

وقال وزير الخارجيّة الأوكراني فاديم بريستايكو، خلال مؤتمر صحافي: "سُمِحَ لفريقنا بمعاينة الصندوقَيْن الأسودَيْن"، مضيفاً أن كييف ترى "تعاوناً تاماً" من قبل إيران، مشيراً أيضاً إلى أنّه سُمِحَ للخبراء الأوكرانيين بالوصول إلى موقع الكارثة.

وتحدّث بريستايكو إلى الصحافيين بعد الإعلان عن اجراء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثة هاتفيّة مع وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، وبعد تسلّم كييف معلومات "هامة" من المسؤولين الأميركيين حول الكارثة، بحيث يُفيد مسؤولون أميركيّون وبريطانيّون وكنديّون بأنّ مصادر استخباراتيّة تُشير إلى أن إيران ربّما أسقطت الطائرة عن غير قصد، في حين لفت زيلينسكي في بيان على "فيسبوك" إلى أن احتمال سقوط الطائرة بصاروخ لم يُستبعد "لكنّه لم يتمّ تأكيده بعد".

توازياً، أعلن رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني إيفان باكانوف وضع احتمالَيْ "الهجوم الصاروخي" و"العمل الإرهابي" على رأس الأسباب المحتملة وراء تحطّم الطائرة، في وقت طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق "مستقلّ وذي صدقيّة" في شأن الحادث. وقال المتحدّث باسم المفوضيّة الأوروبّية شتيفان دي كيرسمايكر، للصحافيين: "من المهمّ جدّاً بالنسبة إلينا أن تأخذ التحقيقات شكل تحقيق مستقلّ وذي صدقيّة يجري بشكل يتناسب مع قواعد منظّمة الطيران المدني الدولي".

من ناحيته، قال رئيس منظّمة الطيران المدني الإيرانيّة علي عابد زاده: "هناك أمر واحد مؤكّد، هو أن هذه الطائرة لم تُصب بصاروخ". ونبّه المسؤول الإيراني إلى أن التحقيق "سيتطلّب وقتاً"، محذّراً من كلّ تكهّنات لا تأخذ في الاعتبار نتائج تحليل الصندوقَيْن الأسودَيْن للطائرة. كما حضّ مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، حسام الدين آشنا، وسائل الإعلام الناطقة بالفارسيّة في الخارج، على "عدم المشاركة في الحرب النفسيّة" على إيران في هذه القضيّة.

ودعت إيران الشركة المصنّعة للطائرة المنكوبة "بوينغ"، إلى "المشاركة" في التحقيق. وفي هذا الصدد، قال رئيس منظّمة الطيران المدني الإيرانيّة: "دعونا الأميركيين والكنديين والفرنسيين والأوكرانيين والسويديين إلى أن يكونوا حاضرين وأن يُشاهدوا كيف نعمل"، مضيفاً: "نحن نُزهاء في اجراءاتنا"، فيما ذكرت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسميّة في إيران، أن السلطات ستُعلن اليوم الأسباب التي أدّت إلى تحطّم الطائرة الأوكرانية ومقتل 176 شخصاً على متنها.

وبامكان فرنسا أن تُشارك في التحقيق بوصفها دولة مصنّعة لمحرّكات الطائرة من خلال مجموعة "سي اف ام انترناشونال"، وهي شركة مختلطة بين "سافران" الفرنسيّة و"جنرال الكتريك" الأميركيّة. وأوضح مكتب التحقيق والتحاليل الفرنسي (بي اي ايه) أنّه "عيّن ممثلاً معتمداً للمشاركة في التحقيق". كما أعلنت الوكالة الأميركيّة المكلّفة أمن النقل، أن واشنطن أيضاً ستُشارك في التحقيق، وكذلك أفادت نظيرتها الكنديّة، في حين كشفت شبكة "سي أن أن" أنّ طهران لجأت إلى "تنظيف مسرح" الكارثة قبل وصول المحقّقين الأوكرانيين إلى المكان.

في غضون ذلك، اعتبر أمين عام "حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أنّ "لا وجود لأي سبب لعدم الوثوق" بمعلومات دول غربيّة عدّة تُرجّح "فرضيّة الصاروخ". وقال: "لن أخوض في تفاصيل معلوماتنا الاستخباراتيّة، لكن ما يُمكن أن أقوله هو إنّ ليس لدينا أي سبب يدعو إلى عدم تصديق التقارير التي شاهدناها من مختلف عواصم دول حلف شمال الأطلسي". وضمّ ستولتنبرغ صوته إلى الدعوات الدوليّة المتزايدة، المطالبة بتحقيق دقيق في الكارثة، معتبراً أن فرضيّة إسقاط الطائرة بصاروخ "هي السبب بالتحديد لإثبات كلّ الحقائق، ولذا من المهمّ أن يكون لدينا تعاون كامل من الجانب الإيراني في مثل هذا التحقيق".


MISS 3