مايز عبيد

طرابلس وعكّار: السياسة تلعب خلف الستارة وأمامها

26 تشرين الثاني 2022

02 : 00

إجتماع للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى

على مسافة شهر من موعد انتخابات مفتي المناطق والتي ستشمل كلاً من طرابلس وعكّار وحاصبيا ومرجعيون، زحلة والبقاع الغربي، راشيا، وبعلبك الهرمل، لا يزال المشهد في الشمال ضبابياً. وقد أقفل باب الترشيحات على 8 مرشحين لإفتاء طرابلس، و7 مرشحين لإفتاء عكّار.

مرشّحو إفتاء طرابلس هم: القائم بأعمال المفتي الشيخ محمد إمام، القاضي سمير كمال الدين، القاضي وسام السمروط، شيخ قرّاء طرابلس بلال بارودي، الشيخ حسن مرعب، الشيخ مظهر الحموي، الشيخ أحمد المير، والشيخ أحمد كمّون. أما مرشّحو عكّار فهم: المفتي السابق زيد زكريا، المفتي الأسبق أسامة الرفاعي، الشيخ زيد الكيلاني، الشيخ عبد الرحمن الرفاعي، الشيخ حسن البستاني، الشيخ محمد عبد القادر والشيخ ناجي علوش.

خلال الدورة الأخيرة والتي جرت في العام 2008 انتخب الشيخ مالك الشعّار مفتياً لطرابلس والشمال، بتوافق سياسي ثم مدّدت ولايته في العام 2018 بطلب من الرئيس سعد الحريري، ما اعتُبر يومها بمثابة مكافأة على مواقفه الإنتخابية. إلّا أنّ خلاف الشعّار مع الرئيس نجيب ميقاتي واتفاق الأخير مع الحريري، أدّى في العام 2020 إلى تكليف أمين فتوى طرابلس محمد إمام بمهام الإفتاء وهو لا يزال حتى اليوم في موقعه.

إلى ذلك، تشير معلومات «نداء الوطن» إلى أنّ المرشَّحين الثلاثة لمنصب إفتاء طرابلس بلال بارودي، محمد إمام وسمير كمال الدين هم أبرز المتنافسين على المنصب، وأن الشيخ إمام لم يصغِ إلى نصائح أسديت له ببقائه أميناً للفتوى وعدم الترشّح للإنتخابات إفساحاً في المجال أمام مسعى توافقي قد يؤدي إلى انتخاب الشيخ بلال البارودي مفتياً لطرابلس.

حتى الآن لم يتّضح رأي ميقاتي من المعركة، ولا أين ستتجه الأصوات التي يمون عليها ضمن الهيئة الناخبة، والمرجّح أنها قد تصبّ لمصلحة الشيخ بلال بارودي، في وقت لا يزال فيه تيار «المستقبل» الذي يملك عدداً من أصوات الهيئة الناخبة على غموضه ممّا يجري، وإذا ما تحرّك فقد يتحرّك من خلف الستارة بعدما كان الناخب الأول في الإنتخابات وفيما كان رئيسه يتّهم بأنه يؤخرها لعدم الوقوع في إشكالات داخل البيت السنيّ وخسارة أي طرف من الأطراف.

وتتألف الهيئة الناخبة لمفتي المناطق من النواب الحاليين، أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، مدرّسـي الفتوى وشيوخ القراء، القضاة الشرعيين العاملين، اللجنة القائمة بمهام المجلس الإداري، رئيس دائرة أوقاف المنطقة، الأئمة المنفردين، القضاة المسلمين السنّة العدليين والإداريين والماليين العاملين وأعضاء المجلس الدستوري وموظفي الفئات الأولى في الادارات العامة، رؤساء وأعضاء المجلس البلدي من المسلمين السنّة في مركز القضاء ورؤساء بلديات القرى والبلدات السنّية. ويبلغ تعداد الهيئة الناخبة في عكّار نحو 170 ناخباً حيث يتم تصحيح لوائح الشطب ليتمّ إدراج أسماء بعض رؤساء البلديات ممن حلّوا مكان رؤساء آخرين.

أما في طرابلس فتبلغ الهيئة الناخبة نحو 130 ناخباً. أبرز المتنافسين على المنصب في عكّار هما المفتيان السابقان زيد زكريا وأسامة الرفاعي بعدما قرّر رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ مالك جديدة عدم الترشّح، وهو يحاول في المقابل أن يبرز حياده بين المرشّحين السبعة، وإن كانت المعلومات تشير إلى أنّ عدم خوضه الإنتخابات جاء على خلفية ترشّح المفتي الرفاعي، وأنّه كان يسعى بدوره إلى تسوية ما، دفع بموجبها بترشيح الدكتور محمد الحسن ولكن لم تحصل. كذلك دعا الشيخ خلدون عريمط إلى التوافق. الأرجح أن ترشّح جديدة لو حصل كان سيصعّب المهمة على الرفاعي فيما انسحابه من المعركة قد ينقل الكتلة الناخبة التي تستأنس برأيه أو جزءاً منها، لتصبّ لصالح الرفاعي.

وبينما شرع المرشحون بحراكهم الإنتخابي على خط الهيئة الناخبة، من المنتظر أن يعلن نائب أو أكثر مواقفهم الصريحة الداعمة لبعض المرشحين الأمر الذي سيعطي المعركة بعداً سياسياً إضافياً. حتى اللحظة لا موقف معلن أو مضمر من السفير السعودي وليد البخاري حيال الإنتخابات، ولا يُعرف ما هو الموقف الذي سيتّخذه «حزب الله» من المعركة لا سيّما أنّه قد بات ناخباً مؤثراً ربطاً بعلاقته برؤساء بلديات ومشايخ.