دقّ ناقوس "ماذا لو" أمام البرلمان الأوروبي

العاهل الأردني يُحذّر من "الحرب الشاملة"

02 : 00

الملك عبدالله الثاني ملقياً خطابه أمام البرلمان الأوروبي أمس

في موقف مدوٍّ له أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسيّة، دقّ خلاله ناقوس الخطر على مسامع "القارة العجوز"، حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال كلمته بالأمس من "حرب شاملة" و"فوضى لا توصف" في منطقة الشرق الأوسط، في حال حصول مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال الملك عبدالله الثاني في لغة لا تخلو من التساؤل الحذر المشبّع بالتشاؤم: "الآن، دعونا ننتقل إلى ما يحدث اليوم، وإلى المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، ماذا لو، في المرّة القادمة، لم يبتعد أي من الجانبَيْن عن حافة الهاوية، متسبّباً بانزلاقنا جميعاً نحو فوضى لا توصف، نحو حرب شاملة تُهدّد استقرار المنطقة بأسرها، وتُهدّد بإحداث اضطرابات هائلة في الاقتصاد العالمي بأكمله، بما في ذلك الأسواق، وتُهدّد بعودة الإرهاب إلى الظهور في جميع أنحاء العالم؟".

وأضاف: "دعوني أسألكم سؤالاً افتراضيّاً آخر: ماذا لو فشل العراق في تحقيق تطلّعات شعبه والاستثمار في إمكانيّاته، وانزلق مرّة أخرى إلى حلقة مفرغة من سبعة عشر عاماً من الانتعاش ثمّ الانتكاس، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك، إلى حالة الصراع؟". وتابع في السياق ذاته: "في العراق 12 في المئة من احتياطي النفط العالمي. ولكن، الأهمّ من ذلك، العراق هو موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا من أربعة عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب "داعش". اليوم، مستقبلهم يرتكز على سلام هشّ".

وفي شأن الحرب السوريّة الدمويّة، تساءل العاهل الأردني: "ماذا لو بقيت سوريا رهينة للصراعات بين القوى العالميّة وانزلقت مرّة أخرى إلى الصراع الأهلي؟ ماذا لو شهدنا عودة لـ"داعش" وأصبحت سوريا نقطة انطلاق لهجمات ضدّ بقيّة العالم؟"، مضيفاً: "هل يُريد أي منا، في هذه القاعة، أن يشهد أزمة لجوء سوريّة جديدة، بكلّ ما فيها من رعب ومآس؟ أو رؤية طفل بريء آخر يقذفه البحر على شواطئكم؟".

أمّا بخصوص الأزمة الليبيّة الشائكة، فقد توجّه الملك الأردني بسؤال أيضاً للحاضرين قائلاً: "ماذا لو انهارت ليبيا في اتجاه حرب شاملة، لتُصبح في النهاية دولة فاشلة؟ ماذا لو أصبحت ليبيا سوريا جديدة، ولكنّها هذه المرّة أقرب إلى قارتكم؟".

وأوضح أن "هذه الأسئلة ليست مجرّد تمرين عبثي أو نظري، خصوصاً في منطقتي، حيث أسوأ الافتراضات ليست ترفاً نظريّاً، بل هي أقرب ما تكون إلى ملامسة واقعنا في الكثير من الأحيان. كما أن ما يحدث في الشرق الأوسط يترك أثره على كلّ مكان حول العالم". وتابع: "فلنجعل من التأمّل في هذه الأسئلة الافتراضيّة تمريناً مثمراً، يُمكننا استباق حدوث مآس لا حصر لها، وحماية شعوبنا في مسيرتها نحو المستقبل".


MISS 3