الوحدة "وباء" عالمي

02 : 00

حذّرت دراسة جديدة من انتشار «وباء» الوحدة الاجتماعي، مؤكدةً أن هناك مخاطر متزايدة لعيش الفرد وحيداً، حتى أنّ الشباب باتوا يعانون منها أكثر من كبار السنّ. وأكّدت أنّ لهذا الوباء تبعاتٍ خطيرة على الصحة الجسدية، بحيث أنّ الشباب الوحيدين هم أكثر انخراطاً في سلوكياتٍ سيّئةٍ كالتدخين واتباع نظام غذائي غير صحّي، وأكثر عرضةً للأرق وارتفاع ضغط الدم وضعف نظام المناعة.

وفي البلدان المتقدِّمة، فإنّ نسبة الأشخاص الذين يبلّغون عن وجود أصدقاء أو أقارب يمكنهم الاعتماد عليهم آخذةٌ بالانخفاض على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية. ولا يمكن إنكار الدور الكبير الذي لعبته جائحة «كوفيد 19» في تدهور هذه الأرقام مع الإغلاقات التامة والمتتالية للبلدان.

من جهةٍ أخرى، يرى خبراء علم النفس أن شعور الإنسان بالوحدة قد يجعلهم أكثر رَيبةً وعدوانيّة. وبالإضافة إلى الآثار الجانبية المدمِّرة التي تتركها الوحدة على صحة الفرد النفسية والجسدية، لا يمكن غضّ النظر عن تأثُّر المجتمعات أيضاً، حيث أثبتت الدراسات أن للوحدة المتزايدة صلةً بالتطرّف العنيف الذي قد يقود إلى الإرهاب.

وأمام هذا الواقع، يحاول عددٌ من البلدان، كالمملكة المتحدة واليابان والدنمارك وأستراليا، معالجة الشعور بالوحدة، حيث قامت بتجنيد موظّفين إجتماعيّين مهمّتهم الوحيدة التواصل مع الأشخاص الوحيدين، وإنشاء مقاهٍ خاصة للدردشة، كما وتزويد سائقي التاكسي بلائحةٍ بأسماء العملاء الذين يعانون من درجاتٍ خطيرةٍ من الوحدة.