جورج بوعبدو

عمر الرحباني: وحّدت نمطي الموسيقي في عملٍ كلاسيكي

7 كانون الأول 2022

02 : 01

في مهرجانات بيت الدين

ولد في كنف عائلة عريقة قدّمت للبنان أجمل الأعمال الفنيّة والمسرحية التي تميّزت برقيّها وإطلاقها نجوماً كثراً برزوا على الساحة الفنيّة اللبنانية والعالمية، فجدّه «منصور» ووالده «غدي» وعمّاه» مروان» و»أسامة». فما كان من الولد إلّا أن يكون سرّ أسلافه مكمّلاً مسيرتهم الفنيّة الحافلة بالنجاحات.


أحبّ التأليف الموسيقي منذ نعومة أظفاره، فكان والده "غدي" عونه الأوّل معلّماً إيّاه أساليب الكتابة والتنويت. كبر شغفه بالموسيقى وتتلمذ على يد معلم الجيل الثاني من الرحابنة أستاذ البيانو "هاغوب أرسلانيان" الذي أعطى بدوره دروساً للكبير عاصي الرحباني لإعادة إنعاش الذاكرة الموسيقية لدى هذا الأخير بعد وعكة صحيّة تعرّض لها. ويعتبر "أرسلانيان" تلميذه هذا آخر العنقود، فعلّمه الموسيقى بحب وشغف وعرّفه على النواة الموسيقيّة ضمن جولات بغابات "ضهور الشوير" وبين الأشجار والطبيعة الخلّابة.



أكمل دراسته الموسيقية في "برشلونة" مع المايسترو الكتالوني "جوردي مورا" وفي "ميونخ" مع "كريستوفر شلورن".



إكتشف حبّه عالم الصورة في الحادية عشرة من عمره، وعلّم نفسه بنفسه كيفية استخدام الكاميرا والتصوير وأعمال المونتاج. فكان له فيلم تجريبي بطلاه إبن خالته "رالف" وأخوه "كريم"، فغدت الكاميرا ملهمته في دراسته الإخراج السينمائي والتصوير الفوتوغرافي. فإلى جانب شغفه بالموسيقى يأخذ الإخراج السينمائي حيّزاً كبيراً من حياته اليومية. فهو مؤمن بالفن الشامل الذي يهدف الى جمع الفنون في إطار موحّد.



"نداء الوطن" إلتقت الموسيقي والمخرج "عمر الرحباني" في حوار مشوّق تحدّث فيه عن شغفه بالموسيقى وآخر أعماله الفنيّة وتوقيع ألبومه الجديد في الـAUB مساء اليوم.



أخبرنا عن المحطّات التي حثّتك على كتابة الموسيقى وكيف إنطلقت شرارة العمل الأوّل؟

بعد معركة "نهر البارد" نشرت أول مقطوعة كلاسيكية لي بعنوان "النشيد الصامت" تحيّة إجلال لجهود الجيش اللبناني. لم يكن هذا النشيد عملي الأول في التأليف ولكنه الأول الذي تمّ نشره. من ثم كتبت مسرحية وفتشت عن إنتاج لها فاصطدمت بعقبات كثيرة منها صعوبة تأمين الموارد المالية، وغياب الهيكلية اللازمة لدعم الأعمال الفنية في لبنان. وبسبب فشلي في تأمين جهة منتجة قررت تأليف أغنية "عم فتّش على إنتاج"، فكان أول عمل مصوّر لي من إنتاجي الخاص يحكي عن صرخة شاب طموح يطلب جهة منتجة لأعماله. من ثم تطوّرت الأمور وأخرجت فيلمين قصيرين لأعود بعدها للتأليف، فكان ألبومي الأوّل بعنوان "باسبور" جمع في طيّاته أنواعاً موسيقية عدّة. تطلّب إنتاج هذا العمل ثلاثة أعوام تخلّلتها رحلات كثيرة الى بلدان مختلفة إختبرت فيها الكثير وتعرّفت على موسيقيين عالمييّن وقمت بأبحاثٍ موسيقية كثيرة. إنّها فترة مثمرة حقاً ولا شكّ بأنها مرحلة إنتقالية في مسيرتي الفنية.

كيف أثّرت فيك الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالبلاد وانفجار الرابع من آب تحديداً؟

في العام 2019 وقبل الثورة بقليل عزفت ضمن فعاليات مهرجان "بيروت ترنّم" ومهرجانات "بيت الدين"، فكان الجو ملائماً جداً لمتابعة مسيرتي الفنية بعزم وشغف، ولكن جرت الرياح بعكس ما نشتهي وفجأة انقلب الوضع رأساً على عقب وانهار كل شيء وبتنا سجناء الأزمات والأمراض. وكأن هذا لم يكن كافياً، لتتوّج الأزمة في ما بعد بانفجار الرابع من آب وهنا حلّت الفاجعة الكبرى. دخلت حينها في جفافٍ فنّي لم يسبق لي أن عشته، وبعد يومين من الإنفجار تعرّضت لحادث سير قويّ أدّى الى كسر يدي اليمنى والمفصل أيضاً. ظننت حينها أنني لن أتمكّن من العزف مرّة أخرى، فأصبت بالإحباط مرّة أخرى، وغرقت في جوّ من اليأس عزّزته الأزمات المتلاحقة في البلاد فضلاً عن أزمتي الشخصية، لتتكوّن نواة معزوفة Libancolie. وبعد عملية جراحية ناجحة إستعدت عافيتي تدريجياً ولكنني ولّفت المعزوفة لتلائم يدي اليسرى فحسب، كون يدي اليمنى لم تتماثل للشفاء بعد.



ملصق توقيع الألبوم الجديد


ماذا تخبرنا عن توقيع ألبومك اليوم؟

بعد نجاح ألبوم "باسبور" قررت توحيد النمط الموسيقيّ الخاص بي في عمل كلاسيكيّ يعود لـ400 عام من الزمن من نوع Baroque مزجت فيه موسيقى مختلفة من عوالم عدّة. كذلك تعرّفت على الإيقاع الهندي بعد رحلتي الى الهند وقمت بمزجه مع الايقاع الشرقي لأحافظ على الهوية الشرقية، وكانت النتيجة Piano Concerto No1 ما يعني جمع آلة موسيقية منفردة مع أوركسترا غنيّة.

* يطلق عمر الرحباني ألبومه اليوم الأربعاء 7 كانون الأول عند الساعة 6 مساء في جامعة الـAUB قاعة Charles W. Hostler.



MISS 3