نجل الشاه يتوقّع انهيار نظام الجمهوريّة الإسلاميّة

الدول المتضرّرة من إسقاط "الأوكرانيّة" تُطالب طهران بتعويضات

11 : 12

دقيقة صمت عن أرواح ضحايا "الأوكرانيّة" داخل مقرّ المفوضيّة العليا الكنديّة في لندن أمس (أ ف ب)

أعلن وزير الخارجيّة الكندي فرنسوا فيليب شامبان بالأمس أن المجتمع الدولي "ينتظر أجوبة" في شأن اسقاط الطائرة الأوكرانيّة في إيران، وذلك اثر اجتماع داخل مقرّ المفوضيّة العليا الكنديّة في لندن مع نظرائه البريطاني والأوكراني والسويدي والأفغاني، الذين يُمثّلون الدول المتضرّرة والتي طالبت طهران بتعويض عائلات الضحايا ومحاكمة المسؤولين عن الكارثة. وقال: "العائلات تُريد أجوبة والمجتمع الدولي يُريد أجوبة. وسنُواصل جهودنا ما دمنا لم نحصل على تلك الأجوبة"، معتبراً أنّه "ليس هذا وقت توجيه اتهامات، لكنّه وقت الحصول على أجوبة". وأضاف: "حين تقبلون (بتحمّل) كامل المسؤوليّة، هناك عواقب".وفي بيان صدر بعد الاجتماع، طالب ممثلو الدول الخمس طهران "بتحمّل كامل المسؤوليّة" عن الكارثة "بما في ذلك التعويضات". كما طالبوا باخضاع المسؤولين عن المأساة التي أسفرت عن مقتل 176 شخصاً، لـ"تحقيق جنائي مستقلّ وآليّات قضائيّة شفافة ومحايدة".

وفي السياق، لفت وزير النقل الكندي مارك غارنو إلى أنّ إحدى أولويّات حكومته هو أن تدفع إيران تعويضات ماليّة لعائلات الكنديين الـ57 الذين قضوا الأسبوع الماضي حين أسقطت طهران الطائرة الأوكرانيّة. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي إنّ "أحد المتطلّبات من وجهة نظر كندا، بالإضافة إلى العدالة، هو التعويض"، مشيراً إلى أن "التعويض يجب أن يُقدّمه المذنبون، الذين كان لهم دور في هذا الحادث المأسوي"، في حين ذكرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانيّة (وكالة شبه رسميّة) أن طهران ستتكبّد 350 مليون دولار من الخسائر، بسبب امتناع شركات الطيران الأجنبيّة عــــن المرور في أجوائها بعد الكارثة الأخيرة.تزامناً، ذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّه "يعمل يوميّاً لمنع الحرب"، في وقت تمرّ فيه العلاقات بين واشنطن وطهران بمرحلة حسّاسة جدّاً. وقال إن "الحكومة تعمل يوميّاً على منع مواجهة عسكريّة أو الحرب"، مضيفاً: "بالنسبة إليّ، إنّه انشغال يومي". لكنّه أكد في الوقت عينه أن الردّ الإيراني الذي تسبّب بأضرار ماديّة من دون وقوع ضحايا في قاعدة "عين الأسد"، بحسب الجيش الأميركي، عزّز قوّة الردع الإيرانيّة في مواجهة "تهديدات" الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ورأى الرئيس الإيراني أن الحوار بين طهران والعالم "صعب لكنّه ممكن"، لافتاً إلى أن "الناس انتخبونا لخفض التوتر"، بين الجمهوريّة الإسلاميّة والعالم. وفي عبارة ملتبسة بدا أنّها موجّهة إلى المحافظين المتشدّدين، أكد روحاني أن "التخصيب اليومي لليورانيوم هو اليوم أعلى ممّا كان قبل الاتفاق"، مضيفاً: "اليوم لا توجد أي قيود لدينا في مجال الطاقة النوويّة".

وبعدما أعلنت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، الدول الأوروبّية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي، الثلثاء، أنّها أطلقت آليّة فضّ النزاعات التي يلحظها الاتفاق بهدف اجبار طهران على معاودة الوفاء بالتزاماتها، أكدت برلين على لسان وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارينباور بالأمس معلومات أوردتها صحيفة "واشنطن بوست"، مفادها أن الولايات المتحدة توعّدت سرّاً بفرض رسوم بنسبة 25 في المئة على السيّارات الأوروبّية لاجبار الأوروبّيين على تفعيل آليّة فضّ النزاعات، فيما اتهم وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف الأوروبّيين بالتضحية باتفاق فيينا من أجل الحفاظ على مصالحهم الاقتصاديّة، وبالرضوخ لابتزاز الرئيس الأميركي. وأفاد الاتحاد الأوروبي بأنّ ظريف التقى بالأمس في فيينا وزير خارجيّة الاتحاد جوزيب بوريل، الذي حضّ إيران على "الحفاظ" على اتفاق فيينا.

من جهتها، ردّت باريس على مقال "واشنطن بوست" مشدّدةً على أن تنشيط الآليّة يهدف إلى إنقاذ الاتفاق وليس قتله. وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آنييس فون در مول: "نتمسّك بهذا الاتفاق ونبقى في إطاره بشكل صارم"، مؤكّدةً أنّه تمّ تنشيط الآليّة "ليس للخروج من الاتفاق ولكن لايجاد مساحة للحوار السياسي مع إيران ضمنه". وأشارت إلى أن الدول الأوروبّية الثلاث تدرس تفعيل هذه الآليّة منذ تشرين الثاني، ما يؤكد أنّها لم تنتظر تهديدات واشنطن لمعالجة هذه القضيّة.على صعيد آخر، توقّع ولي عهد الأسرة البهلويّة، التي حكمت إيران حتّى الإطاحة بها العام 1979، رضا بهلوي، انهيار النظام الديني الحاكم في طهران في غضون أشهر، وحضّ القوى الغربيّة على عدم التفاوض مع نظام الجمهوريّة الإسلاميّة. ولفت بهلوي إلى أنّ التظاهرات التي اندلعت في تشرين الثاني وتجدّدت هذا الشهر، ذكّرته بالانتفاضة التي أطاحت بوالده العام 1979. وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، حيث يعيش في منفاه بالقرب من العاصمة الأميركيّة: "إنّها فقط مسألة وقت حتّى تصل إلى ذروتها الأخيرة. أعتقد أنّنا في هذه الوضعيّة".

وأضاف ولي العهد السابق: "إنّها مسألة أسابيع أو أشهر تسبق الانهيار النهائي، ولا تختلف عن الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 1978 قبل الثورة". وعادةً ما يتوقّع ناشطون منفيّون بشكل روتيني انهيار النظام، لكنّ بهلوي أكّد أنّ "الإيرانيين هذه المرّة يشتمّون رائحة هذه الفرصة للمرّة الأولى منذ 40 عاماً". وفي كلمة له أمام معهد "هادسون"، أيّد بهلوي بشكل كبير حملة "الضغوط القصوى" التي يقوم بها ترامب ضدّ إيران، والتي تسعى إلى تركيع النظام من خلال فرض عقوبات قاسية عليه، مشيراً إلى أن المفاوضات السابقة فشلت.

واعتبر أنّه "حان الوقت لنُدرك أنّ هذا ليس نظاماً طبيعيّاً، وأنّ هذا النظام لن يُغيّر من سلوكه". وتابع: "المواطنون الإيرانيّون يُدركون أنّه لا يُمكن إصلاح هذا النظام الذي يجب الإطاحة به". ولفت إلى أنّ "الإيرانيين يتوقّعون من العالم أن يُظهر أكثر من مجرّد دعم معنوي، ويتوقعون أيضاً أن لا تتمّ خيانتهم باسم الديبلوماسيّة والتفاوض".ورضا بهلوي، الذي كان والده الشاه محمد رضا بهلوي حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، قلّل من احتمالات استعادة النظام الملكي. وقال إنّه يُريد بدلاً من ذلك دعم تحالف واسع من الإيرانيين لاستبدال النظام بآخر علماني ديموقراطي. وعندما سُئِلَ إن كان باستطاعته تمثيل جميع الإيرانيين، أجاب: "الأمر لا يتعلّق بي بل بشعب إيران".


MISS 3