دُفنت حيّةً لتقوية الروابط

02 : 00

أظهرت دراسة جديدة أن أنثى قرد عنكبوت دُفنت حيةً قبل 1700 عام كهديّةٍ لتقوية الروابط بين قوتَين رئيسيّتَين في أميركا الجنوبية ما قبل كولومبوس. ويُرجَّح أنّ أشخاصاً بارزين من حضارة «المايا» قدّموا هذه الهدية الثمينة إلى حضارةٍ أخرى في تيوتيهواكان. وتقارن الدراسة هذا الأسلوب بدبلوماسية الباندا التي مارستها الصين بتطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة في سبعينات القرن العشرين.

وباستخدام تقنياتٍ عدّة مثل استخراج الحمض النووي القديم، أو التأريخ بالكربون، أو حتى تحليل النظام الغذائي، نجح الباحثون في إعادة تكوين مسار حياة الحيوان ونفوقه، وتبيّن لهم أنه دُفن حياً عندما كان يبلغ ما بين 5 و 8 سنوات. وعُثر على الهيكل العظمي للقرد بجانب نسرٍ ذهبي، وهو شعار المكسيك الذي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا، وكان محاطاً بمجموعةٍ من الأغراض القيّمة بينها مسامير مصنوعة من حجر السجّ، وهو صخرة بركانية مهمّة لثقافات ما قبل كولومبوس. كما تم اكتشاف لوحة جداريّة تُصوِّر القرد العنكبوت، ما أكّد فرضية حصول تبادل على أعلى المستويات.

وكتب الباحثون أن أنثى القرد ربما كانت «تُثير الفضول في هضاب تيوتيهواكان نظراً إلى كونها حيواناً غريباً». ولاحظ معدّو الدراسة أن «يدَي الحيوان كانتا مقيّدتَين خلف ظهره وكانت قدماه كذلك موثوقتَين، ما يعني أنه دُفن حياً، وفق تقليدٍ كان «شائعاً في الذبائح البشرية والحيوانية في هذه المنطقة».