مايز عبيد

إنتخابات إفتاء طرابلس: التوافق مستبعد

6 كانون الأول 2022

02 : 01

المفتي قد يلجأ إلى تأجيل الإستحقاق (فضل عيتاني)

تزداد انتخابات إفتاء المناطق حماوة كلما اقتربنا من موعد الثامن عشر من كانون الأول، ومعها تتبلور الإصطفافات أكثر فأكثر ليتّخذ الإستحقاق طابع المنافسة الجدِّية، لا سيما في الأسبوع الأخير الذي سيسبق الموعد المحدد. ويُعدّ القائم بأعمال مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام وكل من الشيخ بلال بارودي والقاضي سمير كمال الدين، أبرز المتنافسين على مركز (المفتي) في طرابلس والشمال، وذلك من ضمن المرشّحين السبعة للمركز الذين قُبلت طلباتهم وهم المشايخ: أحمد المير، مظهر حموي، بلال بارودي، وسام سمروط، وسمير كمال الدين بعدما رُفض طلب الشيخ حسن مرعب لمخالفته المادة 28.

وقد رفض الشيخ إمام كل المحاولات التي جرت معه سابقاً كي يبقى أميناً للفتوى فيذهب الإفتاء إمّا إلى بارودي أو كمال الدين، وتشير معلومات خاصة بـ "نداء الوطن" إلى أن الشيخ إمام الذي يتمتع بتأييد لا بأس به بين أعضاء الهيئة الناخبة الـ130، يحاول تسويق فكرة كان هو رفضها في الأساس تقوم على إعطائه منصب الإفتاء مقابل أن تكون أمانة الفتوى إما لبارودي أو لكمال الدين. وقد التقى أكثر من جهة سياسية طرابلسية لتسويق هذا الطرح. لكن حتى اللحظة لم تفصح أي جهة سياسية طرابلسية عن موقفها الصريح والواضح حيال انتخابات الإفتاء، وكل ما يُتداول به من معلومات عن تفضيل اللواء أشرف ريفي للشيخ بلال بارودي وتفضيل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للشيخ محمد إمام يبقى من باب العلاقات السابقة وليس مبنياً على مواقف أو تحركات لأهل السياسة على أرض المعركة.

وقد يعود عدم الإصطفاف السياسي حيال هذا الإستحقاق الديني، إلى أن للمرشّحين جميعهم تقريباً علاقات مع مختلف السياسيين في طرابلس، وهناك اعتقاد سائد مفاده أنّ مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان قد يلجأ في الأسبوع الأخير للاستحقاق، إلى تأجيل الإنتخابات إذا ما ارتفعت حماوة المعركة كثيراً. من الواضح أيضاً أنّ مشروع الإتفاق على اسم واحد ليحظى بدعم أهل السياسة وتأييدهم ويضمن بذلك الفوز على حساب البقية من المرشّحين، أمرٌ غير وارد هذه المرة. فعرّاب تلك التسويات وهو تيار "المستقبل"؛ هو الآن خارج الصورة أقله بالمباشر، وإذا ما قرر التدخّل لصالح مرشحٍ ما بتجيير ما يمون عليه من أصوات في الهيئة الناخبة لصالحه؛ فإنّ ذلك بالتأكيد سوف يحصل تحت الطاولة، تماماً كما لعب "المستقبل" خلف الستارة في الإنتخابات النيابية الأخيرة. 

في هذا الصدد تتحدث معلومات عن زيارة قام بها رئيس "جمعية بيروت للتنمية" أحمد هاشمية إلى طرابلس قبل أيام قليلة؛ ولقائه بعض المرشّحين، وأن الزيارة جاءت من باب استطلاع أوضاعهم عشية الإنتخابات. وتشير المعلومات أيضاً إلى أنّ جناحيّ "المستقبل"، أي أحمد الحريري وأحمد هاشمية ليسا على موقف واحد من انتخابات الإفتاء. ففي حين ينصح أحمد الحريري، هاشمية بعدم التدخّل في انتخابات طرابلس وعكّار، والبقاء على مسافة واحدة، وتمنّي الفوز لكل من يطلب الدعم، ومن دون تدخّل، فإن هاشمية يصرّ على لعب دور ما. وتضيف المعلومات: "إن تحرك هاشمية الأخير إذا ثبُت، طالما أن "المستقبل" لم يحرّك ماكينته للإفتاء حتى اللحظة، فإن ذلك سيدفع بلا شك؛ إلى تحرُّك مقابل لأحمد الحريري".


MISS 3