محمد دهشة

ألمانيا تقدم ستة ملايين دولار للأونروا للاستجابة للاحتياجات العاجلة للاجئي فلسطين في لبنان

مفوّض الأونروا يزور لبنان: اللاجئون يعيشون موتا بطيئاً ولا يستطيعون تحمل تكاليف الأدوية

24 تشرين الثاني 2022

22 : 24

مفوّض الاونروا لارازيني يتفقد مخيم البداوي شمال لبنان

في موقفٍ هو الأكثر توصيفاً لمعاناة اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، في ظلّ تداعيات الأزمة الاقتصادية والمعيشية اللبنانية وتراجع خدمات وكالة "الأونروا" جرّاء العجز الماليّ المتلاحق، أكّد المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لارازيني، "إن الوضع الإنسانيّ للاجئي فلسطين في لبنان شديد الخطورة"، مضيفاً "يموت الناس موتاً بطيئاً، الكثير منهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الأدوية أو المشاركة في تقاسم كلفة العلاج خصوصا للأمراض المزمنة والسرطان".


وقال المفوض العام لارازيني خلال جولة تفقدية في مخيم البداوي في شمال لبنان، أنّ "مستويات الفقر والبطالة غير مسبوقة نتيجة أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث. انتشار الكوليرا يفاقم من المأساة والمصاعب الحادة والعجز.


أضاف: "يعاني الناس في لبنان ومن ضمنهم لاجئو فلسطين ويدفعون ثمناً مقابل ما ليس من صنعهم، لقد التقيت خلال زيارتي بلاجئي فلسطين الذين يعيشون في الفقر واليأس وانعدام الأفق"، مضيفاً "إلتقيت مع سليم في مخيم البداوي للاجئي. طلب مني أن أنقل نداءه للمساعدة حتى تتمكن عائلته الولوج من الحلقة المظلمة هذه نتيجة الانهيار الاقتصادي الحاد. قائلاً: "بينما كنت أسير في شوارع مظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، تساءلت عما إذا وصل لبنان نقطة اللاعودة".


وأوضح المفوض العام لارازيني "قمت في الشهر الماضي بتوجيه نداء عن لاجئي فلسطين يسلط الضوء على وصول الفلسطينيين في لبنان الحضيض نتيجة الظّروف القاسية التي يعيشون. طالبت في هذا النداء من العالم أن "يسمع أصواتهم" وأن يقدم الدعم للأونروا من أجل مساعدة لاجئي فلسطين في حياتهم اليومية والعيش بكرامة".


وقال: "استجابةً لدعوتنا لتقديم المساعدة العاجلة، قدّمت الحكومة الألمانية مبلغ 6 ملايين دولار للاجئي فلسطين في لبنان. ومن خلال هذا الدعم السخي، ستتمكن الأونروا من تقديم المساعدات النقدية على الفئات الأكثر حاجة وهشاشة من أجل التحضير لفصل الشتاء. كما تشمل هذه المساعدات لاجئي فلسطين من سوريا (الذين يعيشون في لبنان) ويعتمدون على المعونات الشهرية من الأونروا للبقاء على قيد الحياة.


واستدرك المفوّض لارازيني "أرحّب بهذا الدّعم الحيوي... إلّا أنّه ليس سوى غيض من فيض. يحتاج الناس في لبنان بل ويستحقون حياة أفضل بعيداً من الإعتماد على المساعدات الإنسانيّة والنقديّة. لأنهم معروفون بالإبداع والكرم وحب الحياة بالرغم من كل الصعاب. ومع ذلك، وإلى أن يتمَّ التوصل إلى حل أكثر استدامة، ستواصل الأونروا بذل كل ما في وسعها لمساعدة لاجئي فلسطين الحصول على حياة كريمة. اناشد لتقديم المزيد من الدعم للأونروا حتى نتمكن من مواصلة مساعدة العائلات المحتاجة".


وخلال إطلاقه النداء الخاص بلاجئي لبنان والذي اتخذ صفة "العاجل" طالب لارازيني الجهات المانحة دعمها بالحصول على تمويل بقيمة 13 مليون دولار من أجل مواصلة دعمها للاجئين في البلد الغارق منذ ثلاث سنوات في أزمة اقتصادية متسارعة، ومع تبرع المانيا تبقى الاونروا بحاجة إلى مبلغ 7 ملايين دولار لتكون قادرة على تقديم المزيد من الدعم لفصل الشتاء بما في ذلك في البقاع حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، والقيام بجولة أخرى من المساعدات النقدية وتحسين الاستجابة للكوليرا لتنقية وضخ المياه في المخيمات ورفع الوعي حول الوقاية.


ووفق تقديرات الاونروا فانه يعيش نحو 210 ألف لاجئ من فلسطين في لبنان (180 ألف لاجئ فلسطيني من لبنان إضافة إلى 30 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا) في 12 مخيماً رسمياً، أو خارج المخيمات في ظروف معيشية صعبة وقاسية واستناداً إلى آخر مسحٍ أجرته الأونروا، فإنّ 93% من لاجئي فلسطين في لبنان فقراء.


ويخاطر لاجئو فلسطين بحياتهم بحثاً عن الكرامة، وشهدت المخيّمات الفلسطينية هجرة بطرق غير شرعية عبر البحر هربا من المعاناة وخصوصاً من مخيّمَي البداوي ونهر البارد في الشمال. وشكل غرق المركب أخيراً قبالة شاطئ طرطوس السوري مأساة انسانية حيث قضى عدد كبير وما زال الآخرون مفودين حتى اليوم.